تصويت ، انسحاب و سجال.. وأسئلة معلقة إلى أجل غير مسمى

 

من أهم ما ميز دورة  أكتوبر للمجلس الجماعي لعين بني مطهر جمعها بين عدة متناقضات: تصويت و رفض و انسحاب ثم سجال كاد أن  يتطور إلى شجار بين الرئيس و أحد المستشارين لولا تدخلات لتهدئة الوضع و عدم الدفع به في اتجاه المزيد من التصعيد . فرغم تفاوت النسب إلا أنها حافظت على السرعة في المصادقة على نقاط جدول الأعمال الذي توصل به أعضاء المجلس معارضة و أغلبية، و المتكون من ست نقط قبل أن تضاف إليه نقطة سابعة أعلن عنها رئيس المجلس خلال بداية أشغال الدورة ، و المتعلقة بإنجاز نصب تذكاري خاص بذاكرة المقاومة .
غياب بعض مستشاري  المعارضة كان واضحا حتى قبل التأكد من الحضور و تلاوة أسماء الحاضرين ، ممثلون عن فعاليات المجتمع المدني من خارج تركيبة المجلس، ممن حالفهم الحظ لحضور أشغال هذه الدورة التي أريد لها أن تكون عمومية، خلافا لما سبقها ، حيث كانت سرية الجلسات هي السمة الطاغية ، كانوا يمنون النفس بأن نقاشا حقيقيا و مسؤولا سوف يسود في قاعة الإجتماعات الباردة، و التي تحتاج إلى هيكلة جديدة و عناية و اهتمام ،  دافعهم في هذا أهمية بعض النقط المدرجة بجدول أعمال دورة أكتوبر التي احتضنتها قاعة الاجتماعات بجماعة عين بني مطهر صبيحة يوم الجمعة الرابع من أكتوبر الجاري رغم غياب الشق الاجتماعي عن جدول الأعمال .
ابتدأت الدورة بنقاش حاد و ملاسنات و تبادل الإتهامات بين أغلبية المجلس و مكتبه المسير ، و كادت تعصف بها لولا أن أحد المستشارين تدخل لامتصاص الغضب و تهدئة الأوضاع قبل أن تنفلت لمزيد من التصعيد .
مشروع ميزانية 2020 ، تم توزيعه خلال بداية الدورة و ليس قبلها ، و هذه نقطة أثارت جدلا بين الأعضاء ، بما يحمله من أرقام و تبويبات يصعب التعامل معها في دقائق معدودة، علما بأن الأمر يتعلق بمشروع ميزانية بحمولته المالية التي ستشتغل عليها الجماعة لسنة أخرى، والذي  مر سريعا و لم يحظ بالنقاش الحقيقي كما كان متوقعا و كأن الأمر يتعلق بنقطة عادية في دورة عادية لجماعة استثنائية في كل شيء ، تم التصويت عليها بأغلبية الحاضرين و انسحاب عضوين و امتناع آخر من الأغلبية عن التصويت .
الأرقام التي حملها مشروع الميزانية لم يتم استيعابها بشكل جيد أمام غياب المعطيات و حجة الإقناع  التي لم تحرك سوى عدد من المتدخلين الذين بقيت تساؤلاتهم دون إجابة .
موضوع الدعم الموجه للجمعيات المحلية حظي هو الآخر بنقاش عقيم تخطى الجوهر و بات يناصف بين جمعية و جمعية ، هناك من حظيت بحصة الأسد و أخرى نالت الفتات، و جمعية تم تثبيت مبلغ المنحة  لها و الذي لم  يتغير منذ سنوات رغم أن بعض المستشارين طالبوا بالكشف عن الأنشطة التي تقوم بها جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي و عمال الجماعة ،  و التي  أومأ أحدهم لها “بعمرة مباركة و حج مبرور” ؟ ، فيما تم استثناء الجمعيات الثقافية من منحة هذه السنة بدعوى أن أحد البنود المنشورة بالجريدة الرسمية يقول بهذا الأمر و ما عليها سوى التوجه إلى الوزارة الوصية على قطاع الثقافية للظفر بالمنحة ، بحسب ما نصح به أحد المتدخلين.
موضوع الدعم المقدم للجمعيات أثار نقاشا كبيرا حتى قبل عرضه على دورة أكتوبر و المصادقة عليه بالإجماع ، فقد سبق للجنة الميزانية و الشؤون المالية و البرمجة  أن اجتمعت يوم الأربعاء 18 شتنبر الماضي و قامت بتوزيع المنح على الجمعيات التي استوفت الشروط ، توزيع تم بنفس الطريقة المعتمدة منذ سنوات رغم أن هناك أصواتا ارتفعت تطالب بتجميع هذا الدعم في إطار تشبيك بين الجمعيات النشيطة لتنظيم أنشطة في مستوى ما يقدم من دعم ، و أخرى تساءلت عن المعايير التي تم اعتمادها في عملية توزيع المنح  .
النقاط المتبقية في جدول أعمال الدورة – التي حضرها أيضا باشا المدينة لأول مرة بعد تنصيبه من طرف عامل إقليم جرادة – مرت مناقشتها سريعا رغم أهميتها و على رأسها التداول في مشكل احتلال الملك العام بدون سند قانوني، و هو المشكل الذي تعرفه المدينة بشكل عام سواء بوسطها أو داخل بعض الأحياء من خلال استغلال مساحات كبيرة من الملك العام ، و هو الأمر الذي يجب معالجته بتبصر مع مراعاة الوضعية الاقتصادية التي تعيشها المدينة وفق كناش تحملات متفق عليه يحفظ لكل طرفه حقوقه .
انتهت دورة أكتوبر بما لها وما عليها و بقيت مجموعة من الأسئلة عالقة في انتظار باقي الدورات من عمر مكتب جماعي يشارف على النهاية ؟


الكاتب : الطيب الشكري 

  

بتاريخ : 14/10/2019

أخبار مرتبطة

  في خطوة إجرامية تصعيدية أقدم «عضو» في شبكة لترويج المخدرات على استهداف عناصر أمنية بسلاح ناري فجر أول أمس

تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أمس الثلاثاء، من توقيف ثلاثة أشخاص،

  تعيش ساكنة العديد من الداوير بقبيلة أولاد سعيد إقليم سطات، جحيما حقيقيا بسبب إغارة اللصوص كل ليلة تقريبا على

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *