بعد هيمنتهم على أغلب فروعها السنة الماضية غياب لافت للباحثين المغاربة عن جائزة ابن بطوطة في رحلة 2019

 

أعلن أول أمس الخميس في أبوظبي ولندن عن نتائج «جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة» للعام 2019 وهي الدورة السابعة عشرة للجائزة التي يمنحها «المركز العربي للأدب الجغرافي-ارتياد الآفاق» ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي «. ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح والتي أسفرت عن تتويج سعوديين ومصريين وثلاثة سوريين وسوداني وأردني وهم:
هيثم سرحان (الأردن)، أسامة بن سليمان الفليّح (السعودية)، مهدي مبارك (مصر)، عثمان أحمد حسن (السودان)، مختار سعد شحاته (مصر)، خيري الذهبي (سوريا)، خلود شرف (سوريا)، عائض محمد آل ربيع (السعودية)، كاميران حوج (سوريا).
إلا المثير والمقلق في جائزة هذه السنة، هو الغياب الكلي واللا فت للباحثين والمحققين المغاربة الذين تحمل الجائزة اسم علم من رواد الرحلة العربية من بين ظهرانيهم، وهو الغياب الذي يطرح أكثر من سؤال عن أسبابه بعد حضور كمي ونوعي للابحاث والرحلات المقدمة طيلة سنوات هذه الجائزة. فمنذ إحداثها في 2003 بمبادرة من المركز العربي للأدب الجغرافي ( ارتياد الآفاق) ، بصم الباحثون والمحققون والمترجمون المغاربة على حضور قوي ضمن فروعها الخمسة مما جعل الاقبال على البحث في أدب الرحلة يلقى اهتماما من الباحثين والمترجمين ، ومن القراء الذين اكتشفوا متعة السفر عبر الكتابة في تاريخهم وتراثهم. ففي أولى سنة في 2003 فاز 3 محققين مغاربة في أدب الرحلة هم د. محمد بوكبوط، ود. سعيد فاضلي، ود. عبد الرحيم مودّن عن تحقيقه لكتاب ‘’الرحلة التتويجية إلى الديار الإنجليزية’’ للرحالة الحسن الغسال ، فيما توج المغربيان سليمان القرشي وسعيد الفاضلي في 2005.
وفي 2006، فاز خالد بن الصغير عن تحقيق «رحلة الصفار إلى باريس 1845 -1846» لمحمد الصفار الأندلسي التطواني.كما فاز المغربي محمد الصالحي عن تحقيقه «النفحة المسكية في السفارة التركية 1589» لعلي بن محمد التمكروتي.
كذلك حضر الباحثون المغاربة في بوديوم الجائزة في 2007 ، حيث فاز عبد الرحيم بنحادة عن تحقيق كتاب «رحلة الوزير في افتكاك الأسير 1690-1691»، تأليف العلامة محمد الغساني الأندلسي، ومصطفى واعراب عن تحقيق كتاب «مغامرة استيبانكو في أرض الهنود الحمر من أزمور إلى أريزونا، ليتوالى الحضور في  2009 بتتويج عبد القادر سعود وعبد الحفيظ ملوكي، ونزيهة الجابري، وفي 2011 عبر تتويج مليكة الزاهدي في فرع الدراسات وعبد النبي ذاكر في فرع الترجمة.
وفي 2013-2014، فاز في فرع تحقيق المخطوطات المغربي نور الدين شوبد عن تحقيق «الرحلة الحجازية» لأبي عبد الله محمد بن الطيب الشرقي الفاسي،
فيما فازت في فرع الدراسات الراحلة مليكة نجيب عن كتابها «المرأة تمثلا وتمثيلا في الرحلة السفارية المغربية خلال القرنين 18 و19» وتتناولت فيه مظاهر حضور المرأة في كتابات الرحالة إلى أوروبا في تلك الفترة للتوصل إلى أسباب تكريس دونية المرأة ومحاصرتها بين دهاليز التبعية والتهميش بالاضافة الىى عبد العزيز الراشدي في فرع الرحلة المعاصرة عن كتابه «سندباد الصحراء: مشاهدات من جنيف وباريس والمنامة وعمان ودمشق ومراكش ومدن أخرى.
وسجل الباحث المغربي خالد التوزاني حضوره ضمن المتوجين في دورة 2016 عن دراسته حول “الرحلة وفتنة العجيب « .
الا ان الحضور المغربي المفارق واللافت للانتباه ، هو ما حصل في جائزة 2017-2018، حيث فاز سبعة مغاربة بالجائزة وفي أغلب فروعها، فهيمنوا على فروع التحقيق والترجمة والدراسات.فقد فاز فاز بالجائزة في فرع (النصوص الرحلية المحققة) ذي المهدي الغالي من المغرب عن كتاب ”الرحلة الناصرية الكبرى 1782“ لمحمد بن عبد السلام الناصري التمكروتي، وعز المغرب معنينو من المغرب عن كتاب «رحلة حاج مغربي في زمن الحماية» لإدريس بن محمد بن إدريس الجعيدي السلوي 1930، وسليمان القرشي من المغرب أيضا عن كتاب «من المغرب إلى الحجاز عبر أوروبا 1857» لمحمد الغيغائي العمري الوريكي.
أما في في فرع (الدراسات) فقد فاز بالجائزة أحمد بوغلا عن كتاب «الرحلة الأندلسية»، وعبد النبي ذاكر عن كتاب «المغرب والغرب – نظرات متقاطعة».وفي فرع (الترجمة) فاز بالجائزة عبد الرحيم حزل عن كتاب ”النجمة والصليب والهلال – رحلة إلى الأراضي المقدسة“ لريجيس دوبريه ، ورشيد أركيلة عن كتاب «رحلة ناصر الدين شاه إلى أوروبا 1873
تكونت لجنة التحكيم هذه السنة من الأساتذة د. خلدون الشمعة، د. عبد الرحمن بسيسو، الأستاذ وليد علاء الدين، د.الطائع الحداوي، د. شعيب حليفي.
وستوزع الجوائز في احتفالين متعاقبين الأول يقام خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب في دورته الخامسة والعشرين في فبراير المقبل وسيكون تحت رعاية وزارة الثقافة يوم 10 فبراير فيما يقام الثاني في أبو ظبي أواخر شهر أبريل المقبل خلال معرض الكتاب. وترافق الاحتفالين ندوتان حول أدب الرحلة والأعمال الفائزة يشارك فيهما الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم إلى جانب نخبة من الدارسين.
يذكر أن جائزة ابن بطوطة قد تأسست دورتها الأولى في مطلع عام 2003، وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 19/01/2019

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *