بريديو بني ملال: معاناة بحجم الجبل

 

تعددت معاناة البريديين أمام مشاكل بالجملة وظروف عمل تتسم بالغبن والإحساس بالحسرة و «الحكرة «، بل تصل في كثير من الأحيان حد الاحتقان والتوتر العارمين، لاسيما وأن ظروف عملهم تقتضي بالأساس أن توفر لهم جميع الشروط و الإمكانات الكفيلة بالرفع من المردودية، إلا أن الساهرين على هذا القطاع الذي شهد له التاريخ بالدور الكبير الذي لعبه ولا يزال في تقديم خدمات كبيرة وهامة للمواطنين، لهم رأي آخر مبني على نظام السخرة البائد وتحقير نساء ورجال البريد، خاصة بمركز التوزيع التابع للبريد المركزي ببني ملال، والذين يشتغلون حاليا بمرآب لا يليق ولا يشرف العاملين به ويحط من كرامتهم وهيبتهم، ولا يليق أيضا كمرفق عمومي، ونظرا لضيق المرآب، فلا يمكنك أن تستوعب المشهد، حيث لا تكاد تلمح الموظفين وسط ركام الرزنامات البريدية والطرود المتكدسة .
فمن شدة هذه الأوضاع غير المقبولة وهولها، تُعتصر القلوب وتكاد تنفجر ألما، ومما يزيد من عمق أعطاب هذه الأوضاع، التسلط والقهر الذي يعامل بهما الموظفون من طرف القيم على هذا المركز، من تبخيس للعمل النقابي وتحقير للموظفين ومعاملتهم بغلظة وتعال، ناهيك عن زرع التفرقة بينهم. وأمام هذه الأوضاع الكارثية، عمل المكتب الجهوي للنقابة الوطنية لمجموعة بريد المغرب العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل على ايصال صوت البريديين بالجهة إلى الإدارة الجهوية عبر مجموعة من البيانات و المراسلات، رافقتها وقفات احتجاجية بتنسيق مع باقي التمثيليات النقابية، وهو الأمر الذي أرغم الإدارة على الحوار في أفق إتمام بناء مركز التوزيع الجديد بالبريد المركزي خلال الشهور القليلة القادمة .
وتظل جل مشاكل القطاع مرتبطة بالحيف وغياب الإرادة الإدارية لتحسين أوضاع البريديين، والتي يمكن حصرها على سبيل المثال فقط في :
-النقص الكبير في الموارد البشرية واللوجيستيكية .
-غياب الحد الأدنى للتحفيزات.
-تغييب مبدأ الكفاءة و تكافؤ الفرص في إسناد المسؤولية، وهو الأمر الذي فضحه المسار المهني للعديد ممن تقلدوا المسؤولية بغير حق ووقعوا في أخطاء مهنية جسيمة .
-الحرمان من العطل السنوية و تراكمها المهول والذي قد يصل إلى 10 سنوات فما فوق ، بل هناك من أحيل على التقاعد دون أن يحصل على عطلته السنوية أو تصفيتها بالمرة .
-عدم تعويض المتقاعدين والمغادرين والمتوفين ، مما ضاعف من المحن والمشاكل المتراكمة وقيام 15 موزعا بالعملية برمتها، وهو ما يؤكد أن المجهودات جد مضاعفة، في مقابل المضايقات والإهانات والعقوبات التصفوية و الحرمان من التعويض عن الساعات الإضافية ومن إدماج الكفاءات .
– تسيير أكثر من تقليدي بمنطق المزاجية و التسلط بمسلكيات إدارية عفا عنها الزمان .
-الحرمان من المنح لمن لا يساير المسؤول في طريقة تدبيره وتعامله اللامسؤول .
-شغل رئيس المركز لاختصاصات و مهام غير المهام القانونية المسنودة إليه .
-حرمان كل مستخدمي مركز التوزيع ببني ملال من الأعمال الاجتماعية من عمرة و حج و حملات طبية و إعذار لصغارهم ، والمساعدة الاجتماعية أثناء حوادث الشغل.
-التعامل بقساوة مع الموظفين بدون مراعاة لظروف تنقلهم خاصة خلال أيام الأعياد.
-الحرمان من العطل الاستثنائية.
هده المعاناة والمشاكل التي يؤدي ثمنها المستخدمون، تجعل قضيتهم تتطلب التفاتة حقيقية وحلولا آنية للخروج من هذه الأزمة غير المقبولة بالمرة.


الكاتب : حسن المرتادي

  

بتاريخ : 17/08/2018