انتقال المقاوم المناضل الفذ الحاج مولاي عبد الرحمن حبيض إلى دار البقاء بجوار ربه

التحق المرحوم بالرفيق الأعلى يوم الثلاثاء 09 يناير 2018 بعد مرض لم ينفع معه علاج ، ولا راد لقضاء الله وقدره ، وقد كان المرحوم من بين أحد زعماء المقاومة وأحد رموز العطاء النضالي من أجل الحرية والاستقلال و الكرامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وقد قدم رحمه الله التضحيات الجسام برباطة جأش وثبات على المبدأ ، ودفاع مستميت عنها حتى آخر رمق.

انخرط رحمة الله عليه مبكرا في صفوف المقاومة وجيش التحرير بأرفود كقيادي بارز ، ومن بعدُ أصبح من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 ، والمسؤول الأول عن الحزب بقصرالسوق ، منذ التأسيس إلى غاية 1977 ، فعضو اللجنة المركزية للاتحاد الوطني والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وقد خبرالمرحوم الحاج مولاي عبد الرحمن حبيض السجون وذاق مرارة التعذيب ، كمعتقل سياسي عدة مرات إبان الحماية ، وفي فترة ما بعد الاستقلال ولم تكن معارك الفقيد واستماتته في الذود عن المثل والمبادئ العليا من خصاله الوحيدة ، بل كان كذلك مكافحا في السعي المشكور ، والاستثمار المشروع ، حيث كان رحمه الله من مؤسسي الشركة الوطنية لتوزيع المحروقات «زيز» سنة 1972 واشتغل ضمن أطرها ، ومثلها في ما بعدُ بكل من وحدة فاس خريبكة، وأخيرا بالفقيه بن صالح أواخر 1974
ووفاء لروحه الطاهرة ، ستظل كل ذكرياته بدلالاتها الرمزية والروحية والانسانية خير عطاء للسلف لخير الخلف .
وعليه، فإننا نشاطر أخانا طارق وإخوانه مولاي الحسن، سليمان خالد، شوكري ، مليكة ، خولة ام كلثوم و علي وكل عائلة الفقيد الصغيرة والكبيرة آلامها وأحزانها بسبب هذا المصاب الجلل ، بمشاعر المواساة والتعاطف الأخوية المخلصة من طرف كل المناضلات والمناضلين بمختلف الأجهزة الحزبية بالجهة وكافة الصف الديمقراطي الذي يتقدم بدوره للجميع بأصدق وخالص التعازي والمواساة والعزاء وبالصبر والسلوان لكافة أهله وذويه ليتغمد الفقيد بواسع رحمته وليمطر شآبيب رحمته عليه و يدخله فسيح جناته إلى جانب الصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا .
والدعاء للجميع بالصبر الجميل ، لفقدان المرحوم ، الذي اختاره القادر الكبير بعد أجل محتوم ولعمر بأمد محدود لكن تبقى ذكراه في العمر الممدود حاضرة في الأذهان ، ولا أحسن قول من قوله تعالى، لكن فريضة الأذكار استوجبها المقام ولذلك نستحسن القول في الفقيد :
– ونرضى بخير قضائه وبشره وله عظيم الشكر والعرفان
– كفكف دموعك يا رجل الصلاح فمن آيات فضلك يشهد البدو والحضر
– فهو الذي بالطيب يذكر فعله وصفاته أزكى من الريحان
– من في الركوبة فضله قد يجهل كالبحر كان يفيض بالإحسان
– من كان يذكر اسمه بين القرى كالنجم كان يضيء في الأكوان
– فالله يرحمه ويغفر ذنبه سبحانه هو صاحب الغفران
– وينعم عليه بعفوه ورضوانه يا رب ذو الجلال والإكرام
إن لله وإنا إليه راجعون

 


الكاتب : المراسل : حسن المرتادي

  

بتاريخ : 20/01/2018