تماهي

في تلك الليلة
توغلت في أقاصيها
بيخت أرق
وحين انتصبت أمامي أمواج شهية الانحدار
انتابتني رجفة، وانقذفت
كنت أسير في بحر لم تطأه زعانف من قبل
شعرت بالضآلة ، ومثل ملك..
لكن دون خوف
تسلقت الجلاميد الصخرية الرخوة
وانجرفت مع الصدوع المريبة
بحماس يتوقد..
ثم ارتقيت إلى أعلى
وانجذبت أسفل نحو الأسفل
حتى انتصبت أمامي
هضاب رطبة لزجة
تمتد بإعجاز لذيذ يسلب الأبصار
كانت مروجا أكثر خضرة
وخصوبة على الإطلاق
ومشاعري تفيض
وروحي تتمسك بروحها
وتلتحم بنظام من الشهوة والوفرة
تثاءبت ..
تسمرت، تملأني الدهشة
و الرهبة اللذيذة تدغدغ جوارحي
حتى سمعت النباتات تقول: انتبه..
والسواقي تناديني .. يا لسعادتك
والأشجار تنحني بشموخ
والأحجار تتثاءب بكسل عتيق
وعشب من عهد نوح ..يتسلل عبر حلم
ويقول..
أقبل ..هنا …اللحظة الخالدة …
هنا رائعتك
هنا لوحتك المحفوظة بسواد متشح


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 08/04/2020