جهة فاس – مكناس : من أجل حكامة جهوية فاعلة لحماية المناطق الرطبة

بجامعة الاخوين بإفران، نظم المكتب الجهوي للائتلاف المغربي من اجل المناخ والتنمية المستدامة تظاهرة بيئية تتوخى المساهمة في حماية البيئة وتنمية الأوساط الرطبة على صعيد الجهة، وذلك بمشاركة مختلف المسؤولين الجهويين من مديريات المياه والغابات ومحاربة التصحر والمجلس الجهوي والجماعات الترابية ووكالات الاحواض المائية والجامعات والمنظمات والجمعيات غير الحكومية من اجل الاسهام الفعال في النقاش حول عدد من المواضيع منها «المناطق الرطبة بالجهة والتحديات التي تواجهها» و«الجهود المبذولة والواجب بذلها من طرف الفاعلين والمعنيين»…
واعتباراً للأدوار الحيوية وخدمات المنظومات البيئية للمناطق الرطبة الاجتماعية والاقتصادية والإيكولوجية، فإن حمايتها بل وتطويرها يعتبران من الرافعات الأساسية للتنمية المحلية والوطنية لأهم القطاعات الاقتصادية ومن أهم الوسائل لمواجهة تحديات الجفاف والتغيرات المناخية.
ونظراً للإيقاع المتزايد لتدهور المناطق الرطبة وعدم كفاية المجهودات المبذولة وطنياً من طرف عدد من المؤسسات والقطاعات المكلفة بتدبيرها ومحدودية المقاربات والآليات والإمكانات المرصودة، كما جاء ذلك بشكل مركز في تقرير2018 للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة حول المناطق الرطبة، وبعد تبني دستور2011، وانطلاق الأوراش السياسية والقانونية الكبرى للإصلاح وصدور القوانين التنظيمية 111.14 و112.14  و113.14 المتعلقة بالجهات والعمالات والأقاليم والجماعات، التي جعلت من المستويات الجهوية والمحلية الفضاءات الأساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، فقد أناط القانون التنظيمي رقم 111,14 بالجهة ومجلسها ورئيسها صلاحيات مهمة في الميدان البيئي من شأن الحرص على تفعيلها وممارستها النهوض بالبيئة ومختلف مصادرها، وتشتمل الاختصاصات الذاتية للجهة وفقاً للمادة 82 في مجال التنمية الجهوية ،على الميادين التالية ،: «…تهيئة وتدبير المتنزهات الجهوية، وضع استراتيجية جهوية لاقتصاد الطاقة والماء، وكذا إنعاش المبادرات المرتبطة بالطاقة المتجددة «.
كما جاء في المادة 20 للقانون ـ الإطار، الذي يعتبر بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة :»تسهر الجهات والجماعات الترابية الأخرى على إدماج المبادئ والأهداف المنصوص عليها في هذا القانون ـ الإطار ضمن آليات التخطيط وبرامج التنمية كل في مجاله الترابي، وتلتزم بضمان مشاركة ساكنتها في اتخاذ القرار المرتبط بالمحافظة على البيئة المحلية والتنمية المستدامة لمجالاتها الترابية والولوج إلى المعلومة البيئية المحلية المتعلقة بهذه الميادين».
وبغاية المساهمة الفعلية والفاعلة في حماية وتنمية الأوساط الرطبة ، تنظم المجالس الجهوية الاثنتا عشر للائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة ، 12 لقاءً جهوياً طيلة شهر فبراير 2019، بمشاركة مختلف المسؤولين الجهويين والجامعات والمنظمات غير الحكومية وفاعلين آخرين من أجل التعرف وتقاسم النقاش حول المعطيات والإشكالات الكبرى المتعلقة ب : «عدد ووضعية المناطق الرطبة بالجهة بصفة عامة والمصنفة منها وبرنامج الرفع من عدد المصنف منها.التحديات التي تواجهها أهمُّ المناطق الرطبة بالجهة.المجهودات المبذولة أو اللازم بذلها من طرف الفاعلين الذين تم ذكرهم أعلاه. مدى إدماج تنمية وحماية المناطق الرطبة في برامج التنمية الجهوية والمحلية وحجم الإمكانات المرصودة».
وسيمثل هذا البرنامج الجهوي في دورته الأولى، حسب أعضاء في الإئتلاف، «فرصة للتعرف على إمكانات كل جهة ووضع آلية للتعاون من أجل تنمية وتتبع وضعية المناطق الرطبة، كل وفقا لأدواره وإمكاناته، في أفق مأسسة لجان جهوية وتحسين الحكامة الجهوية، كما قررت التنظيمات الجهوية للائتلاف، الحرص على انتظام هذه اللقاءات بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، ثاني فبراير من كل سنة، مع إصدار تقرير سنوي حول تطور وضعيتها، وإصدار بيان ختامي لأشغال هذه الملتقيات الجهوية الأولى من نوعها.


الكاتب : جبوري حسن

  

بتاريخ : 15/02/2019