حفل تكريمي بباريس للجنود المغاربة الذين سقطوا في معركة (لامارن) الأولى

نُظم، مساء السبت الماضي ببانشار (ضاحية باريس الكبرى)،حفل تكريمي للجنود المغاربة الذين سقطوا في معركة (لامارن)، وذلك بمناسبة مئوية الحرب الكبرى (1914 -1918).
وجرى الحفل بحضور سفير المغرب بباريس، شكيب بنموسى، وعمدة ورئيس المجموعة الحضرية لبلدة مو، جان فرانسوا كوبي ، ونائبة رئيس المجموعة،عمدة بانشار، آن دومين، ومنتخبين وعدد من جمعيات قدماء المحاربين، وشخصيات فرنسية ومغربية.
وتميز الحفل بتكريم الجنود المغاربة الذين قضوا دفاعا عن فرنسا، وبإزاحة الستار عن لوحة تذكارية باللغة العربية والفرنسية تخليدا لذكرى الضباط وضباط الصف، وجنود من الفيلق الأول والثاني ضحوا بحياتهم يومي خامس وسادس شتنبر دفاعا عن التراب الفرنسي.
وساهم هؤلاء الجنود البواسل في معارك ضارية دارت رحاها يومي خامس وسادس شتنبر في وقف زحف الجنود الألمان في اتجاه باريس، واستعادة منطقتي تلغراف، وبانشار.
واستحضرت الشخصيات المشاركة في الحفل، أرواح الجنود المغاربة الذين حاربوا إلى جانب رفقائهم في السلاح الفرنسيين، مشيدين بشجاعة وبطولة هؤلاء الجنود.
وأكدوا أن هذا التكريم يساهم في إحياء الذاكرة الجماعية من أجل التذكير بالتزام هؤلاء الرجال الذين ضحوا بحياتهم من أجل الانتصار للقيم المشتركة للحرية والديموقراطية والعدالة والسلام والتسامح، والعيش المشترك.
في هذا السياق أكد سفير المغرب بفرنسا شكيب بنموسى أن تكريم هؤلاء الجنود الذين سقطوا في ساحة الشرف على أرض فرنسا، خلال معركة «لامارن» الأولى في الخامس من شتنبر سنة 1914 ، واللوحة التذكارية التي تخلد أسماء هؤلاء الأبطال، يعكس الروابط التاريخية التي تجمع بين المغرب وفرنسا، مذكرا بالتزام هؤلاء الرجال، الذين نحتوا في الذاكرة، ذكرى أخوة السلاح بغض النظر عن اختلاف الثقافة واللغة والدين.
وقال إن المشاركة المغربية في الحرب الكبرى، جسدت استمرارية الروابط العريقة التي تجمع بين المغرب وفرنسا، كما تبرز مرحلة من التاريخ العسكري المشترك، وتؤسس لأخوة سلاح كتبها الجنود المغاربة والفرنسيين بدمهم، معربا عن أمله في أن تشكل القيم المشتركة مع فرنسا، أساسا لرفع التحديات المشتركة وبناء شراكة متجددة ومتينة بين البلدين، وتنسيق مبادراتهما بما يتيح رفع التحديات العديدة التي تواجهها المنطقة المتوسطية والإفريقية.
كما أشاد بنموسى بأعضاء الجالية المغربية المقيمة بفرنسا وخاصة ببلدة مو، مذكرا بالعناية الملكية السامية التي يحيط بها جلالة الملك محمد السادس مغاربة الخارج.
وأضاف أن هذه الجالية تساهم في إشعاع المغرب وفرنسا ومن ثمة يتعين حمايتها ضد كل أنواع الخلط.
من جهته أكد فرانسوا كوبي أن الجنود المغاربة الذين سقطوا دفاعا عن حرية فرنسا، قدموا درسا في الشجاعة «بالنسبة لنا وللأجيال القادمة» مبرزا أهمية تنظيم هذا الحفل في حفظ الذاكرة والاعتراف بتضحيات هؤلاء الأبطال، والانتصار لقيم الحرية والعيش المشترك، داعيا إلى التصدي لكل أشكال التمييز.
وأبرز كوبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، خصوصية هذه اللحظة «في هذا المكان الذي شهد معركة «لامارن» الأولى سنة 1914، حيث أبلى الجنود المغاربة البلاء الحسن، وأبانوا عن بطولة وشجاعة استثنائية، وقال إن المغرب وفرنسا تجمع بينهما روابط متينة.
من جانبها أبرزت آن دومين في تصريح مماثل، أهمية هذه اللحظة التي تكرم فيها بلدة مو وبانشار أرواح الجنود المغاربة البواسل الذين ضحوا بحياتهم دفاعا عن فرنسا وعن القيم النبيلة.
وتميز هذا الحفل بالاستماع إلى النشيدين الوطنيين المغربي والفرنسي.


بتاريخ : 11/09/2018