بجهة فاس – مكناس : «في أفق إنعاش قطاع الجلد وتجويد سبل التسويق والنهوض بأحوال الصناع »

 

انطلقت فعاليات المعرض الوطني للجلد بفضاء ملعب الخيل يوم 12 يوليوز ليستمر إلى غاية 21 منه ، و الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لجهة قاس مكناس تحت شعار» قطاع الجلد آفاق اقتصادية واعدة»، بشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ومجلس جهة فاس مكناس ومجلس عمالة فاس وكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ومجلس جماعة فاس وكذا مجلس جماعة مكناس وبتنسيق مع المديرية الجهوية للصناعة التقليدية بفاس.
و»يأتي هذا المعرض بعد تنظيم المعرض الوطني للخشب بمكناس والمعرض الوطني للنحاسيات بفاس، والتي تندرج ضمن استراتيجية الغرفة لتشجيع الصانع التقليدي والتعريف بمهاراته الإبداعية في فنون الصناعة التقليدية» يقول منظمون.
المعرض يقام على مساحة 4000 متر مربع ، بمشاركة أكثر من 120 عارضا وعارضة ، صناع فرادى ومقاولات حرفية وتعاونيات، ويضم مجموعة من الأروقة لعرض المنتجات الجلدية ،والتي اشتملت على «البلغ» التقليدية والبذل الجلدية و الشربيل المغربي المطرز بالخيوط الذهبية والسروج الخاصة بالفروسية « هذه الحرفة التي كادت ان تندثر بسوق السراجين بفاس لولا إسهام الجامعة الملكية للفروسية التي عملت على دعمها وإحيائها « حسب مصادر من الغرفة ، إضافة إلى المحافظ الجلدية ، «كما تعرف أروقة بالدباغة التقليدية التي تعتمد على المواد النباتية ،إلى جانب عدد من المقاولات العصرية التي طورت دباغة الجلود وأضفت عليها عددا من الألوان الزاهية ، الشيء الذي مكنها من إثبات ذاتها ضمن أجود المنتوجات الجلدية التي تصدر للدول الأوروبية» .
وفي تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي أكد عبد المالك البوطيبين رئيس غرفة الصناعة التقليدية بالجهة «ان المعرض يهدف إلى المساهمة في إنعاش ورفع قيمة قطاع صناعة الجلد عبر التعريف بمهنها لدى عموم المواطنين مع بث دينامية لتسويقها وتمكين الزوار من الاطلاع على ما يبدعه الصناع التقليديون وليطلعوا أيضا على المجالات المتنوعة لهذه الحرف الجلدية ، وخاصة تسفير الكتب وصناعة الافرشة والملابس الجلدية والبلغة والنعال « .
وحول سؤال يتعلق بإقامة معارض بعدد من المدن الفرنسية والاسبانية التي تربطها مع جماعتي فاس ومكناس علاقة شراكة وتعاون ، بالإضافة إلى مشكل الجودة الذي يفتقد أحيانا في بعض المصنوعات التقليدية، قال عبد الرحيم بلخياط المدير الجهوي للصناعة التقليدية بفاس ، « ان التفكير في ذلك وارد متى توفرت الإمكانيات المادية والمعنوية» ،م ذكرا بنجاح المعرض المغربي الذي أقيم سابقا بمدينة استراسبورغ الفرنسية والنجاح الذي عرفه الأسبوع الثقافي بمدينة اكيسليبان الذي نظمه المجلس الجهوي للسياحة وغرفة الصناعة التقليدية بفاس، حيث قام الصناع التقليديون ببناء نافورة رائعة مبلطة بالفيسفاء الفاسي والتي مازالت قائمة لحد الآن « ،و بالنسبة للجودة أوضح المتحدث «أن وزارة الصناعة التقليدية سبق لها أن أشرت على 400 علامة للجودة حصلت جهة فاس مكناس منها على حصة الأسد» .
وخصص المنظمون ممرات بأسماء عدد من رموز الصناعة التقليدية ممن أبدعوا في فنون الصناعات الجلدية من أجيال المرحومين الحاج عبد الكريم الودغيري وعمر احجيج وممر المرحوم محمد اجبيلو ، مع وضع برنامج تكويني يضم ورشات وندوات لصالح العارضين تضمن عدة محاور منها «تاريخ حرفة الجلد المغربي» للاستاذ محمد اللبار و محاضرة تحت عنوان « الاقتصاد الاجتماعي « للاستاذ عبد الرحيم بلخياط ، وندوة « المواد الأولية بقطاع الجلد الواقع والآفاق «، وندوة «التكوين المهني قطاع الجلد نموذجا « .
وفي كلمته الافتتاحية أشار رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس إلى « أن عدد الصناع التقليديين بقطاع الجلد بفاس يبلغ 15000 صانع ، أي ما يمثل 41 في المائة من مجموع العاملين في هذا المجال ، وان رقم المعاملات التجارية يمثل 40 قي المائة من رقم المعاملات الإجمالي لقطاع الصناعة التقليدية ، علما بأن الدباغة التقليدية تعد مكونا أساسيا للبينة السوسيو اقتصادية والحضارية والثقافية والسياحية ويرجع تاريخها لأزيد من 12 قرنا ، إذ شكلت ثروة هامة للمشتغلين بها واحتلت مكانة متميزة في المجتمع حيث أطلق السكان عليها قديما «دار الذهب» بدل دار الدبغ « .


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 18/07/2019

أخبار مرتبطة

يعيش مستشفى الأمراض النفسية والعقلية في مدينة برشيد بجهة الدارالبيضاء سطات واقعا مؤسفا، فهذه المؤسسة التاريخية أضحت حالتها مزرية وكارثية،

قامت شرطة المياه بتنسيق مع الضابطة القضائية خلال الفترة الممتدة بين ما بين يناير وأبريل 2024 بإحالة 45 محضرا على

  لم يسبق للمغاربة أن بلغ بهم التشاؤم والخوف على أوضاعهم المادية إلى هذا الحد الذي وصلوا إليه اليوم، ذلك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *