ترجمة مؤلفه «المغرب المتعدد» إلى الإنجليزية : عبد الكبير الخطيبي: ذاكرة حية

في إطار فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء في نسخته الخامسة والعشرين والتي تنظمه وزارة الثقافة والاتصال في الفترة ما بين 07 و 17 فبراير 2019 ، برمجت بتاريخ 14 فبراير 2019 طاولة مستديرة لتكريم واحد من الرموز الفكرية والإبداعية المغربية التي ساهمت بقوة في تأثيث الذاكرة الوطنية الجماعية، وفي إغناء الخزانة المغربية بل والعالمية بمؤلفات قيمة . يتعلق الأمر بالمفكر المغربي والكوني والأديب المتعدد عبد الكبير الخطيبي.
قام بإدارة هذا اللقاء الثقافي والعلمي النوعي بامتياز وتسييره باقتدار وعمق الباحث والشاعر المغربي عبد الغني فنان. وهو بالمناسبة أستاذ للتعليم العالي بجامعة القاضي عياض بمراكش وحامل لدكتوراه في الآداب حول مؤلفات عبد الكبير الخطيبي تحديدا. شارك في هذا اللقاء الثقافي والعلمي ،الذي هو في أساسه لقاء العرفان والتقدير لمكانة الخطيبي العلمية، نخبة من الباحثين والكتاب والمترجمين الذين يشتغلون على مشروع الخطيبي الفكري والإبداعي المتنوع والغزير من زوايا مختلفة. يتعلق الأمر بالكاتبة غيثة الخياط التي توجت صداقتها الإنسانية والفكرية الطويلة بعبد الكبير الخطيبي بمؤلف مشترك عبارة عن مراسلات بينها وبينه حول قضايا ومواضيع مشتركة. وعبرت في مداخلتها وبتأثر بالغ عن التقدير الخاص الذي لا تزال تكنه لعبد الكبير الخطيبي المفكر وأيضا الصديق المميز. كما تساءلت بحرقة شديدة لماذا لم يترجم لحد الآن إلى اللغة العربية كتابها السابق ذكره والمتعلق بمراسلاتها مع عبد الكبير الخطيبي.
وبعمق جلي تحدث الباحث والشاعر المغربي حسن وهبي، الذي يعتبر غزير الإنتاج في موضوع مقاربة المشروع الإبداعي لعبد الكبير الخطيبي، عن بعض سمات وميزات المشروع الإبداعي لعبد الكبير الخطيبي المتسم بالعمق والتميز. كما تناول الباحث والكاتب المغربي خالد زكري، عبد الكبير الخطيبي من زاوية الدراسات المابعد كولونيالية من خلال نظريتي هومي بابا وإدوار سعيد مؤكدا على أن الخطيبي لا يمكن اعتباره كاتبا مابعد كولونياليا، مضيفا أن مشروع الخطيبي يرتكز في أساسه على مفهوم Décolonisation تحرير أو تفكيك أو تخليص من الطابع الاستعماري. وقد ركز في مداخلته العلمية على مشروع الخطيبي الرائد في تحرير السوسيولوجيا المغربية من النزعة الاستعمارية.
أما الكاتب والمترجم المغربي مراد الخطيبي، فقد أشار في البداية إلى أن عبد الكبير الخطيبي المفكر والأديب المتعدد لم يستأثر خلال العشر سنوات الماضية بالاهتمام الكبير الذي يستحقه من لدن الجامعات المغربية، وأيضا من لدن بعض المؤسسات التي تعنى بالبحث العلمي وبالشأن الثقافي في المغرب، والتي كان الخطيبي على رأس البعض منها على غرار المعهد الجامعي للبحث العلمي ونادي القلم الدولي واتحاد كتاب المغرب.ثم تحدث مراد الخطيبي عن أهمية الترجمة في نفض الغبار عن بعض مؤلفات الخطيبي التي بقيت بعيدة المنال عن القارئ العربي، مشيرا الى أن إعادة طبع ترجمات بعض أعمال الخطيبي إلى اللغة العربية ومنها مؤلفه المرجعي :»الإسم العربي الجريح» ،ساهمت كثيرا في اكتساب قراء جدد موزعين على جميع دول العالم العربي. كما أن القارئ الأنجلوساكسوني أصبح بإمكانه الآن أن يتعرف على بعض معالم المشروع الأدبي والفكري لعبد الكبير الخطيبي، حيث رأت النور مؤخرا الترجمة الإنجليزية لروايته : «الذاكرة الموشومة» ولديوانه الشعري:» المناضل الطبقي على الطريقة التاوية». وابتداء من 22 فبراير 2019 ستصدر الترجمة الإنجليزية لمؤلف الخطيبي المرجعي الموسوم ب ‘المغرب المتعدد».
وتميز اللقاء بحضور كتاب وطلبة باحثين وصحفيين أثاروا بعض الأسئلة تروم خصوصا ضرورة إعادة طبع وترجمة أعمال الخطيبي الأخرى إلى العربية . كما تساءل الحضور عن مآل إنشاء مؤسسة عبد الكبير الخطيبي. وللإجابة عن هذه الأسئلة، تدخلت السيدة أمينة العلوي زوجة عبد الكبير الخطيبي لتؤكد أن العمل يتم بخطوات إيجابية ومضبوطة في اتجاه أن ترى المؤسسة النور قريبا جدا. وأضافت أن مؤسسة عبد الكبير الخطيبي المرتقب إنشاؤها ستسهر من خلال أجهزتها على إعادة طبع كتب الخطيبي المفقودة حاليا في السوق كما ستنكب على ترجمة مؤلفاته إلى اللغة العربية وإلى لغات أخرى.
وانتهى هذا اللقاء العلمي التكريمي الناجح بكلمة مقتضبة للباحث المغربي عبد الغني فنان مضمونها الأمل في رد الاعتبار لهذا المفكر والأديب، مذكرا بأن هذه السنة ستكون سنة خطيبية بامتياز لأن عدة ندوات دولية ستنظم قريبا ببعض الجامعات المغربية حول فكر عبد الكبير الخطيبي.


بتاريخ : 21/02/2019