حسن الإدريسي (مدرب وطني  في الكرة الطائرة وخبير دولي)  من يختبئون وراء حجة عدم الموافقة بين الرياضة والدراسة واهمون

الرياضة قبل كل شيء تربية وأظن أن نجاح أي رياضي يلزمه مستوى دراسي جيد حتى يستطيع استيعاب كل ما يلقن له. وهذا في مجمل الرياضات حيث أن هناك رياضات تتطلب درجة معينة من الفهم والذكاء كالشطرنج مثلا، وهناك رياضات تستدعي هي الأخرى مستوى دراسي معين كالكرة الطائرة التي أنا مختص فيها، إذ أن هذه الرياضة تعتمد على حسابات وعمليات حسابية محددة لدراسة الخصم لتحسين مستوى اللاعبين في مراكز محددة، هذه الرياضة تعتمد تقنيات متقدمة ينجح فيها أناس لديهم مستوى تعليمي معين.

أما بالنسبة لبعض الرياضيين الذين يختبئون وراء حجة عدم الموافقة بين الرياضة والدراسة فهم واهمون، لكون هذه حجج واهية، فالرياضي الذي ينجح غالبا في مساره الرياضي يكون ناجحا كذلك في مساره الدراسي، وأساس كل ذلك هو النظام في الحياة. فالرياضة لا تأخذ من وقته سوى ساعتين أو ثلاث ساعات على أبعد تقدير شريطة توفر الرياضي على عزيمة قوية وإرادة للتوفيق بينهما، وهو شيء هين إن وجد الرياضي مساندة وتوجيه من طرف العائلة التي تبقى المعادلة الصعبة في تحفيز الرياضي على إيجاد التوازن بين الرياضة والدراسة.
إذن وحسب رأيي فالمستوى الثقافي للرياضي شيء ضروري إن أراد الذهاب بعيدا وليكون محل تقدير من طرف الآخرين، خاصة إن وصل إلى العالمية. فمن العيب أن نجد بطلا عالميا أو أولمبيا لا يقدر على مواجهة الصحافة للإدلاء بتصريحات خاصة باللغات الأجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية، بل هناك من يجد صعوبة كبيرة في إعطاء تصريحات حتى باللغة العربية. وبالمقابل نجد أبطالا من المستوى الرفيع استطاعوا بعد الوصول إلى العالمية تعلم اللغات وتحسين مستواهم الدراسي. وأرجع هنا وأؤكد أن النظام هو الأساس في الموافقة بين الرياضة والدراسة.
وبالرجوع إلى لعبة الكرة الطائرة، فإن العهد الذي كنت أمارس فيه بمعية مجموعة من اللاعبين، فان مستوى هؤلاء كان رفيعا، حيث كان بيننا أطباء وأطر في جميع المجالات، إلى جانب أساتذة التربية البدنية، وحتى في الأيام التي كنت فيها مدربا للنادي المكناسي كنت أحرص على تتبع المسار الدراسي للاعبين وأراقب مسيرتهم مع الطاقم التعليمي، والعكس هو الحاصل الآن، حيث يكتفي المدربون بتتبع اللاعبين في أوقات التداريب والمباريات دون إعطاء الأهمية لمسيرتهم الدراسية مما يجعل المستوى التعليمي للرياضيين حاليا يتدنى مع مرور الوقت.


الكاتب : حاوره سعيد العلوي

  

بتاريخ : 18/11/2017