بعد إغلاق المقبرة المتواجدة بالمركز .. موتى الرشيدية «يبحثون» عن قبور بأعالي الجبال وفيافي الصحراء!

 

تعاني غالبية المقابر ببلادنا من معضلتين كبيرتين، الأولى تتعلق بقلة المساحات المخصصة لدفن الموتى، حيث امتلأت العديد منها، خاصة بالمدن، والثانية ترتبط بالإهمال الذي يطال هذه المقابر إلى حد العبث بها، بالنظر لكون العديد منها تفتقد لأسوار تحميها ، ما يجعلها عرضة للاختراق من قبل الكلاب الضالة أو قطعان المواشي، كما هو حال مجموعة متواجدة بالعالم القروي، والتي تحول بعضها إلى أماكن لممارسة الشعوذة والرذيلة وملجأ للمتشردين والمدمنين. ومن نقائص المقابر، كذلك، ضعف التجهيزات، حيث يبرز ذلك من خلال مشكل التزويد بالماء والكهرباء، كما أن غياب حراس قارين للمقابر يزيد الوضع ترديا، فمعظم الحراس يعيشون على صدقات الزائرين/ المحسنين. وفي الرشيدية كمثال حي ، أغلقت المقبرة التي توجد بالمركز والتي يعود تاريخها الى أواخر الستينيات بعدما غمرت فيضانات وادي زيز المقبرة التي كانت بجانب الوادي في الجهة الشرقية، لتتحول الى المكان المعروف بـ (أكنان) بجوار المقبرة العبرية.
موتى الرشيدية اليوم يبحثون عن مقبرة يدفنون فيها، ما جعل أهاليهم يجبرون على البحث عن قبر في المقابر القروية المجاورة للمدينة ، فمنهم من يدفن في مقبرة قصر أيت محمد، أوقصر تاركة القديمة، أو دوار أزمور أو أولاد الحاج … رغم بعد المسافة، ورغم أن هذه المقابر توجد في وضعية غير ملائمة…فهي بدون حارس وبدون ماء ولا كهرباء وغير مسورة؟
المجلس البلدي الحالي وعد في عدة دورات ببناء مقبرة في منطقة أولاد الحاج، وخصص لها ميزانية هامة ..لكن بقيت الوعود في الرفوف، ليخصص مكان المقبرة اليوم لإحداث محطة للمسافرين التي هي في طور البناء، دون أن تبادر عمالة الإقليم إلى حث المجلس الجماعي على إدراج نقطة مستعجلة موضوعها إحداث مقبرة بالمدينة؟
ليبقى أهالي موتى مدينة الرشيدية يبحثون عن قبر حتى وان كان على رأس جبل أو في فيافي الصحراء، في حاضرة كانت تضم مقبرتين قبل فيضانات 1965 الشهيرة، والتي خلفت خسائر مادية كبيرة، كان من تجلياتها بناء و تشييد سد الحسن الداخل الذي يعد اليوم معلمة مائية منقذة لأكبر واحة، والمتمثلة في واحة تافيلالت.


الكاتب :  فجر مبارك

  

بتاريخ : 18/10/2019