تظل السيرة وحدها، بلا كفن

 

إلى أين تمضي
ما من شجرة تتكئ عليها الجراح؟
خفيفا، كما فرحٌ يراوغ هذي البلاد
لوحتَ للفجر بمنديل الوداع
عبرتَ مع خيوط الصباح
ما في الجبة غير البياض
وما في البياض غير ذهبِ الكلام.
تمضي الصور والكلمات
تمضي الظلال التي على الأرض رسْمُها
ويظل الصدى
تظل السيرة وحدها،
بلا كفن،
بلا نياشين ولا بريق
يظل الوجع الذي لم تُهرِّبه يوما
إلى مجاز
وكنتَ تربت على قلبه في المنافي
والمشافي
فيما ألمك كان يكبر من فرط الحلم.
الى أين تمضي وقد أزهرتَ
في كل الفصول
ونجوتَ من كل الرصاص الذي أطلقته العاصفة
في الطريق من الوطن إلى..
الوطن؟ !
ليس كل من تحت التراب،
موتى
فكيف أطرق باب البكاء
ويداي مبتورتان؟ !
كيف أعبر جسر النشيد
وقد ضاعت مني الخطوات؟
إني أقطّر الكلام
من زهر التراب
ليليق بحزن قصيدة على فارس مضى
لتظل سيرته بيضاء
بلا كفن.


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 03/06/2020

أخبار مرتبطة

  على الرّغم من أن رولان بارثRoland Barthes، منذ أواسط ستينات القرن الماضي، أي في مرحلته البنيوية، كان قد أعلن

  الرواية الأولى كانت حلمٌا جميلا في البداية، ولكن ما إن صحوت منه حتى تحول إلى كابوس يقض المضجع، يسرق

ندوة حول «التاريخ وقيم المواطنة» بكلية الآداب بالمحمدية تنظم الجمعية المغربية للمعرفة التاريخية، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *