بعد أن ضبط في حالة غش أثناء اجتياز امتحانات البكالوريا  تلميذ يعتدي على أستاذ بثانوية «كيسر» إقليم سطات

تعرض الأستاذ عادل بوحوت لاعتداء من طرف أحد التلامذة على خلفية ضبطه متلبسا في حالة غش أثناء اجتياز امتحانات  البكالوريا، وذلك بثانوية «كيسر» التأهيلية التابعة لمديرية سطات، حيث سلمت للأستاذ المعتدى عليه شهادة طبية تثبت العجز في 15يوما، عن هذه الواقعة يقول الأستاذ عادل بوحوت، «كُلِّفتُ كغيري من زملاء العمل بمهمة الحراسة في امتحانات الباكالوريا دورة يونيو 2019 بمركز الامتحان المقام بالثانوية نفسها. وبينما كنت أقوم بعملي الاعتيادي في إحدى الحجرات المخصصة للامتحان، صبيحة يوم الثلاثاء 11 يونيو 2019، إذا بأحد المترشحين المعروفين بتدني مستواهم الدراسي وميلهم إلى العنف (وللإشارة فهو أحد المستعطفين ويبلغ من العمر 24 سنة)، يخرج ما في جعبته من وسائل الغش ويضعها تحت أوراق الامتحان ويشرع في عملية الغش بطريقة مستفزة وعلنية، وعندما طلبت منه تسليم تلك الوثائق والالتزام بالقانون المنظم للامتحانات الإشهادية، امتنع وقرر مواصلة عملية الغش، وحذرنا من الاقتراب منه لأنه -حسب قوله-: «لا يملك شيئا ليخسره»…

تتالت المحاولات الودية مني ومن زميلتي في مهمة الحراسة، يضيف الأستاذ عادل بوحوت، لانتزاع ما بحوزته من أوراق وأجهزة إلكترونية، دون جدوى، فاتخذنا في حقه الإجراءات الجاري بها العمل، وحين تدخّل رئيس المركز لإخراج المترشح من قاعة الامتحان بعدما أصبح يشكل عنصر إزعاج وخطر على باقي المترشحين، رفض الخروج فاضطرّ إلى استدعاء قوات الأمن المرابطة أمام باب مركز الامتحان. وبعد الانتهاء من الحصّة وتسليم الأوراق لمصلحة الكتابة بالمركز وجدت التلميذ مع بعض زملائه في ساحة المؤسسة (في خرق سافر للقانون من قبل إدارة المركز) وهو يرمقني بنظراته الحاقدة ثم أخذ في التهديد والوعيد.
في صباح اليوم التالي، أي يوم الأربعاء 12 يونيو 2019، وبعد الانتهاء من مهمة الحراسة في الفترة الأولى الممتدة من الساعة الثامنة إلى الساعة الحادية عشرة، يشرح الأستاذ بوحوت، بينما كنا نغادر باب المؤسسة عائدين إلى مدينة سطات، وكنت أجلس في المقاعد الخلفية لسيارة أحد زملائي، إذا بي أفاجأ وزميلاي بالمعني بالأمر وقد التفّ حول السيارة، وبحركة سريعة فتح الباب الخلفي الأيسر للسيارة وأمطرني بوابل من الضربات والركلات على مستوى الوجه والرقبة والجانب الأيسر، وهو يردّد تهديدات بالقتل والتنكيل. ولولا تدخل حارس الأمن الذي يعمل بالمؤسسة وزملائي الذين لم يسلموا بدورهم من تعنيفه (خصوصا أنه اعترض سبيل السيارة وهي في وضعية حركة) لآلت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
بعدما استفقت من هول الصدمة وأنا أشعر بآلام فظيعة تقطّع جنبي الأيسر ورقبتي (وإن كان الألم النفسي أشد مضاضة وفتكا)، توجّهت مباشرة رفقة الزميلين اللذين كانا شاهدين على الحادثة إلى مقرّ الدرك الملكي لتحرير شكاية ضد المعني بالأمر وطبيب مختص لمعاينة الآثار الجسدية والنفسية للاعتداء المشين الذي كاد أن يتحوّل إلى مجزرة سيقال عن ضحيتها بكل بساطة: «إنه شهيد الواجب التربوي»، في غياب تام للضمانات والقوانين الزجرية التي توفر للمكلف بالحراسة الحماية اللاّزمة، يشرح الأستاذ عادل بوحوت  .


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 15/06/2019