بإقليم اشتوكة أيت باها تجربة مدرسة عتيقة تحت «مجهر» متصوفة من 26 دولة

 

موازاة مع فعاليات «المؤتمر العالمي» للتصوف الذي نظمته بمدينة أكادير ، يوم الجمعة 12أبريل 2019، مؤسسة الشيخ ماء العينين،قام وفد كبير مكون من 154 شخصا من رجال التصوف بالمغرب وخارجه، يوم السبت 13 أبريل2019 ، بزيارة المدرسة العلمية العتيقة «يوف- تاركا» بإقليم اشتوكة أيت باها . وكانت فرصة للوقوف على مدى مساهمة التصوف السني المعتدل والوسطي ومساهمة المدارس العتيقة العديدة والزوايا المختلفة، في الحفاظ على ثوابت الأمة المغربية والمساهمة في نشر الفكر التنويري والتنموي على حد سواء.
وقدم شيخ وفقيه المدرسة العتيقة الحاج علي ،للوفد الصوفي القادم من 26 دولة من إفريقيا وآسيا وأوربا وأمريكا، شروحات دقيقة ومفصلة عن الأضرحة الموجودة بالمنطقة والطريقة التي يعتمدها فقهاء سوس في تلقين طلبتهم مختلف العلوم الدينية.
وقد استحسن الوفد الطريقة التي تعتمدها هذه المدارس العتيقة سواء في الدراسة والتلقين أو في حفظ القرآن الكريم أو دراسة الفقه الإسلامي والمتون اللغوية، وذلك باستعمال طريقة تقليدية عبر(الألواح) واختيار كتابة خاصة ومميزة (أسفتو) ، فضلا عن طريقة تصحيحها من طرف الشيخ الفقيه كنمط تعليمي توارثته المدارس العتيقة بسوس العالمة.
هذا وفي تصريحه للجريدة قال الدكتور محمد بن التاجر(المشارك في هذه الزيارة): «إن الحديث عن التصوف الاستراتيجي يواكب الواقع، على اعتبار أن جل القضايا الراهنة الكبرى يمكن حلها بالتصوف من جهة، وبالاندماج في المجتمع من جهة ثانية، وبالتركيز على تقديم التصوف للشباب والأجيال القادمة لكن بآليات حديثة، للقضاء ،على الأقل، على التطرف والإرهاب».
وأضاف المتحدث «أن اللقاء الدولي المنظم بمدينة أكَادير»، يأتي ل»إجلاء غبار ما علق في أذهان الناس، جراء نشر الإشاعات حول التصوف، فضلا عن جعل الملتقي، يعمل على ترسيخ قيم التسامح الديني والروحي من خلال المحاور التي تضمنها برنامجه،ك»التصوف واستشراف التنمية «، «التصوف وقضايا العصر»، «التصوف في حفظ مقومات الأمة»، «التصوف بين المهام الدينية والتنمية».
هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى يندرج ضمن سلسلة الملتقيات ،التي تنظمها مؤسسة ماء العينين سنويا، قصد التعريف بالفكر الصوفي عند الشيخ ماء العينين،وإبراز أهمية الوسطية والاعتدال في الدين الإسلامي الحنيف، والابتعاد عن الغلو والتطرف في الدين، وإيضاح الارتباط الوثيق بين التصوف السني المعتدل و التنمية الشاملة.


الكاتب : عبداللطيف الكامل

  

بتاريخ : 18/04/2019