بورتريه : عثمان شوقي .. طوَّع قدميه للكتابة وتحقيق التفوق الدراسي

 

«إنها لحظات قوية مليئة بالدلالات والمعاني، لحظات تختلط فيها المشاعر لدرجة يعجز معها المرء عن ترجمتها والتعبير عن تفاصيلها «…
بهذه الخلاصة عبر بعض الحاضرين لحفل التميز الذي أقامته المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالدارالبيضاء، مؤخرا، في نسخته السادسة، بمناسبة تخرج فوج جديد ضم في صفوفه 581 خريجا وخريجة، عن أحاسيسهم لحظة النطق باسم أحد المتفوقين الاستثنائيين، وهو الطالب عثمان شوقي،الذي شاءت الأقدار الإلاهية أن يحرم من نعمة الذراعين، فعوض ذلك بعزيمة فولاذية مكنته من تطويع قدمه التي أضحت وسيلته الأساسية في الكتابة والإجابة عن أسئلة الاختبارات التي يجتازها.
عثمان من مواليد 1994 بمدينة المحمدية حصل على شهادة الباكلوريا سنة 2012 بثانوية المعاريف – شعبة العلوم الفيزيائية، وقد تقدم لاجتياز امتحان ولوج المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، واستطاع تدوين اسمه ضمن لائحة المتفوفين، مما أهله لمتابعة دراسته بالمؤسسة شعبة التسيير المالي والمحاسباتي، حيث امتد مساره لمدة خمس سنوات توجها بالحصول على الماستر.
يقول عثمان، الذي كان من بين الطلبة الذين تناولوا الكلمة خلال حفل التخرج – كل واحد بلغة معينة – «أشكر كل من ساعدني على تحقيق مبتغاي في متابعة دراستي، بداية بأسرتي الصغيرة، التي بذلت تضحيات جمة ومنحتي الرعاية والحنان اللازمين، وبعد ولوجي المدرسة الوطنية للتجارة وجدت اهتماما خاصا من قبل مديرها السيد نبيل بنشقرون، حيث خصصت لي طاولة خاصة تمكنني من الكتابة بقدمي، إضافة إلى أعضاء الطاقم الإداري والتدريسي، وكذا زملائي الطلبة والطالبات، الذين يسروا جميعا عملية اندماجي داخل المؤسسة، حيث لم أحس يوما أنني مختلف عن الآخرين، أو أنني أعاني من نقص ما».
وتابع عثمان حديثه للجريدة قائلا «أنا الآن بصدد القيام بالخطوات اللازمة بحثا عن فرصة لولوج ميدان الشغل، ولي اليقين أن لله سبحانه وتعالى سييسر لي يوما سبل خوض تجرية عملية أبرهن من خلالها عن كفاءتي ومؤهلاتي التي تجعلني جديرا بالمهمة التي تسند لي، وقد تلقيت تشجيعا كبيرا في هذا الإطار من قبل بعض الحاضرين في حفل التخرج، علما بأنني أتطلع، أيضا، لمواصلة تحصيلي العلمي ، بالموازاة مع التجربة العملية، في أفق الحصول على شهادة الدكتوراه إن شاء لله».
وختم عثمان كلامه « أنا مؤمن بقضاء لله وقدره، بفضل الرعاية الأسرية الاستثنائية، تخطيت، والحمدلله، مختلف الصعاب التي واجهتني في حياتي منذ مرحلة الطفولة، إن الثقة في النفس والإرادة القوية لتحقيق الطموحات الشخصية عنصران أساسيان لتجاوز كل العوامل المعاكسة ، سواء الذاتية منها أو الموضوعية، وبالتالي تيسير الاندماج في المحيط الدراسي أو العملي وداخل المجتمع بشكل عام ، فالإعاقة الحقيقية هي التقاعس وعدم الإيمان بالقدرات الباطنية التي متع لله بها كل إنسان».


الكاتب : بنهاشم عبد المجيد

  

بتاريخ : 26/07/2017