ثلاث رسائل لفيرجينيا وولف لم تنشر من قبل

ولدت فيرجنيا وولف العام 1895 بلندن من أب وعائلة فيكتورية محافظة المؤرخ السير ليسلي ستيفان مؤرخ وناقد أدبي. توفيت أمها وهي صغيرة، تعرضت في حياتها لتحرشات جنسية من أخويها لأبيها ، وكان لذلك انعكاس على حياتها في ما بعد ،قال عنها الناقد الإنجليزي فوستر بأنها مجددة للغة الانجليزية بل و»دفعت بالأنجليزية إلى أن تدفع بالظلام أغمق قليلا « كما أن زوجها كان داعما لها في إنجازاتها الأدبية والإبداعية إذ كان من أحد الناشرين لفرويد ودوستويفسكي .هنا ترجمة لرسائلها الثلاث .

*الرسالة الأولى:
من فرجينيا وولف إلى فيتا
19 نونبر 1926

إنك معجزة الكتمان:رسالة داخل رسالة.لم أر قط شيئا شبيها.سوف أجيبك حتما حين نلتقي،أقصد حين تستضفينني.
آه،عزيزتي سيبل، ألم بي ألم حاد في الرأس .
إنها خسارة ألا أستطيع الكتابة إلا أن أكتب إليك.أنا الآن ملقاة على أريكة، لست سيئة: إنما أحكي إليك كي أفوز بمودتك : كي تصبيحن لي ذراعا واقية ،كي أطلب منك أن ترسمي لي خطة لإيقاف هذا السقوط الذي يسببه لي أناس: سيبل ، السير آرثور ودادييه هؤلاء يضاف بعضهم إلى البعض الآخر.
لما أحكي لك ذلك ؟ أفترض لحاجة سيكولوجية ما: أحد تلك الأشياء الحميمية التي كان كلانا يسمح بها للآخر ، سليقتنا في العلاقة، أنا أكثر جبنا من أن أحمل هذا الوزر: أما أنت فتقومين بذلك مثل بطلة .
ألم تبالين، مونيو وست، بأنك ستملين مني ذات يوم (أنا أكبر منك سنا ) ؟ لذا يتوجب علي اتخاذ العديد من الاحترازات ،هذا هو السبب الذي دفعني إلى التركيز على «الملاحظة « وليس الإحساس، بيد أن الوسيم وست يعلم بأنه دمر الأسوار أكثر من أي شخص آخر.
أو ليس ،بك أنت ،أيضا، شيء واضح؟ ثمة ، فيك ،يرتعش.ربما تقومين به بالمناسبة ،لاسيما ذالك الشيء وهو يتدفق.أراه مع الآخرين وأراه معك ، شيء محتفظ به، أخرس، الله وحده يعلمه…كذلك هو موجود في كتابتك، بالتأكيد، هذا الذي أسميه الشفافية المركزية والتي تنقصني أحيانا .
فيرجينيا

*الرسالة الثانية
إلى المخلوقة العزيزة علي جدا
07 دسمبر 1928

المخلوقة العزيزة علي جدا:أجمل بها من رسالة كتبتها إلي، تحت ضوء النجوم، في عمق الليل ،عليك أن تكتبي لي دائما في مثل هذا التوقيت، لأن قلبك يستوحي من ضوء القمر لينساب. أما قلبي يبرد تحت ضوء الغاز: إنها التاسعة وعلي أن أتوجه إلى السرير عند الحادية عشرة وعليه لن أضيف أكثر: ولا كلمة واحدة حول بلسم أحزاني، فأنا دائما حزينة، أنت البلسم بالنسبة إلي.
فكما فكرت فيك بمثلما أحس به الآن أن كل هذا كان ورأيته في مكان ما ، كرة صغيرة تتغرغر تحت شلال عين: العين هي أنت وأنا الكرة، فقط أنت تحدثين لي هذا الشعور،إنه محفز فيزيقي وفي الوقت ذاته مريح .
فيرجينيا

*الرسالة الثالثة
30 دسمبر 1940

للتو تخليت عن الكلام معك، الأمر الذي يبدو نادرا. كل شيء هادئ.
إنهم يلعبون بالبولبينغ (لعبة /المترجم) .للتو وضعت أزهارا في غرفتك، وأنت كنت هناك جالسة.
والقنابل تتساقط حولك.ما الذي أستطيع قوله ؟
فقط إني أحبك وعلي أن أعيش وسط هذا المساء النادر والهادئ
مفكرة فيك، جالسة هناك وحيدة .
عزيزتي ،ابعثي لي بأسطر. لقد أسعدتني كثيرا .

فيرجينيا


الكاتب : ترجمة وتقديم: محمد العربي هروشي

  

بتاريخ : 04/12/2019