بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتعاون مع الكاتب والمصور فابريس فيرير

المسجد الأعظم محمد السادس يبرز الحضور المسيحي في المغرب لساكنة

سانت إيتيان الفرنسية ضمن احتفالية أيام التراث الأوروبي

 

تحتفي مدينة سانت إيتيان الفرنسية، كباقي المدن الفرنسية، بالنسخة الـ31 لأيام التراث، التي ستتميز في منطقة الأوفيرن، بمشاركة مغربية تروم مزيدا من الانفتاح على ساكنة المدينة رافعة شعار «ماذا لو تعرفنا على بعضنا البعض؟»، وهي المشاركة السادسة للمسجد الأعظم محمد السادس بمدينة سانت ايتيان في الاحتفاء بأيام التراث الأوروبي بحضور شخصيات مغربية وفرنسية يمثلون مؤسسات دينية، ومن عالم الثقافة والإعلام والسياسة.
يفتح المسجد الأعظم محمد السادس، الذي شيد سنة 2012، بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتعاون مع الكاتب والمصور فابريس فيرير، يومي السبت و الأحد 21 و 22 أبوابه للزوار الفرنسيين من مختلف الأطياف، معلنا انخراطه للسنة السادسة على التوالي في احتفاليته بالتراث المعماري بطعم روحي مفعم ببعد إنساني يشكل رسالة للسلام.
واختار المسجد الأعظم محمد السادس بمدينة سانت ايتيان هذه السنة موضوع «الحضور المسيحي في المغرب: العيش المشترك» عنوانا له للاحتفال بأيام التراث، الذي سوف يتجسد من خلال معرض سينظمه المسجد يمتد على الفترة ما بين 21 و29 شتنبر الجاري، هذا في الوقت الذي سبق أن نظم قبل سنتين معرضا فوتوغرافيا حول العيش المشترك عرضت فيه عشرات الأعمال الفوتوغرافية لمظاهر العيش المشترك بين اليهود والمسلمين في المغرب منذ عقود.
ويتيح هذا المعرض، الذي يقترح سفرا عبر الزمن منذ عهد الموحدين وذلك لاستكشاف جانبا من تاريخ المملكة من خلال مجموعة غير منشورة من الوثائق والظهائر والصور، الفرصة للخوض في فصول غير معروفة من تاريخ مشترك يتسم ببصمة قوية لقيم السلام والتعايش.
وتأتي مبادرة تنظيم المسجد الأعظم محمد السادس لمعرض حول الحضور المسيحي في المغرب في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها البابا فرانسيس للمغرب في مارس الماضي، والتي تميزت بالتوقيع على نداء القدس الشريف الرامي إلى الحفاظ على هوية هذه المدينة المقدسة، والذي تم التأكيد فيه، بالخصوص، على التعايش بين الأديان وعلى ضرورة محاربة التطرف والتعصب.
ويعتبر المسجد الأعظم محمد السادس بمدينة سانت ايتيان، الذي أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، أحمد التوفيق، خلال تدشينه في يونيو من سنة 2012 ، أنه «مفتوح في وجه كل سكان مدينة سانت إيتيان التي يعيش فيها أكثر من 50 ألف مسلم» بصرف النظر عن معتقداتهم وانتماءاتهم، واحدة من المعالم الأكثر زيارة من قبل الفرنسيين المقيمين في مدينة سانت ايتيان والمدن والبلدات المجاورة.
لقد تحول المسجد الأعظم محمد السادس بمدينة سانت ايتيان، الذي أصبح جزءا من معالم المدينة ومفخرة لساكنتها حيث شيد وزخرف وفق الطراز المعماري المغربي الأصيل بفضل المهارة اليدوية لحرفيي الصناعة التقليدية المغربية، إلى منارة تساهم، على الأراضي الفرنسية، في نشر إسلام وسطي متسامح ومنفتح يعد صمام أمان لمواجهة التطرف والإرهاب والتعصب الديني.
هذا الالتزام، لايتوانى عميد المسجد العربي مرشيش، رئيس المركز الثقافي الاجتماعي المغربي بمدينة سانت ايتيان، وفريقه، في بذل كل الجهد لتحقيقه، يوازيه الدور الذي تلعبه المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، التي تساهم في تنظيم هذا المعرض، تجسيدا لانخراطها في إشعاع قيم الإنسانية في ظل مغرب حداثي وديمقراطي وكذا دورها في نشر المعرفة والتعريف بالتراث الوطني بين الأجيال الجديدة التي تشكل أجيال أبناء المغاربة المقيمين في الخارج جزءا منها.
ويعتبر المغرب، منذ فترة طويلة، نموذجا حضاريا متفردا للعيش المشترك بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، خاصة اليهود والمسيحيين، وقد وجد المسيحيون، كما اليهود، في المغرب، مكانا للقاء والتعايش، تحت رعاية السلاطين المغاربة الذين منحوهم وضعا يضمن لهم ممارسة حقوقهم المرتبطة بحياتهم الروحية والاجتماعية والاقتصادية.


الكاتب : يوسف هناني

  

بتاريخ : 09/09/2019