حادث جديد ينضاف إلى سلسلة الحوادث التي بات مسرحا لها : مقتل مهاجر وإصابة آخرين في « معركة دامية » بمخيم «اولاد زيان» بدرب السلطان

 

لم تتمكن المصالح الطبية بمستشفى الملازم بوافي، بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، من إنقاذ مهاجر إفريقي ينحدر من دول جنوب الصحراء، رغم كل المجهودات التي تم بذلها، إذ فارق المعني بالأمر الحياة منتصف ليلة الاثنين/الثلاثاء. الضحية وهو من جنسية كاميرونية، تعرض لضربة بواسطة السلاح الأبيض حوالي الساعة السابعة مساء أول أمس الاثنين 18 مارس 2019، على إثر «معركة دامية» حامية الوطيس جرت أطوارها بين 7 أشخاص جميعهم يقيمون بما بات يُعرف بـ «مخيم المهاجرين الأفارقة» المتواجد قبالة المحطة الطرقية لاولاد زيان، الذي كان عبارة عن فضاء للقرب مخصص لشباب المنطقة لممارسة كرة القدم، قبل أن «تصادره» سلطات العمالة وتحوله إلى «مخيم» تنعدم فيه شروط الإيواء السليم ؟
المهاجرون الأفارقة الذين شاركوا في «المعركة الدامية» بـ «المخيم» التي استنفرت المصالح الأمنية، وخلقت حالة من الفوضى والرعب في المنطقة، ينحدرون من دول إفريقية متعددة وتختلف أعمارهم، ويتعلق الأمر بمهاجر يبلغ من العمر 29 سنة من جنسية كاميرونية، وآخر عمره 26 سنة ينحدر من غينيا، وثالث عمره هو الآخر 26 سنة من الكاميرون، إلى جانب مهاجر من نيجيريا عمره 29 سنة، فضلا عن مهاجرين اثنين أحدهما يبلغ عمره 32 سنة والثاني 21 سنة، إلى جانب مهاجر سابع الذي التحق بالمستعجلات في وقت متأخر، والذي تم منحه الإسعافات الضرورية ، شأنه في ذلك شأن الآخرين، الذين تبين بأن حالتهم لا تستدعي القلق، وتعتبر إصاباتهم بسيطة باستثناء أحدهم الذي كان مصابا على مستوى العين، والضحية الذي فارق الحياة، الذي كانت إصابته بليغة، إذ وصل إلى المستشفى وأمعاؤه خارج جسمه، واتضح أن الطعنة التي تم توجيهها إليه كانت بشكل تصاعدي ولم تقف عند حدود البطن وإنما أصابت الطحال ثم عضلة تربط بين الرئة والأمعاء والقلب.
المصالح الأمنية التي عاشت حالة استنفار جديدة حتّمت تعبئة قواتها بمختلف الأسلاك والرتب، باشرت تحرياتها من أجل تحديد ملابسات هذه الواقعة الجديدة التي تنضاف إلى سلسلة الحوادث المأساوية التي بات «مخيم اولاد زيان» مسرحا لها منذ إقامته بالمنطقة، الذي ترتفع كلفته يوما عن يوم، وتتفاقم حدة تبعاته، التي توزعت ما بين الحرائق والمواجهات المفتوحة بين المهاجرين وشباب المنطقة، أو بين المهاجرين أنفسهم رغبة في تطبيق نظام داخلي معين، الذي يصطدم بفتونة البعض وسعيهم لمحاولة الهيمنة والتسيّد داخل هذا الفضاء، وسنّ قوانين خاصة، فضلا عن ممارسات شائنة وإجرامية متعددة، وهي المتناقضات التي ترخي بظلالها على يوميات وليالي المخيم، ويتجاوز تأثيرها أسواره ليشمل مختلف الأحياء المجاورة للمحطة الطرقية ، والمتسمة بكثافتها السكانية !


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/03/2019