تلامذة موهوبون في ظل غياب للأنشطة الموازية في مدارسنا العمومية

استمتع تلامذة ابن كثير بسيدي معروف بالدار البيضاء بالعروض السحرية التي قدمها الفنان المغربي مصطفى الحمصاني، صباح يوم الجمعة 8 فبراير الجاري، كما استفادوا من الإضاءة حول مساره الفني التي قام بها الفنان نفسه، إثر تواجده مع التلامذة بصفته ضيفا تمت دعوته، في إطار البرنامج الذي تنظمه جمعية الفن للتنمية الاجتماعية فرقة مسرح النسيم تحت تيمة « فنان في رحاب المؤسسة».
اللقاء التواصلي هذا كان مناسبة، أيضا، لدفع كل من الفنان بنرابح البشيري، رئيس الجمعية، وكذا رشيد بنرابح، أحد أعضائها، لتقديم عدد من النصائح للبراعم الصغار، تخص ميدان التمثيل كما تخص أساليب التعامل مع الحياة، التي قد تنفعهم في مسارهم مستقبلا، مستوحين ذلك من تجاربهما المهنية الشخصية.
وفي هذا الإطار فقد أكد بنرابح البشيري أن الهدف من هذا البرنامج، الذي سبق واستضاف العديد من فنانين مغاربة آخرين، يدخل ضمن سعي الجمعية لتحقيق أهدافها التربوية التي تستهدف المؤسسات العمومية، بحيث سبق لها وقدمت برنامجا آخر توعويا يخص التحسيس بأهمية البيئة و استهدف تلاميذة المدارس والإعداديات كما الثانويات والجامعات.
وأضاف في حوار خص به «الاتحاد الاشتراكي» بأن «جمعية الفن للتنمية الاجتماعية فرقة مسرح النسيم»، كما يدل عليه مصطلح «التنمية الإجتماعية»، تعنى بكل ما يخص المجتمع من بيئة وفن وثقافة ومسرح ورياضة أيضا، و من هذا المنطلق، يضيف دائما، تمت برمجة عدة أنشطة.
الجمعية تأسست سنة 2007 وتتكون تقريبا من 7 أعضاء من مختلف المهن، و لكن يجمعهم الحس المواطنتي حسب قوله، و حس «الفعل الجمعوي»، وقد صرح مدير الجمعية بأن هذا الحس تم تلقينه لهما هو وأخوه العضو أيضا بالجمعية، من طرف مجموعة من الأساتذة الذين احتضنونهما خلال دراستهما..، وبحكم كونهما كانا يتيمي الأب ومن وسط فقير من المدينة القديمة بالدار البيضاء، وخص بالذكر إبراهيم مبرور المدرب الرياضي المغربي الثمانيني الذي تبناهما، يردف البشيري، و هذا هو ما دفعهما، حسب رئيس الجمعية، لخلق هاته الجمعية.
خلال عرضه أمام الأطفال، صرح البشيري بأن جمعيته قامت بالتربية الفنية لمدة 4 سنوات ـ كما كانت تهتم منذ سنة 2010 بالتحسيس البيئي، حيث برمجت ـ خلال لقاءاتها التواصلية مع الأطفال ورشات مدتها 10 دقائق، تحت تيمة «النظافة»، يعرف خلالها أعضاءها بالبيئة وبأهمية الإهتمام بها، فضلا عن فقرات تنشيطية لفائدة التلامذة، قبل أن يفسح المجال للضيف مصطفى الحمصاني «الفنان المتنوع»، على حد قوله، خريج معهد التمثيل، والذي كان زميلا له، وهو متنوع يفسر البشيري، لأنه يمثل باللغة الدارجة كما بالعربية وبالأمازيغية، سواء في التليفزيون أو المسرح أو السينما ويسلهم في أعمال أجنبية بالإضافة إلى كونه يقدم الألعاب السحرية ..
مصطفى الحمصاني، الذي يمتهن حرفة لا علاقة لها بالفن، في مجال الطب، تحدث عن بداياته الفنية في دار الشباب بدرب غلف بالدار البيضاء، إلى أن أصبح من ضمن الممثلين الذين استدعاهم المخرج نور الدين الخماري ليشاركوا في أفلامه، بحيث ساهم في أفلام «كازانيكرا» و«زيرو» و«القضية رقم2» التي أدى فيها الدور الرئيسي.
خلال ورشة التنشيط التي أشرف عليها أعضاء الجمعية الحاضرون بالإضافة إلى الضيف،استطاع التلاميذة أن يطرحوا الأسئلة على هذا الأخير، كما بين العديد منهم عن مواهبه سواء في مجال الإلقاء أو عن حبه للتصوير واستعمال التكنولوجيا ..
من جهة أخرى، فإن التجاوب الذي أبان عنه العديد من الأطفال خلال هذا اللقاء، أبرز عن تعطشهم لمثل هاته الأنشطة و التي تنقص مدارسنا العمومية في هاته السنوات الأخيرة، وفي هذا الإطار فقد أكد بنرابح البشيري، الذي، بحكم تردده على الإدارات المسؤولة في هذا القطاع قبيل كل لقاء تواصلي من أجل أخذ الرخصة، بأن الوزارة و الأكاديمية يفتحون أبوابهم لممارسة هاته الأنشطة الموازية ويسمحون بذلك. وأردف بأنه لاحظ بأن العديد من المدارس تتوفر على نوادي سواء منها «نادي للمسرح» أو «نادي للبيئة» او «نادي للإعلاميات»، إلا أنها لا يتم استغلالها داخل المؤسسات ربما لعدم توفر أطر ينشطونها، يضيف مدير الجمعية، بالرغم من أن المندوبة توفر ميزانية لتفعيل هذه النوادي.


الكاتب : n سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 13/02/2019