جنوب إفريقيا .. الجيش، الجريمة، تدهور الاقتصاد والسباق نحو قيادة حزب المؤتمر…

تنظم فروع حزب المؤتمر الوطني الإفريقي اجتماعات حثيثة من أجل تزكية مرشحين للانتخابات التي ستجرى في شهر دجنبر المقبل لاختيار قائد جديد يحل محل جاكوب زوما.
وسينتج عن هذه العملية اختيار مندوبين سيقومون بالتسويت في شهر دجنبر المقبل على من سيقود سفينة حزب نيلسون مانديلا بعد مغادرة زوما، أحد أكثر القادة إثارة للجدل في جنوب إفريقيا.
ويشرح ستان ايتشيكيتسينغ، الذي ترأس اجتماعات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في مدينة سويتو معقل الحزب ومنطلق الكفاح ضد نظام الأبارتايد، أن رحى المعركة من أجل منصب رئيس الحزب ستدور في دجنبر، على الرغم من أن المعركة النفسية سبق وأن انطلقت بالجهات ومن المحتمل أن تضع أوزارها في منتصف نونبر.
وستجري انتخابات هذه السنة في جو مشحون ناتج عن الانقسامات التي تمزق الحزب بعد بروز فضائح شابت حكم زوما وانقسام الحزب إلى قطبين يقود كل منها نائب الرئيس شيريل راماسوفا والرئيسة السابقة للجنة الافريقية، نكوسازانا دلاميني زوما.
واتسمت الخلافات بين التيارين بأحداث عنف خاصة في اقليم كوازولو ناتال، معقل زوما، مع تسجيل اغتيالات ذات طابع سياسي.
ويرى المحللون أن هذا العنف ناجم عن فقدان القيادة الحالية للحزب لمصداقيتها مع توالي الفضائح المالية والسياسية منذ 2008 ما أدى إلى إضعاف شعبية الحزب كما تبين في انتخابات الجماعية ل2016 حيث تلقى الحزب ضربات قاسية في جوهانيسبورغ وبريتوريتا وبورت إيليزابيث.
ويشكل هذا الاندحار مصدر قلق لمساندي الحزب الذين يعيشون حقيقة مرة يزيد من حدة تفاقمها شبح فقدان الحزب للأغلبية البرلمانية.
ويعتبر المحللون أن الحزب يعاني من عدة انحرافات من بينها الزبونية التي ترسخت فيه في عهد جاكوب زوما مما ساهم في احتداد الانقسامات داخله.
ويرى مؤيدو زوما أن زوجته السابقة دلاميني زوما تستحق قيادة الحزب بالنظر إلى تقلدها مناصب سامية على رأس وزارات الصحة والداخلية والخارجية كما يعتبرون أنها الأكثر كفائة لاخراج البلد من الأزمة.
ولتحقيق هذا الهدف، تلجأ دلاميني زوما إلى أساليب شعبوية بما فيها توزيع أراضي الفلاحين الأغنياء البيض على المزارعين السود الفقراء.
وفي الجانب الآخر، يقع التيار الاصلاحي في الحزب يقوده نائب الرئيس رامافوسا الذي يتمته بدعم النقابات وشرائح واسعة من المواطنين.
إلا أن الدعم الأكبر لرامافوسا مصدره المستثمرون والمجموعات المالية . وتعتبر صحيفة الأعمال، فاينانشل مايل، أن جنوب إفريقيا ستكون على شفى انهيار اقتصادي ان خسر رامافوسا الانتخابات. وتحذر الصحيفة على الخصوص من هروب رؤوس أموال تقدر بملايير الدولارات.
وتضيف الصحيفة أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب جنوب إفريقيا ستتفاقم إن لم يتم إحداث قطيعة مع نموذج الحكامة السائد حاليا، في إشارة إلى فشل زوما في تدبير الأزمة.
وفي هذا الصدد، تتفق مختلف المؤسسات المالية الدولية ومراكز الأبحاث المرجعية على أن تقهقر الاقتصاد الجنوب إفريقي مرتبط بالغموض السياسي المرتبط بدوره بفساد القيادة الحالية.
ويقول راماسوفا، في مقابلة أجراها حديثا، “يجب على جنوب افريقيا أن تحذو حذو الدول الأخرى التي تعيش وهنا اقتصاديا عن طريق وضع برنامج إقلاع قادر على جذب المستثمرين”، مضيفا أن جذب الاستثمارات رهين بضمان الاستقرار السياسي.
المعركة محتدمة إذن بين التيارين الرئيسيين بحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، حيث ينتظر من المرشح الفائز والذي سيكون تلقائيا مرشح الحزب لرئاسة البلد في 2019 أن يعطي أملا جديدا للشباب الراغب في بلد يسوده العدل والرفاهية كما وعد بذلك نيلسون مانديلا ورفقاؤه في الكفاح.

تفاقم البطالة على خلفية تدهور الاقتصاد

وتعيش جنوب إفريقيا، التي يعاني اقصادها ترهلا خلال الأشهر الماضية، على وقع تفاقم أزمة البطالة، ما يقوض السلم الاجتماعي في بلد يعاني فوارق صارخة.
وتظهر الأرقام الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاء الجنوب الإفريقي أن معدل البطالة بلغ 27،7 بالمائة من الساكنة النشيطة للربع الثالث على التوالي.
ويعكس هذا الرقم فشل جنوب إفريقيا، التي تقدم على أنها من بين أكثر دول القارة تصنيعا، في خلق فرص شغل خلال تسعة أشهر.
ويرى المحللون ضرورة التعامل بحذر شديد مع رقم 27،7 بالمائة، بالنظر إلى أن البطالة متفشية بشكل أكبر وسط الشباب في المناطق المهمشة حيث تعيش الأغلبية من ذوي البشرة السوداء، في حين تعتير عدة دراسات مستقلة أن 60 بالمائة من الشباب على الأقل غير قادرون على إيجاد عمل.
وفي هذا الصدد، أوضح جوهانيس كوسا، خبير بأحد أهم البنوك بجنوب إفريقيا “ندبانك”، أن “هذه الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء تعطي دليلا إضافيا على تقهقر الظروف الاقتصادية العامة في البلد وضعف قدرة الاقتصاد على خلق فرص شغل”.
وعلى المدى المتوسط، يتوقع المحللون تفاقم أزمة سوق الشغل نظرا للغموض السياسي الذي يخيم على البلد واحتمال تخفيض تصنيفه الائتماني السيادي من قبل الوكالات الدولية.
وحسب ما أوردته الصحافة المحلية، تعتزم وكالات التصنيف الدولية تخفيض ائتمان جنوب إفريقيا خاصة بعد خطاب وزير المالية، مالوسي جيكابا، الأسبوع الماضي أمام البرلمان.
في هذا الخطاب، أشار الوزير إلى أن بلاده ستحقق نموا ضئيلا جدا لا يتجاوز 0،7 بالمائة في 2017، مضيفا أن حكومته تتوقع ارتفاع العجز في الميزانية وراتفاعا في المديونية العمومية.
وتعتبر نسبة 0،7 بالمائة غير كافية لتحقيق الأهداف المسطرة في استراتيجية النمو التي وضعتها الحكومة، إذ تحتاج جنوب افريقيا لنسبة نمو سنوي لا تقل عن 5 بالمائة لتقليص البطالة المنتشرة.
وتوضح التحليلات الاقتصادية أن تخفيض تصنيف الائتمان السيادي لجنوب إفريقيا، الذي يقبع في أدنى مستوى له منذ 30 سنة، سيزيد من إضعاف ثقة المستثمرين بالبلد.
وقد سبق للقسم المختص بالاستثمارات بوكالة “موديز” أن أوضح أن تخفيض تصنيف جنوب إفريقيا، المستقر حاليا على نقطة واحدة، أمر لا محيد عنه نظرا لعدم قدرة حكومة بيرتوريا على تنفيذ الإصلاحات الضريبية للنهوض بالاقتصاد.
ويرى مدير استراتيجيات الاستثمار ببنك (أي بي إس أي) أن ضعف النمو وعدم الاستقرار السياسي وارتفاع نسب البطالة واتساع الفوارق كلها عوامل تؤشر عل أن البلد في مسار سلبي.
ويعتبر المحللون أن أزمة اجتماعية تبرز على خلفية الصورة القاتمة للاقتصاد، مشيرين إلى أن البطالة قد ترتفع إلى 30 بالمائة من الساكنة النشيطة خلال الأشهر القليلة القادمة.
وفي هذا السياق، قال توني هايلي، المحلل المختص في قضايا البطالة أن تخفيض التصنيف الائتماني لجنوب افريقيا يعني أن البلد لن يبقى وجهة للاستثمارات.
ونشرت وسائل إعلام جنوب افريقية، الاثنين الماضي، تحاليل تتوقع هروب رؤوس أموال إلى الخارج تقدر بأكثر من 14 مليار دولار في حال تخفيض التصنيف الائتماني.
ويسود سخط في الأوساط النقابية حيث تم تحميل الحزب الحاكم، المتربع على الحكم منذ 1994، المسؤولية في هذا الفشل الاقتصادي.

الجيش ومكافحة الجريمة

و أعلن الجيش الوطنى لجنوب إفريقيا، عن استعداده للمساهمة في مكافحة الجريمة التي وصلت الى مستويات مقلقة في البلاد. وقال رئيس أركان جيش جنوب افريقيا، الجنرال سولي شوك، في مؤتمر صحفي ببريتوريا “إن قواتنا مستعدة للانتشار في أي مكان وزمان”.
وكان الجنرال شوك استجاب لدعوة وجهها مؤخرا وزير الشرطة، فيكيل مبالولا، ملتمسا تدخل الجيش لاستعادة الأمن في شوارع البلاد وخاصة في مقاطعتي الكاب وغوتينغ حيث بلغت الجرائم الخطيرة مستويات مقلقة.
وحسب احصائيات لقطاع الأمن، فقد تم ارتكاب 19016 جريمة قتل بجنوب إفريقيا خلال 2016-2017، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 1,8 في المائة مقارنة مع 2015-2016، بمعدل ارتكاب 52 جريمة قتل يوميا في هذا البلد.
وأكد رئيس أركان جيش جنوب افريقيا، أنه اذا تم نشر الجنود في الشوارع “فإنه يتعين قبول نتائج هذا الانتشار، لأننا سنضرب عندما يكون الأمر ضروريا”.
وقال المسؤول العسكري “نحن غير مدربين على مكافحة الجريمة لكننا مدربون على كسب المعارك”.

حالة الارتياب السياسي بجنوب إفريقيا …

اعتبر صندوق النقد الدولي، في تقرير أصدره بداية الاسبوع، أن حالة الارتياب السياسي بجنوب إفريقيا ونيجيريا تقوض انتعاش النمو الاقتصادي بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء برمتها.
وأوضح الصندوق في هذا التقرير ،الذي تناقلت مضامينه وسائل الإعلام بجنوب إفريقيا، أن معدل النمو سيبلغ 2,6 في المائة بهذه المنطقة سنة 2017. وأضاف المصدر أن هذا المعدل سيرتفع إلى 3,4 في المائة سنة 2018 ، مبرزا أن حالة الارتياب السياسي بجنوب إفريقيا ونيجيريا ستواصل كبح النمو بالمنطقة إلى غاية سنة 2019.
وباستثناء هذين البلدين ، أشار تقرير صندوق النقد الدولي إلى أن معدل النمو سيصل إلى 4,4 في المائة بإفريقيا جنوب الصحراء سنة 2017 ، وهو المعدل الذي سيرتفع إلى 5,1 في المائة ما بين سنتي 2018 و2019، مضيفا أن ذلك يبرز أن “حالة الارتياب السياسي” بجنوب إفريقيا ونيجيريا يمكن أن تعيق الإصلاحات السياسية ومن ثم إضعاف ثقة المستثمرين والمستهلكين.
وتسود جنوب إفريقيا حالة من الارتياب السياسي مافتئت تتفاقم بسبب الانقسامات العميقة التي يعيشها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم حول مسألة خلافة الرئيس جاكوب زوما، مما أدى إلى إدخال البلاد في أزمة اقتصادية عميقة مع تباطؤ للنمو الاقتصادي الذي لن يتجاوز 0,7 بالمائة خلال هذه السنة.

مواعيد إفريقية

مريم بنصالح : إفريقيا تتوفر على جيل جديد من القادة السياسيين يمتلكون رؤية اقتصادية واضحة
قالت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون، أن العقدين الأخيرين بافريقيا تميزا ببروز جيل جديد من القادة السياسيين الواعين بتحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والذين يمتلكون رؤية اقتصادية واضحة.
وأضافت بنصالح خلال جلسة عامة نظمت في اطار الدورة ال 10 لمؤتمر السياسة العالمية المنعقد بمراكش مابين 3 و5 نونبر الجاري، أن القارة الافريقية، التي تتوفر على رأسمال بشري مهم ( 40 في المائة من الساكنة تقل اعمارها عن 15 سنة)، بدأت توفر آفاقا واضحة وواعدة في مجال الاستثمار.
وتابعت أن التجربة التي راكمتها المقاولات المغربية في اكثر من 30 بلدا بالقارة خير دليل على مدى تحسن مناخ الاعمال والاستثمار بالقارة.
واستعرضت مريم بنصالح أهم القطاعات التي تتيح فرصا حقيقية بالنسبة للمستثمرين، ويتعلق الأمر بقطاعات البنيات التحتية، حيث تقدر حاجيات افريقيا في هذا القطاع ب 100 مليار دولار في السنة، والفلاحة والمواد الغذائية، وهما قطاعين بمؤهلات يمكن أن تصل الى بليون دولار الى غاية سنة 2030، مضيفة أن هناك امكانيات للاستثمار في مجال التربية، والتكوين المهني، والصحة، وقطاعات أخرى.
ومن جهته، أشار نائب رئيس الوكالة الألمانية للتعاون الدولي السيد كريستوفر بيير، الى أن الاقتصادات الافريقية تعرف تحولات كبيرة بامكانها خلق 20 مليون منصب شغل حاليا، في حين أن افريقيا، التي سيتضاعف عدد سكانها في أفق 2050، ستكون في حاجة الى أزيد من 400 مليون منصب شغل.
أما الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط السيد مصطفى التراب، فدعا ، من جانبه، الى إعادة النظر في التصور الذي يقسم افريقيا الى قسمين، الشمال والجنوب، ويعتبر المغرب كبلد ينتمي فقط الى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وطالب بخلق رابط بين التنمية الفلاحية وحماية البيئة، كما هو الحال بالنسبة للمغرب، معتبرا أن من بين المشاكل الكبرى للقارة هناك مشكل التمويل في قطاع الفلاحة.
وبالنسبة لمدير الوكالة الفرنسية للتنمية، السيد ريمي ريوكس، فأشار من جانبه، الى أن نصف أنشطة الوكالة الفرنسية للتنمية تخصص للقارة السمراء، مشددا على الدور الذي يلعبه المغرب في مجال الاندماج الاقتصادي بالقارة.
ومن جهته، أبرز رئيس الوكالة اليابانية للتعاون السيد شينيتشي كيتاوكا، أن المساعدة اليابانية للبلدان الافريقية ترتكز على المجالات ذات الأولوية كالفلاحة، حيث تكلفة المنتوجات تبقى مرتفعة بافريقيا، والصحة والتربية.
ويعرف هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة شخصيات مرموقة وخبراء من مختلف المجالات.
ويتيح هذا الملتقى للمشاركين فرصة النقاش والتداول بشأن الرهانات الإقليمية والدولية الكبرى، بغية الإسهام في تحسين الحكامة بمختلف أبعادها بما في ذلك التفكير، واتخاذ القرار، والمراقبة، لأجل خلق عالم أكثر انفتاحا وأكثر احتراما للتنوع.
كما يشكل هذا الاجتماع محطة للتفكير المعمق، في جو من النقاش البناء، للخروج بأفكار جديدة وابتكار حلول ناجعة كفيلة بتحسين وتطوير النموذج التنموي لبلدان العالم.ويطرح الاجتماع للنقاش، في إطار جلسات عامة وورشات، مجموعة من المواضيع تهم “مستقبل جنوب شرق أوربا”، و”الاستثمار في إفريقيا”، و”الثقة والحقيقة في العهد الرقمي”، و”الاقتصاد العالمي”، و”مستقبل وسائل النقل .. الربط والحكامة”، و”أمريكا والعالم سنة بعد انتخاب ترامب”، والذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل البشري”، و”مستقبل التجارة والاستثمارات العالمية”، و”المالية والاقتصاد” و”الطاقة والمناخ” و”الاتحاد الأوربي والعالم” و”التنمية بإفريقيا” و”الأمن بآسيا” و”الشباب الرواد” و”وضعية العالم”.
يشار إلى أن مؤتمر السياسة العالمية، الذي تأسس سنة 2008، يعتبر منظمة مستقلة تهدف إلى المساهمة في تحسين الحكامة في كل تجلياتها بغية النهوض بعالم أكثر انفتاحا وازدهارا وعدلا ويحترم تنوع الدول والأمم.

دبي تستضيف مؤتمرا للاستثمار في افريقيا بحضور رؤساء دول
احتضنت دبي اعمال مؤتمر لقادة دول افريقية مع مجموعة من المستثمرين الدوليين في خطوة تأمل الامارة الغنية ان تجعل منها جسرا للربط بين افريقيا ومصادر استثمارات محتملة.
وقال حمد بوعميم مدير عام غرفة تجارة وصناعة دبي في افتتاح المؤتمر «نحن أمام الاقتصاد الاسرع نموا في العالم»، مضيفا ان «ستة من اسرع عشرة اقتصادات تطورا في العالم هي في افريقيا».
وتركزت جلسات اليوم الاول من «المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال» في نسخته الرابعة على الاستثمارات التي تحتاجها دول القارة الافريقية ال54 في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتي تقدر بمئات مليارات الدولارات.
ويأمل المسؤولون الاماراتيون في دبي ان تؤدي الامارة دورا في استقطاب هذه الاستثمارات لافريقيا.
وقال ماجد سيف الغرير رئيس مجلس إدارة تجارة وصناعة دبي «نعتقد ان هدف دبي الاستراتيجي يتماشى مع طموحات افريقيا بينما تدخل القارة مرحلة جديدة من النمو».
ويبلغ عدد الشركات الافريقية المسجلة في دبي حاليا 17 الفا في زيادة بنسبة 41 بالمئة عن العام 2015، بحسب الغرير، بينما يبلغ حجم التجارة بين دولة الامارات والدول الافريقية 35 مليار دولار.
وتستضيف دبي المنتدى لمدة يومين، ويشارك فيه عشرات الخبراء والمسؤولين يتقدمهم رؤساء جمهوريات أوغندا ورواندا وسيشل.

وزير فرنسية سابقة : المغرب باتخاذه قرار العودة الى الاتحاد الإفريقي خطى خطوة هامة جدا في اتجاه تقوية حضوره الطبيعي بمعمقه الافريقي

أكدت وزيرة الدولة الفرنسية الأسبق المكلفة بالشؤون الخارجية وحقوق الانسان، راما ياد، بكلميم أن المغرب باتخاده قرار العودة إلى الاتحاد الإفريقي قد خطى خطوة هامة جدا في اتجاه تعزيز صلاته بالقارة وتقوية حضوره الطبيعي بعمقه الإفريقي.
وأوضحت ياد خلال ندوة حول « الديبلوماسية الأوروبية بافريقيا ومكانة المغرب في المبادلات بافريقيا» أن هذا التوجه المغربي نحو عمقه الافريقي ناتج عن استيعاب المغرب أن إفريقيا تواجه رهانات كبرى تتعلق بالإنتاج الطاقي وقطاع الأبناك والعقار وتطوير الاتصالات وتدبير إشكالية الماء، وأيضا برهانات تتعلق بتوفير فرص العمل اللائق للشباب الإفريقي، وهي كلها مجالات لدى المملكة ما يكفي من الخبرة والتجربة فيها التي يمكن للقارة الاستفادة منها.
وبعد أن أشادت بإحداث المغرب لوزارة منتدبة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مكلفة بالشؤون الإفريقية، أبرزت السيدة ياد التي شغلت منصب سفيرة فرنسا لدة منظمة اليونسكو، أن وصول المغرب إلى الأسواق الإفريقية يجب أن يتم وفقا لمنطق رابح-رابح، وذكرت خلال الندوة التي نظمت في إطار الدورة الأولى لمهرجان الزيتون بتكانت (جماعة بويزاكارن)، بالقرار الشجاع الذي اتخذته المملكة في 2000 والقاضي بإلغاء ديون البلدان الإفريقية الأقل تقدما لفائدة المملكة.
ونوهت من جانب آخر بالحيز المتنامي الذي باتت تشغله جهة كلميم في ربط المغرب بباقي دول القارة عبر موقعها الجغرافي الاستراتيجي، معتبرة أن لقاءات من هذا القبيل تسمح بالتفكير في طرق تعزيز استراتيجية المغرب اتجاه إفريقي.
وفي ذات السياق تحدث الخبير الفرنسي والمحامي بمكتب باريس المتخصص في الطاقات المتجددة، جيل جاسينباش، عن التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في هذا المجال، مبرزا انخراط المغرب في مجال الطاقات المتجددة لاسيما مع المؤهلات الطبيعية الكبيرة التي يتوفر عليها.
واعتبر الخبير الفرنسي أن المغرب بات البلد الإفريقي الأول الذي يستثمر في تطوير الطاقات المتجددة وذلك عبر إحداث محطات كبرى للطاقة الشمسية، ومحطات للطاقة الريحية.
يذكر أن الدورة الأولى لمهرجان الزيتون بتكانت الذي سينطلق رسميا مساء اليوم تنظم تحت شعار «الزيتون بالواحات قاطرة للتنمية والسياحة الإيكولوجية بجهة كلميم وادنون..تجسيدا لسياسة المغرب الأخضر».
ويعرف المهرجان مشاركة مختبر دولي (فرنسا) مختص في صناعة الآلات الطبية، حيث سيساهم أعضاء يمثلونه، بمشاركة دكاترة من المغرب، في تأطير ندوة حول الصحة لا سيما مرض السرطان.


الكاتب : عبد الغني عويفية

  

بتاريخ : 11/11/2017