بمناسبة اليوم الوطني‮ ‬للمرأة‮ ‬المغربية الذي يصادف ‬العاشر‮ ‬من أكتوبر‮‬ .. المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات تجدد العزم‮ ‬على مواصلة‮ ‬النضال من أجل الحداثة والديمقراطية‮

سجلت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، بكثير من المرارة والإحباط والغضب، العديد من التراجعات والكثير من مظاهر الحيف والهشاشة والإقصاء التي‮ ‬تعاني‮ ‬منها المرأة المغربية‮.‬
وأوضحت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات في بيان لها بمناسبة اليوم الوطني‮ ‬للمرأة‮ ‬المغربية،‮ أن هذه التراجعات تسجل في الوقت الذي‮ ‬يعرف فيه بلدنا تحولات اجتماعية عميقة على مستوى بنيات الأسر المغربية،‮ ‬وتطور المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية،‮ ‬واتساع دائرة الأداء والتفوق‮ ‬التعليمي‮ ‬والوظيفي‮ ‬للنساء،‮ ‬وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يتنامى فيه الحراك النسائي‮ ‬المدني‮ ‬والسياسي‮،‮ ‬وترتفع فيه أصوات الاحتجاج والترافع من أجل حماية المكتسبات،‮ ‬ورفع سقف المطالبة بتطوير الشرط النسائي‮ ‬في‮ ‬مجتمع اختار التوجه نحو الحداثة والديمقراطية‮،‮ ‬بمرجعيات الإرادة العليا للدولة والوثيقة الدستورية والاتفاقيات الدولية الموقعة.‮
وأوضح البيان أن المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، تعتبر أن العاشر من أكتوبر‮ ‬يوما تقييميا‮ ‬لحصيلة المكتسبات،‮ ‬وتثمينا للإنجازات،‮ ‬ورصدا للاختلالات،‮ ‬والتنبيه إلى التراجعات من جهة،‮ ‬ويوما لتجديد العزم على مواصلة النضال من أجل مجتمع الحداثة و المساواة والعدالة الاجتماعية‮ .‬
وفي هذا السياق، دعت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات إلى التوقف عن تكريس الصورة النمطية للنساء، في‮ ‬المجالين السمعي‮ ‬والبصري‮ ،‬وإلى حسن استثمار وتسويق النماذج الوضاءة‮ ‬للمرأة، ‬سواء على مستوى وصلات الإشهار أو في‮ ‬مختلف البرامج الفنية والعلمية والإبداعية‭.‬
وإذ تحيي‮ ‬المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات كل المناضلات والمناضلين في‮ ‬الصف الديمقراطي‮ ‬الحداثي،‮ ‬بشقيه السياسي‮ ‬والمدني،‮ ‬على اليقظة الدائمة‮ ‬من أجل الدفاع عن حقوق المرأة المغربية،‮ ‬إحقاقا لمجتمع العدالة والمساواة، فإنها تجدد عزمها من جهة،‮ ‬ودعوتها من جهة ثانية ، إلى مواصلة النضال على أكثر من واجهة‮.‬
وكشفت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات، أنه على امتداد سنة واحدة تفصلنا عن أكتوبر الماضي،‭ ‬تقاطعت وتظافرت مظاهر البؤس المؤنث‮: ‬نساء صادفن الموت‮ ‬في‮ ‬وسائل‮ ‬نقل‮ ‬غير مؤمنة،‮ ‬وأخريات‮ ‬عانقن قوارب الموت بمناسبة البحث عن الحياة،‮ ‬ونساء تعرضن للاغتصاب العلني،‮ ‬ناهيك عن مختلف سلوكات العنف‮ ‬في‮ ‬الفضاءين العام والخاص،‮ ‬والتضييق على حقوقهن،‮ ‬وانتهاك حرمة حياتهن الخاصة‮.‬
‮وأكدت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات على مواصلة النضال من أجل استكمال الإطار التشريعي، ومراجعته،‮ ‬أو تغييره عند الاقتضاء‮.
‬وفي‮ ‬هذا السياق، تذكر المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات بضرورة مراجعة مدونة الأسرة تساوقا مع نص وروح المساواة في‮ ‬الوثيقة الدستورية،‮ ‬واحتراما لالتزاماتنا‮ ‬الدولية،‮ ‬واعترافا بحجم التحولات المجتمعية التي‮ ‬يعرفها بلدنا‮.‬
ودعت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات إلى مزيد من الترافع، قصد تعديل القانون الجنائي‮ المعروض حاليا على مجلس النواب، من أجل حماية الحقوق الفردية‮ ‬والحياة الخاصة للمواطنات‮ ‬والمواطنين،‮ ‬تحقيقا للتساوق والملاءمة‮ ‬مع المرجعيات‮ ‬الوطنية‭ ‬والدو لية‭.‬
وشددت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات على أنها ستواصل النضال من أجل التمكين الاقتصادي‮ ‬والسياسي‮ ‬للنساء،‮ ‬واعتماد مقاربة النوع في‮ ‬السياسات العمومية‮، ‬من أجل‮ ‬مجتمع المساواة والمناصفة‮ . ‬وتدعو إلى وضع الإجراءات‮ ‬القانونية والتنظيمية لضمان‮ ‬التمثيلية‮ ‬النسائية‮ ‬الوازنة في‮ ‬مختلف مؤسسات‮ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع بعيدا عن القرارات المزاجية والتو افقات الظرفية‮ ‬والحسابات الانتخابوية‭.‬
‮وجددت المنظمة دعوتها لمثقفي‮ ‬ومثقفات بلدنا، من أجل كسر جدار الصمت ومغادرة‮ ‬منطقة الحياد،‮ ‬للمساهمة الفعالة في‮ ‬بناء مجتمع الحداثة والعدالة الاجتماعية‮، ذلك لأن المسألة‮ ‬النسائية‮ ‬مسألة اجتماعية‮ ‬ثقافية بامتياز.
وتؤكد المنظمة الاشتراكية للنساء‮ ‬الاتحاديات ‬رفضها وتنديدها بجميع أشكال ومستويات‮ ‬العنف الممارس على النساء،‮ ‬وتدعو مختلف المعنيين‮ ‬رجالا ونساء إلى وقف حملات العنف والتشهير بالحياة الخاصة للمرأة‮ ‬على‮ ‬مواقع التواصل‮ ‬الاجتماعي‮ ‬مهما كانت دواعي‮ ‬الخلاف والاختلاف.
وبذات‮ ‬المناسبة، بالموازاة مع الدخول السياسي‮ ‬والاجتماعي‮،‬ تدعو النساء الاتحاديات إلى وضع حد لارتباك وتردد الفاعلين السياسيين بخصوص ملاءمة الإطار التشريعي لبلدنا لمقتضيات‮ ‬الوثيقة الدستورية والمواثيق الدولية،‮ ‬أخذا بعين الاعتبار مطالب الحركة النسائية ‬الجادة ومظاهر التحولات المجتمعية‮ ‬العميقة التي‮ ‬يشهدها وطننا‮.‬


بتاريخ : 09/10/2019