جرعة المرارة

صباحا، يجلس الحزن بالمقهى وحيدا..
يشرب سوادَ مرارته..
يطالع وجهه المسطور في مرآة الجريدة
الجريدة مدادها من دمع ودم..
أسطرها من أنين..
الأحرف أشلاء وأنقاض
الصور تتوزع عبر الصفحات..
أو تتحرك من أقصى الجنائز حتى “اللوك”
الجديد للمطربة الرخيصة.
رشفَ الحزنُ آخر جرعة من مرارته
وقرر أن يَنشَطَ:
اشترى فرشاة أسنان لقبعته
(في رواية شعبية واسعة الانتشار:
اشترى مشطا لصلعته).
وخاتما كي يدثر عريه.
اقتنى حذاء جديدا
لقدميه القديمتين..
اشترى أمراضا وأعراضا
جانبية كثيرة من الصيدلية
وبخورا وأعشاب عطار لحرق
ما تبقى منه..
كان مضروبا..
ومقسوما..
فابتاع عكازة كي يسند
رأسه كلما هدَّه الهم أو التعب..
…لم ينس مهنته أن يكون أعزب دائما..
فاستأجر زوجة لليلة واحدة..
وأكمل نصف دينه..
أكمل نصف عقله بالكأس.


الكاتب : عبد الحميد بن داوود

  

بتاريخ : 14/06/2019

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *