تسليم جائزة الحسن الثاني للبيئة في حفل ترأسه رئيس الحكومة وبحضور عدد من الوزراء والسفراء ومنظمات المجتمع المدني الوطنية والدولية والقطاع الخاص

شهدت مدينة الرباط، أول أمس الخميس، تسليم جائزة الحسن الثاني للبيئة، خلال حفل نظمته كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، ترأسه رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وحضره عدد من الوزراء والسفراء المعتمدين بالرباط وممثلو منظمات دولية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، ووسائل إعلام.
وبهذه المناسبة أوضح سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، أن هذه الجائزة تعكس الاهتمام الذي يوليه المغرب للقضايا المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة، مؤكدا في نفس الوقت أنه تم إحداث الجائزة للدعوة إلى تعبئة جماعية ومجتمعية حول هذه القضايا الحاسمة بالنسبة للإنسانية كافة.
وأضاف العثماني أن المغرب منخرط في الجهود الدولية الإفريقية التي تبذل في المجال البيئي والدليل على ذلك هو احتضانه مؤخرا لأكبر تظاهرة عالمية تتعلق بالتغيرات المناخية (الكوب 22)، معتبرا أن قضايا البيئة والتنمية المستدامة تهم الجميع والكل يستفيد من خيراتها الطبيعية، لذلك من الضروري المحافظة وصيانة هذا الحق للأجيال القادمة.
من جهتها، أكدت كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة نزهة الوافي، أنه يتم تنظيم هذه الجائزة في سياق يوشك فيه الكوكب على استنفاد موارده الطبيعية، مشيرة إلى أن المغرب راكم  تجربة قوية في مجال التنمية المستدامة ويعرف حاليا دينامية جديدة تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك.
وفي ذات السياق أوضحت على أن المغرب، بالإضافة إلى مختلف استراتيجيات المملكة المتعلقة بالطاقات المتجددة، اعتمد الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة خلال المجلس الوزاري المنعقد في 25 يونيو 2017، كما أعدت الحكومة 21 مشروعا لعام 2019، بعضها يتعلق بالتنمية المستدامة.
وبعد تقرير لجنة التحكيم التي ضمت ممثلين من عدد من القطاعات الوزارية والتي ترأسها ادريس الكراوي الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كشف هذا الأخير أن العدد الإجمالي للترشيحات في الدورة الثانية عشرة، والتي تم تنظيمها وفق القانون الجديد، قد بلغ 99 ترشيحا، منها 44 ترشيحا لجائزة البحث العلمي والتقني، و24 ترشيحا لجائزة العمل الجمعوي، و24 ترشيحا لجائزة الإعلام، و5 ترشيحات لجائزة مبادرات المقاولات، وترشيحين بالنسبة لجائزة مبادرات الجماعات الترابية.
ففي صنف البحث العلمي والتقني، منحت الجائزة إلى عبد الهادي الكروالي لعمله على مكافحة انبعاث غاز الميثان من الأبقار باستخدام المكملات الغذائية الطبيعية.
وفي صنف وسائل الإعلام، سلمت الجائزة إلى نعيمة الشرعي لتقريرها حول منجم الذهب لتيويت والإشكالية البيئية، ولمحمد التفراوتي عن مجمل مقالاته حول موضوع البيئة وتحديات التنمية المستدامة، ولعادل بوخيمة ويوسف زويتني لروبورتاجهما التلفزي الذي تم بثه على القناة الثانية بعنوان “المغرب، طاقة الغد”، وكذا للحبيب سليماني عن برنامجه الإذاعي الأسبوعي “الكوكب الحي”، وخاصة ملف حول الجانب البيئي الإفريقي في السياسة المغربية، تم بثه على المحطة الجهوية لطنجة.
أما بالنسبة لجمعيات «الموجة» بورزازات، و»تلسمتان» للبيئة والتنمية في شفشاون ودار سي حماد بأكادير، فقد فازت بجائزة العمل الجمعوي.
من جانب آخر، عادت جائزة مبادرات المقاولات لـ”إكس أكو” عبر المقاولات الإفريقية للأسلاك، و”لديك” و”إس تي للإلكترونيات الدقيقة بوسكورة”، فيما سلمت جائزة الجماعات الترابية لجماعة مراكش لدمجها البيئة في مختلف مشاريع المدينة التي يطلق عليها “غرينيين مدينة مراكش” ولجماعة أكادير لمشاريعها الهادفة إلى مواجهة تحديات التنمية المستدامة والتغيرات المناخية.
يذكر أن جائزة الحسن الثاني للبيئة، حسب كتابة الدولة المكلفة في التنمية المستدامة، تساهم في  تعبئة الفاعلين والشركاء من القطاع العام والخاص والمجتمع المدني ومؤسسات البحث العلمي ووسائل الإعلام من خلال تشجيع كل الأعمال والمبادرات التي تساهم في حماية البيئة والمحافظة على التراث الحضاري والطبيعي.
وبهدف تطوير هذه الجائزة ومنحها بعدا أكبر، وجعلها مواكبة للدينامية الكبيرة التي عرفتها المملكة بعد المصادقة على الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، تم تعديل القرار المنظم للجائزة سنة 2015 من خلال إدراج مجموعة من الجوانب، تهم الرفع من قيمتها المالية إلى 450 ألف درهم، وتنظيمها مرة كل سنتين لإعطاء الوقت الكافي لإعداد ترشيحات تكون في مستوى الجائزة، بالإضافة إلى إحداث مجالات جديدة للجائزة تهم مجموعة من الفاعلين الأساسيين كالجماعات المحلية، ومؤسسات القطاع الخاص.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إحداث هذه الجائزة في عام 1980، وتم تنظيمها لأول مرة سنة 1999.


الكاتب : الرباط: عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 14/07/2018