تجوب مختلف أحياء الدارالبيضاء و فضاءاتها « اعتقال »13 ألف كلب ضال سنويا وأفواج أخرى تظل طليقة

تجنّد مدينة الدارالبيضاء 16 عونا فقط وثماني سيارات مصلحة لمطاردة الكلاب الضالة في شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية، مما يزيد من حجم وعبء التدخل على الموظفين الجماعيين المعنيين، الذين لا يستطيعون مواجهة مدّ الكلاب التصاعدي، المنتشرة أفواجها هنا وهناك، التي وإن كان بعضها يتبيّن على أنه وديع يستقطب الغير بنظراته البريئة وحركاته اللطيفة، خاصة في صفوف الأطفال، ويُعتقد أنها لن تتسبب في أي ضرر، إلا أن واقع الأشياء يؤكد خلاف ذلك، بالنظر إلى أن هذه الحيوانات تعد سببا رئيسيا لنقل السعار القاتل، فضلا عن كونها تعتبر “مشتلا” للبراغيث، مما يهدد سلامة وصحة المواطنين صغارا وكبارا، في حال استمرار حضورها في الشارع العام، وهي التي تفتقد لكل تدخل طبي يساهم في تمنيعها ومنع انتقال عدواها؟
كلاب لم تعد حكرا على دواوير المدينة وأحيائها الصفيحية، التي لا توجد فقط في أطرافها وإنما حتى في وسط جغرافيتها الداخلية، إلى جانب فيلات وأحياء تعج بالإقامات وغيرها، ولا يقتصر حضورها على الأحياء الشعبية، بل باتت تؤثث شوارع قلب المدينة على مقربة من مقر الجماعة الحضرية وولاية الجهة، وبالمعاريف، وحتى بمحيط كورنيش عين الذئاب، فقد تعايش الجميع مع هذه الكلاب التي تتجول ليل نهار، مع “بني جلدتها”، أو مع الإنسان، خاصة برفقة النبّاشين الذين يصطلح عليهم بـ “البوعارة” والمشردين ممن لا مأوى لهم، الذين كثير منهم يتخذون من بعض هذه لكلاب رفيقا لهم.
مشكلة تنطوي على مخاطر صحية، وتعرض سلامة الغير للخطر، تتطلب سياسة واضحة للتعاطي معها، يؤكد عدد من الفاعلين والمواطنين، الذين ينظرون إلى تواجد هذه الكلاب بعين الريبة والشك، خوفا من كل ما قد يصدر عنها في لحظة غدر غير منتظرة من حيوانات هي عنوان على الوفاء والإخلاص، منبّهين إلى أن عددا من الأشخاص الذين يمتهنون حراسة الأزقة والسيارات والدراجات ليلا، لا يتوانون في تجميع أعداد كبيرة منها للمساعدة على القيام بمهمة الحراسة، ولو نيابة عن الحارس في لحظة غفوة نوم.
حضور يومي بالأسواق وأمام المدارس وفي مختلف أرجاء المدينة، يرتقب أن يشهد تغييرا، بالنظر إلى أن مجلس الجماعة الحضرية للدارالبيضاء قرّر تعزيز حضور الموارد البشرية واللوجستيكية بمكاتب حفظ الصحة المتوزعة على امتداد العاصمة الاقتصادية، وذلك بتمكين كل مقاطعة من 6 أعوان إضافيين وسيارتين، واحدة لمحاربة الكلاب الضالة، والثانية للقضاء على القوارض المختلفة، كما هو الشأن بالنسبة للجرذان والحشرات المختلفة، التي تتسبب في إزعاج عارم للمواطنين وتلحق بهم ضررا متعددا، وهي الخطوة التي ينتظر الجميع ترجمتها على أرض الواقع بالنظر إلى أن جحافل الصراصير والبعوض والذباب، استأسدت في الدارالبيضاء وغزت غالبية المنازل التي استسلم أصحابها أمام هجومها!
تدابير يُنتظر تنزيلها العملي وأن تتمكن الميزانية التي خصصت لهذه الغاية ، والتي ارتفعت من 7 ملايين درهم إلى 20 مليون درهم على امتداد خمس سنوات، والتي من المفروض أن تتمكن من خلالها شركة مختصة من الشركات ، بعد إجراء صفقة قانونية في هذا الإطار، من القطع مع هذه المشاكل التي باتت يومية وعنوانا من عناوين قاتمة للعاصمة البيضاوية؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/07/2018