إكراما لروح الفقيد المناضل الاتحادي محمد بصراوي احتضن مدرج المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات التابع لأكاديمية فاس مكناس نشاطا تربويا / إبداعيا، ذا أبعاد إنسانية وفنية ورمزية، استقر رأي المنظمين على اختزاله تحت شعار» الشعر رافعة تربوية وجسر لترسيخ قيم الاعتراف والوفاء والاستمرارية: تجربة الفقيد محمد بصراوي نموذجا «، اللقاء الذي يندرج في أفق تجسيد رهان تواصل الأجيال وتبادل التجارب والخبرات ومد الجسور بين الإبداع في مختلف تجلياته ومهام التأطير والتكوين من جهة، ومبادرة جادة لترسيخ ثقافة الاعتراف والتقدير والاستمرارية والالتزام بأخلاقيات منظومة التربية والتكوين، من جهة ثانية، تم تنظيمه بتنسيق وشراكة بين المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بفاس مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس / مكناس وأسرة الفقيد وأصدقائه يوم الأربعاء09 ماي 2018.
وتوزعت أشغال هذا اللقاء، الذي سير فقراته باقتدار أدبي د. مصطفى شميعة، على أربعة محاور، المحور الأول مداخلات تستهدف الكشف عن جمالية الكتابة الشعرية لدى الفقيد محمد بصراوي من خلال ديوانه: « قصة منسية» . المحور الثاني تقديم شهادات في حق الفقيد، من لدن بعض أصدقائه ومجايليه.
المحور الثالث قراءة بعض القصائد المنتقاة من ديوانه، المحور الرابع مراسيم توقيع ديوان الفقيد « قصة منسية»وتسليم نسخ منه للمشاركين في إنجاز هذا البرنامج، عربون محبة ووفاء . بحضور أرملة الفقيد ذة.رحمة السقسيقي وأسرته .
وانطلق اللقاء بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم أعقبتها كلمات المنظمين، كلمة المدير الإقليمي، كلمة زوجة الفقيد رحمة السقسيقي، كلمة أبناء الفقيد: (ياسين- يحيى – سناء ) ألقاها باسمهم عبد الحميد السقسيقي (أخ الأستاذة رحمة السقسيقي) مدير ثانوية الإمام البخاري الإعدادية ( مقاطعة زواغة).
كما تضمن المحور الثالث مداخلات نظرية استهدفت الكشف عن خصوصية التجربة الشعرية لدى الفقيد محمد بصراوي من خلال ديوانه: « قصة منسية».
المداخلة الأولى : « الشعر بوصفه انبعاثا… وحياة ثانية « محمد بودويك : شاعر، أستاذ مؤهل، المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس / مكناس.
المداخلة الثانية «تجربة محمد بصراوي الشعرية بين ثنائية الأمل واليأس» د. علي المتقي، أستاذ التعليم العالي، نائب عميد كلية اللغة العربية جامعة القاضي عياض، مراكش يقدمها نيابة عنه ذ. رحال بغور مفتش تربوي بأكاديمية مراكش / آسفي صديق حميم للفقيد.
المداخلة الثالثة «جدلية السردي والشعري في « قصة منسية»: قراءة في شعر محمد بصراوي» سعيد الفراع، مفتش تربوي، منسق جهوي تخصصي لمادة اللغة العربية بأكاديمية جهة فاس / مكناس، المداخلة الرابعة « قراءة في خصوصية تجربة محمد بصراوي الشعرية» حسن بنموسى ناقد أدبي.
أما محور الشهادات في حق الفقيد، الشهادة الأولى بعنوان : « للوفاء عنوان « رجاء الأزهري : مفتشة التعليم الابتدائي بالمديرية الإقليمية تاونات. الشهادة الثانية بعنوان: « قيم الفقيد محمد بصراوي « محمد مكسي : مفتش التعليم الثانوي التأهيلي مادة اللغة العربية (متقاعد)، الشهادة الثالثة بعنوان: « لحظة بحجم الحياة ووجع بطعم المحبة» محمد بوصحابي: مفتش التعليم الثانوي التأهيلي المديرية الإقليمية بالناظور. شهادة ذ. بومهدي صحفي مدير مكتب جريدة الاتحاد الاشتراكي بفاس سابقا وصديق الفقيد، شهادة. ذ. عبد الرحيم المرابط، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي، مادة اللغة العربية، ثانوية القرويين التأهيلية، شهادة. ذ أحمد بحيح : مفتش تربوي متقاعد وصديق الفقيد.
أما المحور الثالث فقد تم تخصيصه لقراءة بعض القصائد المنتقاة من ديوان الفقيد محمد بصراوي، تلقيها الزجالة والشاعرة فتيحة المير- قراءة مقطوعة زجلية: المفضل أكعبون، مفتش التعليم الثانوي التأهيلي مادة اللغة العربية (متقاعد).
وقد أكد ذ. محمد بوصحابي عن اللجنة المنظمة صديق الفقيد أن الإعلاء من شأن منظومتنا التربوية، ليس رهينا فقط بماهو مؤسسي وبيداغوجي وتنظيمي وتشريعي، بل أيضا بماهو أخلاقي وإنساني وإبداعي في تجلياته المختلفة، وذلك من خلال الالتزام بأخلاقيات منظومة التربية والتكوين وإذكاء روح المواطنة ومد الجسور بين صوت الشعر ونداء التربية، وترسيخ ثقافة الاعتراف والإنصاف، فضلا عن تأهيل الموارد البشرية واستثمار الرأسمال اللامادي في أفق تحقيق التنمية الشاملة. في هذا الإطار، تندرج هذه المبادرة التربوية والإنسانية – ممثلة في استجلاء خصائص ومميزات تجربة الفقيد محمد بصراوي في بعديها الشعري والتأطيري – باعتبارها تجربة غنية وممتدة في الزمان والمكان. تنسج خيوطا من حرير بين قناة الشعر وخطاب التربية. مضيفا أن تجربة الفقيد محمد بصراوي وفرادته إبداعا وتأطيرا تميزت باستشراف متمكن لمأسسة العلاقة بين الإبداع والتربية. لذلك، واقتناعا من زملائه في النضال السياسي والتربوي برمزية هذه المبادرة وبعدها الإنساني وتخليدا، للذكرى السادسة لوفاته، وتثمينا لدوره التأطيري واستجلاء لشعريته الباذخة في ديوان « قصة منسية» واستجابة لصوت الشعر القادم من تخوم بركان.