برنامج استفاد منه 25 ألف فلاح شمل 2000 هكتار مردودية الضيعات التي استفادت من برنامج «المثمر» تراوحت بين 21 و 93

على الرغم من ضعف التساقطات المطرية وسوء توزيعها خلال الموسم الفلاحي الأخير، إلا أن الضيعات والأراضي التي استفادت من برنامج «المثمر» الذي قاده المجمع الشريف للفوسفاط، تمكنت من رفع مردوديتها بشكل ملحوظ، بفضل تركيبات الأسمدة المعدة خصيصا لكل ضيعة حسب خصوصياتها من حيث التربة والمياه.
وقد تم، أمس، بالملتقى الأول لمختبر الابتكار المفتوح بمدينة بنجرير مقارنة محصول الحبوب في المنصات التطبيقية مع القطع الفلاحية المرجعية للفلاحين، وتبين بالملموس وجود ارتفاع هام في المردودية بالنسبة للحبوب، حيث مكنت التركيبات الاعتيادية من تحقيق ارتفاع بنسبة 23٪ على المستوى الوطني، في حين ساهمت التركيبات الجهوية في ارتفاع المردودية بنسبة 48٪، أما التركيبات الخاصة التي تم إعدادها اعتمادا على تحليل التربة من خلال آلة المزج الذكي «Smart Blender» فقد حققت أفضل مردودية في جميع مواقع الإنتاج.
وبفضل استخدام هذه التركيبات، تم تسجيل ارتفاع بنسبة 43٪ في ما يخص القطاني، كما مكنت التركيبات الجهوية الاعتيادية من الرفع من الإنتاج بنسبة 43٪، في حين سجلت التركيبات الجهوية التي تحتوى على الكبريت تحسنا في المردودية بنسبة 93٪.
وقد تم تخصيص المنصات التطبيقية الفلاحية لموسم 2018-2019 لزراعة الحبوب والقطاني، وهمت جميع المناطق المناخية المواتية لهذا النوع من الزراعات، واستفادت من هذه المبادرة مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية التي تضم الفلاحين الصغار والمتوسطين، الشباب، النساء، الجمعيات والتعاونيات الفلاحية. واستفاد من هذا البرنامج حتى الآن 25 ألف فلاح.
ووصل العدد الإجمالي للمنصات التطبيقية الخاصة بزراعة الحبوب والقطاني والتي تم إنشاؤها وتتبعها خلال السنة الأولى من مبادرة «المثمر» إلى 1071 منصة، تنضاف إليها 460 قطعة فلاحية مرجعية، وقد توزعت هذه المنصات على 21 إقليما وهمت أساسا الحبوب الخريفية من خلال 785 منصة (73٪ من إجمالي المنصات) والقطاني من خلال 286 منصة (27٪).
وارتكز التدبير المتكامل للزراعات الذي يطلق عليه «ICP «Integrated Crop Program، على الاستخدام المعقلن للمياه، المدخلات الزراعية والمحافظة على الموارد الطبيعية (التربة والمياه)، وفي هذا الإطار، تم تطبيق ثلاثة أصناف من الأسمدة على مستوى المنصات التطبيقية: التركيبات الجهوية الموصى بها من خلال خارطة الخصوبة، التركيبات الجهوية التي تحتوى على الكبريت والتركيبات المشخصة والملائمة لنوعية التربة والزراعات.
وكانت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قد أطلقت برنامج المنصات التطبيقية، والتي تشمل 2000 منصة، 300 منها خاصة بزراعة الخضروات، بهدف تطوير نماذج علمية ومعقلنة بشراكة مع الفلاحين من أجل المساهمة في الرفع من المردودية الفلاحية وحماية الموارد، كما يروم البرنامج إظهار التأثيرات على أرض الواقع ونتائجها الإيجابية على مختلف المناطق من خلال انفتاح هذه المنصات على مختلف الفاعلين في النظام الإيكولوجي وتقديم التكوين والمواكبة.
ويقدم البرنامج مجموعة من الخدمات لمواكبة الفلاح عن قرب، من خلال القيام بزيارات ميدانية ودورات تكوينية ومنصات تطبيقية وتحاليل للتربة.
وقد اشتغل فريق البرنامج مع 25 ألف فلاح بشكل منتظم من خلال دورات تكوينية وزيارات ميدانية، يتعرفون من خلالها على المسار التقني المعقلن، واتباع الممارسات الفلاحية الجيدة، كما أن فريق برنامج “المثمر” يقوم أيضا بإجراء تحاليل التربة مجانا لتمكين الفلاحين من اختيار السماد الملائم لأراضيهم وزراعاتهم.
ويهدف البرنامج عموما إلى مساعدة الفلاح الصغير والمتوسط للارتقاء بمنتوجه وضمان جودته، خاصة وأن تنفيذ البرنامج يتم بطريقة تشاركية لتمكين الفلاح من استيعاب هذه التقنيات والمعلومات.
وتستهدف المرحلة الثانية من برنامج «المثمر» التي سيتم تفعيلها خلال الموسم الفلاحي القادم حوالي أربعة آلاف فلاح في مجموع المناطق الفلاحية بالمغرب.


الكاتب : بنجرير: عماد عادل

  

بتاريخ : 05/07/2019