بمنطقة السوالم : قطاع صحي « عليل » عاجز عن مواكبة متطلبات التوسع العمراني المتسارع

 

خلافا لما أقره دستور 2011 حول الحق في الصحة خاصة الفصل 31 الذي جاء فيه « تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنين والمواطنات، على قدم المواساة، من الحق في العلاج والعناية الصحية والحماية الاجتماعية والتغطية الصحية … «، تعيش منطقة السوالم وضعا صحيا مريضا وتراجعا ملحوظا على مستوى تقديم الخدمات العلاجية المطلوبة. الأمر هنا يتعلق بالمستوصف الصحي المتواجد ببلدية احد السوالم « سبيطار الحومة « ، وجهة وقبلة ساكنة المنطقة من دواوير الجماعات الترابية المجاورة وشساعة المجال الترابي كجماعة الساحل اولاد احريز، جماعة السوالم الطريفية والجماعة الحضرية احد السوالم، وهو مستوصف يفتقر لأبسط الضروريات ، علما بأن السوالم بعد ترقيتها لجماعة حضرية عرفت ، وتعرف، نموا ديمغرافيا متسارعا في غياب واضح للمواكبة الموازية على مختلف المستويات، خاصة الجانب الصحي، إذ يعيش قاصدو هذا المرفق الضروري معاناة حقيقية جراء الخصاص في الاطر الطبية والتقنية والمعدات الطبية اللازمة والمرتبطة بالمجال، وكان المستوصف خصص فقط لتلقيح الولادات « الجلبة « وتقديم أبسط معقم للجروح « الدوا لحمر « . وارتباطا بموضوع « الجلبة « فقاعة الولادة المحدثة مؤخرا بدورها تعيش مخاضا لافتقارها في الغالب لمعدات وتجهيزات للعمل تتناسب وعدد القاصدين  للاستفادة من خدماتها وكذا نوعية العمليات ، إذ يكتفي مسؤولو المرفق بملء استمارات التوجيه لأحد المستشفيات كالمستشفى الإقليمي الرازي ببرشيد او الجهوي بسطات او الجامعي ابن رشد، وكذا مستشفى بلدية دار بوعزة .
وهذا «التوجيه « في حد ذاته ، يفرض على المسؤولين عن قطاع  الصحة اقليميا جهويا ومركزيا، العمل على تأهيل هذا المركز بما يلزم ، تخفيفا من معاناة سكان المنطقة ، خاصة النساء الحوامل والمقبلات على الولادة،  اللائي يعشن معاناة مضاعفة بعد توجيههن خارج المنطقة، حيث يواجهن ، بعد الوضع وما يرافقه من ذهاب واياب بين المصالح ، معاناة أخرى تتعلق بتسجيل الولادة التي يفرض القانون المتعلق بالحالة المدنية تسجيلها بموقع الازدياد بدل محل الإقامة ، ومعها سيجد كثير من مواليد منطقة السوالم في يوم ما أنفسهم مسجلين خارج جماعتهم  بل خارج محل إقامتهم  مكرهين لا لشيء إلا لكون السوالم لا تتوفر على مستوصف بقاعة للولادة وبمواصفات تقي الحوامل ،على الاقل، معاناة التنقل ومعاناة تسجيل الولادة ، دون الحديث عن الحوادث اليومية المرتبطة بالسير والمدينة تتقاطعها الطريق الوطنية رقم 1 « طنجة – الكويرة « ، وحوادث المعامل والوحدات الصناعية اليومية بالمنطقة الصناعية المتواجدة بتراب البلدية والمصنفة من كبريات المناطق الصناعية بالاقليم .
وارتباطا بواقع هذا المرفق ، تجدر الإشارة إلى أنه سبق أن قادتنا ظروف صحية طارئة لهذه المؤسسة، على أمل إيجاد  ، على الأقل، من يقدم لنا إرشادات من ديمومة المرفق والساعة حينها السادسة صباحا، لكن بعد طرقنا للباب لأزيد من نصف ساعة ، لم يكن هناك أي مجيب إلا مواء القطط، وكذا أحد الباعة الجائلين صاحب عربة متنقلة مرابضة بباب المستوصف مخصصة لبيع بعض المأكولات، والذي نصحنا بعبارة مفادها :» سير لسبيطار دار بوعزة ..هادو راهم مايجيو حتى الساعة التاسعة أو العاشرة «؟


الكاتب : صالح فكار

  

بتاريخ : 22/04/2019