تنامي موجة العنف ضد المؤسسات الصحية ومهنييها والوزارة تكتفي بالتضامن والتنديد

 

بعد أقلّ من أسبوع عن الاعتداء الدموي الذي شهده قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الإقليمي بعمالة إنزكان ايت ملول، الذي عاش مهنيوه رعبا حقيقيا بسبب معركة حامية الوطيس دارت رحاها بين بعض مرتفقي هذا المرفق الصحي العمومي، وجد مهنيو وزارة الصحة بمستعجلات المستشفى الإقليمي سيدي محمد بن عبد الله، ليلة الجمعة 5 أكتوبر الجاري، أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، ولا يقلّ عنفا وخطورة عما وقع خلال الحادث الأول، وذلك بعدما تعرضت المصلحة للتخريب الشامل من طرف بعض المرتفقين، الذين عمدوا إلى تكسير الأبواب والنوافذ وإتلاف المعدات الطبية، أمام مرأى ومسمع من الجميع، قبل أن يغادروا المؤسسة الاستشفائية!
حادث عنف جديد، تسبّب فيه 3 شبان ضمنهم فتاة كانت مصابة، ولجوا المرفق الصحي نصف ساعة بعد منتصف الليل، وطالبوا بفحص رفيقتهم من طرف الطبيبة المداومة، ولما طُلب منهم انتظار دورهم بعد أن اصطُحبوا إلى قاعة الملاحظة، رفضوا الأمر وشرعوا في تكسير مرافق المصلحة وتخريبها وإتلافها، متسببين في نشر حالة من الهلع والفوضى، خاصة وأنهم كانوا في وضعية غير طبيعية، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، مما جعل الأطر التمريضية وشبه التمريضية وكافة المهنيين المتواجدين ساعتها يبحثون عن مخبإ لهم خوفا من تبعات غير مرغوب فيها، وهو الأمر الذي سلكه أيضا المواطنون المرضى الذين تواجدوا لحظتها بهذه المؤسسة الصحية العمومية قصد العلاج، فقرروا مغادرتها طلبا للسلامة وخوفا من الأذى، حتى ولو كان الثمن الصبر على المرض والألم الذي دفعهم لطرق أبواب المستعجلات !
المعنيون بالأمر، وبعد أن عملوا على تخريب محتويات وتجهيزات قاعة الملاحظة والمداومة وغيرهما، غادروا قسم المستعجلات، قبل أن تحلّ به العناصر الأمنية التي تم ربط الاتصال بها، هذه الأخيرة، وفور وصولها، شرعت في تجميع المعطيات ومباشرة أبحاثها، التي تُوّجت وفقا لمصادر الجريدة بإيقاف المعتدين ساعات بعد ذلك، وهي الخطوة التي لقيت ترحيبا في أوساط المهنيين لكنها لم تتوفق في أن تزرع في أنفسهم الطمأنينة، بالنظر إلى أن المصالح الطبية العمومية باتت عل امتداد الصعيد الوطني مسرحا لحوادث عنف واعتداء، مادي ومعنوي على حدّ سواء، وفي أية لحظة، هذا في الوقت الذي تكتفي فيه وزارة الصحة بإصدار بلاغات عقب كل حادث، تعلن من خلالها شجبها لما يتعرض له أطرها وتأكيد تضامنها معهم، والتشديد على أنها ستتابع المعتدين، دون أن يقلّص ذلك من منسوب الاعتداءات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/10/2018

أخبار مرتبطة

20 تنظيما حقوقيا يدعو رئيس الحكومة للاستجابة لمطالب ساكنة فجيج     يواصل سكان فجيج احتجاجاتهم ضد ما يعتبرونه سعيا

شكلت نتائج محطة انتخابات 2021 على مستوى جماعة كرامة بإقليم ميدلت، لحظة مفصلية للقطع مع زمن حضرت فيه الانتكاسات المتعددة

وجد العديد من أبناء مدينة عين بني مطهر بإقليم جرادة نفسهم في حيرة من أمرهم بعد وقف الدعم المالي المباشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *