حاولت رصد واقعهم ندوة «البحث في إشكاليات الهجرة» : 2 بالمائة من سكان العالم، مهاجرون خارج أوطانهم

(متابعات)

شكل انعقاد ندوة «البحث في إشكاليات الهجرة .. آفاق وتحديات» المنعقدة يوم الجمعة 15 فبراير الماضي بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالبيضاء، من طرف «مركز الأبحاث في الهجرة» الذي تأسس حديثا بالرباطـ، والتي سيرت فقراتها الكاتبة والإعلامية وعضوة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بديعة الراضي، فرصة للبحث في في إشكاليات الهجرة وآفاقها وتحدياتها ، نظرا لحجم الإشكالية على المستوى الإقليمي والجهوي والدولي، كما على مستوى الاختلافات والخلافات المناطة بحجم التحولات التي تعرفها ظاهرة الهجرة ، والتي بقدر ما تستدعي منظومة قانونية وتشريعية مشتركة بين كافة الأطراف المعنية شمالا وجنوبا ،فإنها تستدعي كذلك قرارات جريئة لمواجهة كافة التطورات والتحولات ، من أجل التوجه إلى المستقل بعنوان عريض يتموقع فيه مفهوم الإنسان كعنصر هام في إيجاد حلول ممكنة تعي كافة التطورات غير المحددة في الزمان والمكان .
وفي هذا الإطار رأى مدير المركز الاستاذ عبد الخالق الشلحي أن الندوة كانت مناسبة من أجل الإعلان عن افتتاح مركز الأبحاث والدراسات في الهجرة بالرباط، كما أنها فرصة لمعالجة ومناقشة هذه الظاهرة التي أصبحت لافتة للانتباه كثيرا بالنسبة لبلدان العالم، ولما تشكله من عبء وتحد على بلدان الاتحاد الاوربي . وأضاف الشلحي أن تأسيس المركز أملته الحاجة الماسة الى القيام بأبحاث ودراسات ميدانية حول وضعية المهاجرين، سواء المغاربة المقيمين ببلدان المهجر والذين يصل عددهم الى 5 ملايين، أو الوافدين على المغرب من أجل صياغة حلول لوضعياتهم.
الندوة في رصدها لحركية المهاجرين ، خلصت الى أن 2 بالمائة من سكان العالم مهاجرون يعيشون خارج أوطانهم، وأن المقاربة التوزيعية التي تصدر عنها في تقرير حركية هذا النزوح تحتاج إلى وقفة خاصة، وذلك بالنظر إلى أن مسارات الهجرة الحديثة ليست تمركزا متجها دوما نحو البلدان الصناعية المتقدمة ، وإنما هي كذلك تتجه في أكثر من نصفها نحو البلدان النامية.
من جهته أشار الدكتور عبد الفتاح بلعميشي الى أن أهمية الندوة تتأتى من راهنية سؤال الهجرة اليوم، وما يحمله في طياته من تداعيات سواء على مستوى بلدان الاستقبال أو الهجرة، وهي التداعيات التي تنسحب على اندماج المهاجرين وحقوقهم، لافتا الى أن الاشكالات التي تطرحها الهجرة تستدعي التحليل العميق والدراسة.
وتوقف بلعميشي عند تجربة المغرب الفتية في هذا المجال، مع مهاجري دول افريقيا جنوب الصحراء بعد أن تحول من بلد عبور الى بلد إقامة وما اتخذه المغرب في هذه الصدد من مقاربة حقوقية إنسانية، أهلته للترافع باسم دول الجنوب في ملف الهجرة.
وأضاف بلعميشي أن المغرب بصدد بلورة مقاربة جديدة في هذا المجال بتأسيس مرصد إفريقي للهجرة.
ولامست الندوة مختلف أبعاد وتداعيات ملف الهجرة، وما تطرحه على المؤسسات الرسمية في الداخل أو بالخارج ، عبر تمثيليات المغرب الدبلوماسية والجمعوية، من انخراط في بلورة تصورات وحلول عبر قوتها الاقتراحية لضمان المزيد من الحقوق وأولها مواجهة الموجات العنصرية داخل بلدان الاستقبال ، التي تتبنى موقفا معاديا للمهاجرين . وفي هذا السياق رأى المتدخلون أن حتمية التعامل المركب مع معطيات حركية الهجرة في أبعادها المختلفة وفي تنوعها الإثني والثقافي في المجتمعات، باتت تفرض اليوم أكثر من أي وقت مضى مراجعة حجم الظاهرة وتحولاتها وتأثيراتها الواسعة على تشكيل الأوضاع الديمغرافية في البلدان الأوربية بصورة تحتم وضع سياسات الهجرة على محك الاختبار والمعاينة المتواصلة. ولعله الاختبار الذي يرجح حالة الحذر والتردد السائد بين دول الإتحاد الأوربي في تدبير شؤون الهجرة.


بتاريخ : 21/02/2019

أخبار مرتبطة

  بالنسبة لقارئ غير دروب بالمسافات التي قطعها الشعر المغربي الحديث، فإنّه سيتجشم بعض العناء في تلقّي متن القصائد الّتي

« القصة القصيرة الجيدة تنتزعني من نفسي ثم تعيدني إليها بصعوبة ، لأن مقياسي قد تغير ، ولم أعد مرتاحا

«هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟» مجموعة قصصية جديدة   «هَل أنا ابْنُكَ يا أبي؟»هي المجموعة القصصية الثالثة لمحمد برادة، بعد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *