تتويج الفرقة الحسانية المغربية «الدويه» والثلاثي الفرنسي «شوفو» جائزة «أندسى المخصصة للموسيقى الأوروبية المستقلة

منحت جائزة “أندس” (Ind?s) المخصصة للموسيقى الأوروبية المستقلة، لكل من الفرقة الحسانية المغربية “الدويه” والثلاثي الفرنسي “شوفو” cheveu، عن ألبوهما المشترك “جلسة صحراء الداخلة”، (Dakhla Sahara Session )، و ذلك يوم الإثنين 16 أكتوبر الماضي، أثناء الحفل المنظم لهذا الغرض بمسرح “لاسيجال” بباريس.
وترجع قصة هذا العمل الفني الذي خرج إلى الأسواق الأوربية في شهر فبراير الماضي، إلى ما قبل ثلاث سنوات، عندما التقت لأول مرة فرقة “الدويه”، بالثلاثي الباريسي “شوفو”، خلال حفل نظم بمعهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية. هذا اللقاء أسفر عن ألبوم فني متميز، تم تسجيل قطعه الغنائية العشر في مدة لم تتجاوز الأسبوعين، بعدما التحقت فرقة شوفو ب فرقة “الدويه”، بالداخلة لإعطاء الحياة لمولودهما.
المشروع هذا، لقي استحسان الصحافة الأوربية، مما دفع بالفرقتين للقيام بجولة فنية كبرى عبر أوروبا ألقيا خلالها عروضا، وذلك في كل من مهرجان “قيليت سونيك” Villette Sonique، المتخصص في موسيقى الروك والموسيقى الإلكترونيةن والذي يقام بشمال فرنسا منذ سنة 2006؛ و مهرجان “أوروكيينس دو بيلفور” Eurock?enes de belfort ، وهو من أهم المهرجانات الموسيقية بفرنسا المتوجهة الى جمهور موسيقى الروك؛ ثم “عيد الموسيقى” la f?te de la musique، الذي يقام بالمعهد العربي بباريس، بعدما تلقت الفرقتان دعوة من رئيس الجمعية المنظمة: “جاك لانغ”، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق؛ وكذا مهرجان “لي نوي سونور” les nuits sonores بمدينة ليون، المهرجان السنوي المتخصص في الموسيقى للإلكترونية و الموسيقى المستقلة؛ و أيضا مهرجان روسكيلد Roskilde بالدنمارك ويعد من بين أكبر المهرجانات الأوربية المتخصصة في موسيقى الروك و البوب؛ كما حضرا المهرجان الأوربي السنوي “لودور” Le dour، المتخصص في الموسيقى البديلة والموسيقى المستقلة والمتعددة الثقافات، الذي يقام ببلجيكا، وغيرها من التظاهرات إلى أن اختتمت الفرقتان جولتهما الصيفية بحفل بباريس بمناسبة “عيد الإنسانية” La f?te de l’humanit?، شهر شتنبر الماضي.
هو إذن اعتراف جميل حظيت به الأغنية الحسانية في شخص “حليمة جاكاني” المطربة ذات الصوت الرفيع سليلة أسرة صحراوية فنية، أما عن جد القاطنة بالداخلة، وفي شخص باقي أعضاء الفرقة كزوجها “باعمار سلمو”، عازف القيتارة المتميز الذي استطاع أن يجدد الفن الموسيقي الصحراوي الإلكتروني، بادخال إيقاعات موسيقية أخرى، كالبوب و الفولك و البلوز، المتأثرة بموسيقى “إلفيس بريسلي” و”جيمي هاندريكس” و”جيمس براون”، مما جعل الإيقاعات الصحراوية التقليدية تكتسب لمسة عصرية تمكنها من الوصول إلى عدد كبير من الجمهور و ليس فقط المغاربي أو الشرقي.
الوصول بالموسيقى الحسانية الصحراوية إلى العالمية، هو إذن حلم قديم لفرقة “الدويه”،منذ اكتشافها ضمن فعاليات مهرجان “بحر و صحراء” Mer et d?sert، بالداخلة سنة 2007، و قيامها بعروض فنية في كل من الو.م.آ و أوربا انطلاقا من عام 2008.
حلم، استهل مساره من مدينة الداخلة المغربية، حملته رياح الصحراء الدافئة فامتزج مع رغبة اكتشاف لأفق وثقافات جديدة، أصحابها باريسيون منغمسون في إيقاعات البانك punk، و البوب، و الموسيقى الالكترونية، و المتمثلون في فرقة “شوفو” cheveu، التي انطلقت منذ سنة 2003 و اشتهرت من خلال ألبوماتها الأربعة التي حصدت استحسان الصحافة الفنية بالعديد من الدول الغربية العالمية،
أثمر اللقاء، مشروعا فني متميزا نال جائزة “آنديس” (احتزال لكلمة “مستقل” باللغة الفرنسية) . هاته الجائزة التي تعتبر الأولى في أوروبا والمخصصة للموسيقى المستقلة منذ انطلاقها سنة 2016 من طرف مجموعة من المنتجين المستقلين الذين جعلوا على عاتقهم لم شمل كل المنتجين الموسيقيين المستقلين الذين يحملون نفس الأفكار.
و تجدر الإشارة إلى أن الموسيقى المستقلة هي تلك المستقلة ماديا أي لا يتحكم رأس المال في القرارات الموسيقية ولا في الاختيارات الفنية التي تخصها، حسب ما يعرف بها المتخصصون في هذا المجال، حيث ظهرت كبديل عن الموسيقى التجارية، لممارسة عمل الإبداعي معتمدة على جهود ذاتية في التأليف والتسجيل والتوزيع و الدعم المادي والتوزيع …
انتشر مفهومها في العديد من الدول، بما فيها المغرب و هي حسب تعريف بعض المتخصصين، نفسها تلك الحركة الموسقية المتحررة التي كان يطلق عليها أنذاك بالمغرب، ب”نايضة” التي دفعت بظهور مهرجانات لها، نذكر منها مهرجان البوليفار الذي كان له دور كبير في ظهور عدد من الفرق الموسيقية المستقلة المتواجدة حتى الآن..


الكاتب : إعداد: سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 23/10/2017