«باك صاحبي» بين رمزية التشخيص ودلالة الصورة

ونحن نقترب من الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ارتأينا أن نتوقف هنا عند تجربة جديدة اختارت المزاوجة بين المسرح والسينما جسدتها تجربة المخرج إدريس اشويكة رفقة المؤلف ميراني الناجي بعرض مسرحي سينمائي اختار له المخرج عنوان (باك صاحبي)، ويعتبر هذا العنوان المأخوذ من الأدب الشفاهي المغربي في حد ذاته نصا أدبيا مليئا بالدلالات يلخص وعيا جماعيا لواقع تتقاطع فيه ظروف سياسية واقتصادية معينة ..
باك صاحبي، إذن، تجربة مسرحية سينمائية سافرت في عمق المجتمع بلغة شعبية سلسة سلطت الضوء على مجموعة من الأمراض الاجتماعية التي يلخصها العنوان نفسه بالانتقال من رمزية التشخيص إلى دلالة الصورة ..
وفي سياق هذا النسق الدرامي الذي زاوج بين المشهد والصورة يتوغل العرض المسرحي السينمائي إلى ذواتنا ليجعلنا ننخرط في عالم من التساؤلات حول باك صاحبي من خلال واقع مستفز يتجلى في تفشي الرشوة، والفساد، والنفوذ، وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي تساهم في هجرة الأدمغة والشباب نحو الشتات والمجهول، وهجرة مجموعة من فرص الاستثمار إلى الخارج مما ينعكس سلبا على تقدم المجتمع واستقراره ..
وبالانتقال من المشهد المسرحي إلى المشهد السينمائي يبقى (باك صاحبي) عرضا متميزا لجرأته، وقدرته على ملامسة واقعنا المغربي والعربي بإشارات سيميائية تؤشر على أن تيمة (باك صاحبي) بتوابعها تضحي بالكفاءة والاستحقاق، وتضع المجتمع بمؤسساته على كف عفريت، فلا العدالة قادرة على إيقاف مافيا باك صاحبي، ولا التوعية والتحسيس قادرة هي الأخرى على إيقاف عبيد هذا الغول المدعو باك صاحبي ، فما العمل إذن؟ ..


الكاتب : ع.ش

  

بتاريخ : 19/03/2019

أخبار مرتبطة

انتقلت إلى رحمة الله الزميلة فاطمة لوكيلي، صباح أمس الثلاثاء . بدأت المرحومة فاطمة الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة ميدي 1

بطل المسلسل رشاد أبو سخيلة:» المسلسل رد على الأعمال الإسرائيلية والخوف فطرة بشرية   هناك العديد من الأعمال الفنية التي

نفى مصدر من المركز السينمائي المغربي أن تكون هناك أي ضغوطات قد مورست ضد أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *