بسبب ضوضاء ما بعد منتصف الليل.. توترات تخترق محيط السياحة بالصويرة

توتر متصاعد يسم العلاقة بين أرباب فنادق ومطاعم وتجار وسكان بالمدينة العتيقة بالصويرة من جهة، وبين صاحب مطعم مجاور. الخلاف المستمر منذ سنة 2016 وصل الى القضاء والسبب الرئيسي هو ضوضاء ما بعد منتصف الليل التي تسببها الأصوات والموسيقى الصاخبة المنبعثة من سطح المطعم الذي يتوفر على رخصة لتقديم المشروبات الكحولية وأخرى للتنشيط الليلي.
« لقد فاق الوضع قدرتنا على الاحتمال، خسرنا موسم السياحة الداخلية خلال فصل الاصطياف بسبب ضوضاء ما بعد منتصف الليل الصادرة من المطعم المجاور والممتدة إلى ما بعد الثانية صباحا. الزبناء يغادرون الفندق بعد أول ليلة صاخبة بدون نوم، ويتم بالتالي إلغاء جميع الحجوزات. ليس هنالك أدنى اعتبار لمصالحنا ومعنا مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة ولا لراحة الزبناء فبالأحرى ساكنة المنطقة» صرح للجريدة صاحب فندق مجاور بكثير من الغضب وهو يقدم للجريدة نسخا من عريضة جماعية، وشكايات في الموضوع، موجهة إلى السطات المحلية والمجلس البلدي.
« لا أرى أي تجاوب مع شكاياتنا منذ سنتين تقريبا. ففي 28 يناير 2016 وضعت شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالصويرة، وأخريين لدى السلطات المحلية والمجلس البلدي ومازلت انتظر مؤشرات ايجابية. على العكس من ذلك، يستمر الضجيج ليلا الى ساعات متأخرة وتستمر معاناتنا مع هروب الزبناء وتأزم وضعيتنا المادية حتى أصبحنا مهددين بالإفلاس» اشتكى صاحب الفندق بكثير من الحسرة.
وحسب الشكايات ، التي تتوفر الجريدة على نسخ منها بالإضافة إلى عريضة موقعة من طرف ثلاثة فنادق، مطعم، ومجموعة من السكان، فإن سطح المطعم موضوع الشكاية قد تحول الى علبة ليلية في الهواء الطلق تصدر أصوات موسيقى مرتفعة تستمر إلى الثالثة صباحا. مما أدى إلى إلغاء جميع الحجوزات وبالتالي الإضرار بمصالحهم وبنشاطهم المهني.
اضافة الى مشكل ضوضاء ما بعد منتصف الليل، يشتكي فندق مجاور من تثبيت صاحب المطعم لآلة لشفط الدخان ذات صوت مزعج على مقربة من نوافذ غرف الفندق.
« لا أفهم إلى حدود الساعة لماذا أصر صاحب المطعم على تثبيت جهاز شفط الادخنة التي تصدر صوتا مزعجا على بعد سنتيمترات فقط من نافذة غرفة فندقي ؟ ! لقد وجهت شكاية في الموضوع الى كل من عامل الاقليم ورئيس المجلس البلدي بتاريخ 19 اكتوبر 2017 وأنا في انتظار تفاعل الاجهزة المختصة معها» صرح للجريدة نفس صاحب الفندق.
في اتصالنا مع صاحب المطعم موضوع الشكاية، نفى هذا الأخير بشكل قاطع تجاوزه للتوقيت القانوني المنصوص عليه في رخصة التنشيط الليلي والذي ينتهي في الواحدة صباحا في الفترات العادية ويمتد الى الثانية والنصف صباحا مع التوقيت الصيفي.
« نحن نحترم التوقيت المنصوص عليه في الرخص المسلمة لنا. كما أننا في حالة إنصات وتجاوب مستمرين لكل ملاحظات او شكايات جيراننا التي نتفاعل معها بشكل إيجابي» صرح للجريدة صاحب المطعم نافيا في الآن ذاته أية مسؤولية عن الخسائر التي يدعيها المشتكون.
وارتباطا بآلة شفط الدخان موضوع الشكاية الثانية، صرح صاحب المطعم للجريدة أنها تتوقف عن العمل عند حدود الساعة العاشرة ليلا.
وحسب السلطات المحلية، فجميع الشكايات المتواترة بخصوص هذا المحل لقيت تجاوبا من طرف المصالح المعنية كما تم سلك المساطر والاجراءات القانونية في شأنها عبر تشكيل وتعبئة لجان مراقبة أنجزت مهام معاينة وحررت محاضر في شأنها. السلطات المحلية بالصويرة أكدت توفر المطعم الذي يشغل 56 أجيرا على التراخيص الخاصة بالمشروبات الكحولية والتنشيط الليلي، كما أنه يخضع لعمليات مراقبة روتينية ومنتظمة أثبتت في كل مرة احترامه لمقتضيات التراخيص فيما عدا حالة واحدة تم ترتيب الاجراءات القانونية في شأنها. كما أكدت السلطات المحلية أنها ألزمت صاحب المطعم بإقامة نظام لعزل الصوت قصد حل مشكل الضوضاء والازعاج الليليين بشكل نهائي.
أما بالنسبة لرئيس المجلس البلدي للصويرة، فقد نفى علمه بالموضوع كما أكد استعداده التجاوب مع شكايات المحتجين وفق ما يقتضيه القانون وفي حدود الصلاحيات المخولة له.
« هذا التوتر يثبت من جديد افتقاد المصالح المتدخلة لكل وضوح في الرؤية إزاء مشاكل وخصوصيات القطاع بالمدينة. يجب إقرار دفاتر تحملات خاصة بالإيواء والإطعام والتنشيط تتلاءم مع خصوصيات المدينة العتيقة. وشخصيا لا أتصور كيف يمكن للتنشيط الموسيقي أن يستمر بأصوات صاخبة من على سطح بناية بالمدينة العتيقة إلى ما بعد منتصف الليل إذا أخذنا بعين الاعتبار هندسة المباني والأحياء وحساسية النشاط الفندقي ! السر كله في التنظيم ساعتها لن يكون هنالك أي تعارض للمصالح بين المستثمرين السياحيين « علق بكل أسف صاحب فندق بالمدينة العتيقة مدافعا في الآن ذاته عن أهمية وجود فضاءات مقننة للتنشيط الليلي تعزز العرض السياحي للمدينة.
بالنسبة للمصالح الأمنية،المطعم موضوع الشكاية يخضع كغيره للمراقبة بشكل منتظم بناء على تراخيص الإطعام، المشروبات الكحولية والتنشيط الليلي المسلمة له.
« للمجلس الإقليمي دور مهم في الوساطة وحل النزاعات يجب أن يضطلع به في هذا النوع من الحالات حفاظا على مصالح المستثمرين من جهة، وعلى أجواء سليمة للنشاط السياحي بالمدينة.للأسف،لا هو دافع عن مصالحنا ولا هو قام بحل نزاعاتنا  « صرح صاحب مطعم بغير قليل من الغضب.


الكاتب : عبد العالي خلاد

  

بتاريخ : 17/11/2017