بريد الجديدة .. استهتار خطير على طرقات الإقليم !

حينما يكون « التسيب « سيد التصرف فإن كل واحد يفعل ما يشاء دون مراعاة لحقوق الآخرين ، ودون الاكتراث بما قد يسببه ذات التصرف من مشاكل أو أخطار للآخرين ، وبالتالي تخرق القوانين الجاري بها العمل في واضحة النهار بكل استهتار ، وتزداد خطورة مثل هذه التصرفات تفاقما حينما يعمد فاعلها إلى اعتبار كل شيء ملكا خاصا به يتصرف فيه حسب هواه وحسب مصالحه الذاتية ، كما أن غياب تفعيل القانون أو التغاضي عن مثل هذه التصرفات ،يزيد من الرغبة في التملك غير الشرعي وممارسته ..
النماذج هنا نسوقها من طرقات إقليم الجديدة، حيث رصدنا حالتين لا يمكن إلا وضعها في خانة التسيب العلني : الحالة الأولى من مقطع طرقي بالنفوذ الترابي لجماعة سيدي علي بن يوسف على بعد حوالي 65 كلم عن مدينة الجديدة ، حيث عمد أحد فلاحي المنطقة إلى وضع أتربة وحجارة من مختلف الأحجام لحماية أنبوب مطاطي من دوس العربات حتى يتسنى له سقي مغروساته بالجانب الآخر من الطريق دون أن يدرك أنه بفعلته هاته يعرض مستعملي الطريق لأخطار كثيرة قد تتسبب في أضرار مادية للعربات ،على اختلاف أصنافها ، مثلما قد تتسبب في إزهاق أرواح لا قدر الله سواء نهارا أو ليلا، خصوصا إذا لم يقم بإزالتها بعد انتهائه من عملية السقي ، ولعل هذه الحالة لا يمكن عزلها عن حالات أخرى مماثلة الغاية يعمد فيها أصحابها إلى تقطيع أوصال الطريق بحفر « خندق « صغير لتمرير أنابيب مائية وردمها بالتراب ..
أما الحالة الثانية فهي من المقطع الطرقي للطريق الساحلية الرابطة بين الجديدة والحوزية ، على بعد حوالي 10 كيلومترات قبيل الاقتطاع الطرقي لمنتجع مزاكان، الذي منع استمرار الطريق عبر مسارها الأصلي ، حيث قام بعض ممن يفرضون أنفسهم « حراسا « لمواقف السيارات والعربات على طول هذا الشريط الساحلي بوضع إشارات مرورية ( ممر للراجلين ، اتجاهات المرور والانعراج ، مدارة …) مما قد يشكل خطرا حقيقيا على مستعمليها أو المتفاعلين معها ، سواء من الراجلين أو من سائقي العربات، لاسيما في فصل الصيف حيث تكثر الحركة بشكل كبير على مستوى هذا المقطع الطرقي ، وهو نفسه الأمر الذي قد يجعل السلطات المختصة أمام إشكالية كبرى ومعقدة في حال ما إذا تسببت هذه « العلامات « في حادثة ..
ومن خلال الحالتين معا ، تطرح العديد من الأسئلة عن الدور المنوط بالأجهزة المختصة بمراقبة الطرق، لا سيما المندوبية الإقليمية لوزارة التجهيز التي تعتبر الطرق خارج المدارات الحضرية من مسؤوليتها، لإيقاف مثل هذا الاستهتار …


الكاتب : عبد الكريم جبراوي