جمار على شفاه الوطن

 

لا شريكَ لوطني
فيما نبَتَ على جسدي
من شجر
ومن طحالبَ
ما أن طفتْ على أديم القلب
حتى غيض الماءُ
واستوى الجرحُ إلها
على صدر شمس ….

لا شريك لوطني
في فيالِقِ التّيه والتّجوال
وفي ما تركه المعشوقُ من نارٍ
بين مطرقة الخضوع
وسندان العصيان …
أيُّنا الأبقى يا وطني
وأنت الأنقى
حين تحوم حولي
فراشةً خبَرتْ سرّ الضوءِ
فمالَتْ
إلى حيث الرّبُّ حطّ أوزارَهُ
ونام…؟
كتمثالين من هديل اليبابِ
نحنُ
نرقبُ الحياة في حضرة الموت
ثمالى كأن لم يمسسنا الأنين …
دُرْ دورة الدّرويش يا وطني
اسدل جريرةَ الليل
على كتف النهار
لا تكن صلدا
كنشوة الدّوريّ بركعة السنابل
كن أرجوانيّ الهوى
لا تغفو ضفائري
إلا على زنديك ..
كن أنت أنت
كي لا أبحث عني
في حمضك النووي
كأي غريب كشف البوح سوأته للريح ..
نظرتك العاليةُ الآتيةُ من حضيضِ
الوجد
يعلمها الموالي وفورةُ الماءِ
في الطرقات
وكهلٌ قضى
وطفلْ تخشب العمرُ في عينيه
فصار قذىً في عيون السالكين ..
ملغومةٌ ظلالك يا وطني
تلتقط مزنا تدوزنه الريح
فيخرج النهر من نفسه ،
يلبسه الفراش
فينمو حزن
ويشب في أوصال الورود
حريق …
لماذا تطيل كفك التحديق
في وجهي
كلما عنَّ لك ارتباك المفردات
في النشيد
أو صعقت أطرافك رجفة
تنسل من جدائل امرأة
شاخت خميلتُها
فابيضّت في السديم ؟!
لماذا كلما أوقد كادح
فانوس الحلم
مرقت إلى ليله
متاريس جند طواهم الخوف
وشربتهم لجج الأفواه الجائعة ؟!
على شفاهك يا وطني
جمار أصطليها
تطل على نبضيَ الملتاع بك
فلا تخبو
أو يهدأ لروعها صهيل
أشتهيها
فلا تغريها يدي المشققة
بدوخة الرحى
ولا قدّيَ الملفوف في عمائم
الأجداد ..
ونمضي يا وطني
تمضي، ممعنا في القتامة
والردى
كأني في عريك كرّ وفرّ
يمزقني المدى
كأنك في امتلائيَ نصلٌ
تشذب أصابعي المومئة إليك
ترى بعينيّ ما لا أرى
فإذا أنت في الصوت جمع
وأنا في مفترق الهطول
الرّجعُ في الصدى..


الكاتب : نعيمة قصباوي

  

بتاريخ : 20/09/2019

أخبار مرتبطة

روني شار يقول بأن على الشاعر أن يستيقظ قبل أن يستيقظ العالم لأن الشاعر حافظ وجوه الكائن اللانهائية.شعراء أساسيون مثل

رَفَحْ جرحٌ أخضرُ في مِعْصم غزَّةَ، وَنَصْلٌ في خاصرة الريحِ. ماذا يجري؟ دمُ عُرسٍ يسيلُ أمْ عروسُ نِيلٍ تَمْضي، وكأنَّ

– 1 – هل الرمز الشعري الأسطوري ضروري أو غير ضروري للشعر المغربي؟ إن الرمز الأسطوري، اليوناني، خاصة، غير ضروري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *