بيل موري: حس الفكاهة نوع من الالتزام

بيل موراي ممثل وكاتب أمريكي. لعب العديد من الأدوار الكوميدية، من أفلامه: صائدو الأشباح (1984)، سكرجد (1988)، ماذا عن بوب؟ (1991)، يوم جراوندهوج (1993). كما شارك في إخراج فيلم تغير سريع (1990). موقع «The Talks» أجرى معه الحوار الذي ننقله إليكم مترجمًا.

 

– موري، إنك لا تستخدم وكيلًا أو مديرًا لأعمالك، بل إن الناس يقولون إنك لا تملك هاتفًا خلويًا. ما الذي يجب أن يفعله مخرج ما إذا رأى أنك مناسب لدور ما، ويريدك أن تشارك في مشروعه الفني؟
-أهم ما في الأمر أن يكون هناك سيناريو جيد. وليس الأمر بمثل تلك الصعوبة. إذا كان ثمة سيناريو جيد، فإن ذلك ما يدفعك للمشاركة في العمل. يقول الناس إنهم لا يستطيعون العثور عليّ. حسنًا، إذا كنت تستطيع كتابة سيناريو جيد، فإن ذلك أصعب بكثير من محاولات العثور على أحدهم. من الصعب جدًا كتابة سيناريو جيد، إذا ما قارنته بصعوبة العثور على شخص ما. لذا، فإنك تستطيع العثور على هذا الشخص. أنا لا أهتم بذلك، فليس من شأني. ما يهمني بالفعل هو الحصول على قليل من الهدوء والطمأنينة. فإذا كانوا يريدون العثور عليّ، فهذا شيء يتعلق بهم. فأنا لا أقف على جانب الطريق لأتلقى إعلانات أو أي شيء من هذا القبيل.
– هل كانت هناك مرحلة في مسيرتك المهنية أدركت فيها أن الوقت قد حان لتعترض وتتحكم فيما يُعرض عليك من أعمال؟
-لا أعتقد حقًا أن ذلك قد تغير بشكل كبير. فهو مجرد أحد الأمور التراكمية التي تحدث عندما تجذب المزيد من الانتباه؛ فكثرة ذلك بشكل معقول هو أمر جيد، ولكن الإفراط فيه لا يساعدك في تحقيق وإنجاز أي شيء، بل يستهلك الكثير من وقتك وحسب.لذا فإنه أمر جيد بما فيه الكفاية، لكنه يعني أنني لا أحصل على أي عمل آخر أقوم به.
– هل يمكن أن تضرب لي مثالًا؟
– يشبه ذلك إلى حد كبير الرد على الرسائل الإلكترونية للمعجبين؛ فأنا لا أرد على رسائل المعجبين الإلكترونية. ليس عندي الوقت لذلك. يشبه الأمر كما لو أن هناك مئات الآلاف من الناس الذين يعتقدون أنهم سيصبحون من أصحاب الملايين بمجرد الحصول على توقيع تذكاري من أبطال أحد الأفلام. ليس عندي وقت لهؤلاء الحمقى. عندي أمور يجب أن أنجزها. أما فيما يتعلق بكتابة حروف اسمي، فقد فعلت ذلك منذ وقت طويل. وعندما أقابل أحدهم في الطريق فحسب، ولكن العمل في الرد على الرسائل الإلكترونية؟ مرحى! أنا أحب نوعية الأعمال التي تجعلك تنام متأخرًا، وتحتوي على بعض الهفوات والمرح.
– هل شعرت من قبل بأي ضغط للحفاظ على حس الفكاهة في موقع التصوير؟
– أنا أشعر بهذا الضغط في الحياة. حقيقةً، أنا لا أعتقد أن ذلك ضغط، بل هو نوع من الالتزام. ليس التزامًا بالترفيه والمرح، ولكن بشيء من العفوية. ولا أعني بذلك أن أكون كثير المزاح، بل أعني أنه لا بد أن يكون أسلوبك خفيف الظل. يجب أن يكون هناك خفة، يجب أن تكون بشوشًا قدر الإمكان، لا أن تكون عابسًا متشبثًا بعواطفك، عالقًا في جسدك، متمسكًا بما في عقلك. لا بد أن تحاول الارتقاء بطريقة أو بأخرى.
– ما الذي تحبه عندما تكون في موقع التصوير؟
– العمل الجماعي. فالعمل في موقع التصوير هو جهد جماعي، وهو ما يجعلك تشعر بالتركيز والحميمية بشكل كبير. إذ يجب عليك أن تركز بشكل كامل، وتبذل كل طاقتك في تقديم أعلى مستويات قدراتك لإتمام المهمة التي تعمل عليها. يدوم ذلك لفترة وجيزة فحسب، ومن ثم يتفرق الجميع، وربما لا ترى أي من هؤلاء الأشخاص مرة أخرى على الإطلاق. فهو التزام كامل تجاه أمر واحد، ومن ثم ينتهي كل شيء، وقد ذهب بالفعل. هناك مزحة دائمًا ما تقال، وهي «أراك في العمل القادم»، لأنك لن ترى أي شخص على الإطلاق.
– لقد ظهرت في الآونة الأخيرة في الكثير من الأفلام المستقلة. هل تُعد هذه الأفلام أكثر جاذبية في الوقت الراهن؟
– أنا أحب الأفلام المستقلة، لكنه من الجيد أيضًا أن تعمل في أفلام الإستديوهات. يجب أن تعمل في النوعين. لا يجب أن يقال عنك «يا إلهي! إنه ممثل أفلام مستقلة». يشبه ذلك كقول أحدهم، إنه يصنع ملابسه بنفسه، أو شيء من هذا القبيل، أتعرف ذلك؟ ليس الأمر هكذا. لكن الموارد المالية، وطريقة تمويل الأفلام المستقلة تسير بشكل رائع، لأنك تحصل على المال من شخص يقوم بالتوزيع في فرنسا بالفعل، على سبيل المثال. فأنت تقول إنك تريد الانخراط في هذا الفيلم، أو تريد جزءًا من هذا الفيلم، وبالتالي، يجب عليه بيع هذا الفيلم من أجل الحصول على أمواله. تلك هي طريقة العمل المتبعة. وهذه هي عبقرية ذلك الأسلوب في التمويل. هكذا تسير الأمور، ولكن عندما نتسائل، لماذا لا يفعل الجميع ذلك؟ فإن ذلك يرجع إلى تسويق الفيلم، واستحواذ الأمريكيين محليًا على جزء كبير من السوق. ولكن يمكن أن يتم التمويل بهذه الطريقة، وهو أمر جيد، ومرح إلى حد ما.
من الواضح أن لديك تجارب جيدة مع المنتجين الأجانب
كان هناك بعض المجانين في أفلامنا، وكان هناك مجموعة مثيرة للاهتمام من المنتجين. فقد كان هناك هؤلاء الأشخاص البولنديين: «لقد وصل البولنديون». ما هذا؟ فقد جاء البولنديون وكانوا كمن يستمتعون بحياتهم ولا يعبأون بشيء، ومن ثم جاء الألمان مباشرةً، وها هم الألمان قد جاؤوا. قال لي أحد هؤلاء البولنديين (متحدثًا بلهجة بولندية) «عندما ينتهي الفيلم، هل ستأتي إلى بولندا؟»، قلت له بالطبع. وذهبنا إلى بولندا لمهرجان تصوير أفلام سينمائية، وكان الأمر غاية في الروعة، فقد كان أفضل بكثير من مهرجان كان.
– ما السبب؟
– كان رائعًا فحسب، بل كان من أروع المهرجانات، لأنه كان يتضمن فنانين حقيقيين. فجميع من كانوا هناك من مخرجي الأفلام. لقد كان رائعًا.
– هل لا زلت تستعد لأداء أدوارك حتى الآن؟
– أنا لست على هذا القدر من التنظيم. أنا لست واحدًا من هؤلاء الأشخاص. أقصد أنك تقرأ النص، وتفكر فيه، ومن ثم تبدأ: لدي هذه القدرة، أنا أستطيع فعل ذلك. ليس بالضرورة أن أنخرط ذهنيًا بالكامل في الأمر. فهناك أشخاص يعملون معك على كافة المستويات؛ فأثناء العمل في فيلم ما، ل ابد من وجود أشخاص تعمل معهم على هذه الشاكلة، ومن الناحية المثالية يعمل الجميع لتحقيق نفس الهدف، وهو ما يساعدني على إجادة أداء دوري في العمل الفني.


بتاريخ : 17/02/2018