حكاية  أول  أغنية فنانون  مغاربة يسترجعون  البدايات 27 : جوليا المغرببة: «طلوع الصبح» أول أغنية دشنت بها مساري الفني

للبدايات سحرها  الخاص ،تبقى  دائما عالقة  في الذاكرة والوجدان،  مثل ظلنا  القرين،لصيق بنا في الحل والترحال،  مهما  كانت الإخفاقات أو  النجاحات فلن  يستطيع  الزمن  طيها.
البدايات كانت  دائما  صرخة  اكتشف  معها  المرء  لغز  الحياة،
وككل  بداية  أو أول خطوة تحضر  الدهشة  بكل  ثقلها، نعيش  تفاصيلها  بإحساس  مغاير  تماما  ،وهو  الإحساس الذي  يكتب له الخلود  ،نسترجعه  بكل  تفاصيله  وجزيئاته، كلما ضاقت  بنا  السبل  أو ابتسم لنا الحظ وأهدانا  لحظة فرح  عابرة.
البدايات  في كل شيء،  دائما  هناك  سحر  غامض  يشكل برزخا  بين  الواقع  وماتتمناه  النفس  الأمارة  بالحياة والمستقبل الأفضل.
في هذه  الزاوية  نسترجع  بدايات  فنانين  مغاربة عاشوا  الدهشة في أول عمل  فني  لهم،  واستطاعوا  تخطي  كل  الصعوبات كل  حسب  ظروفه  المحيطة  به، ليبدع لنا  عملا  فنيا  ويهدينا أغنية تشكل  اليوم  له مرجعا  أساسيا في مسيرته  الفنية   ،وتشكل لنا  لحظة  بوح  من خلال  استرجاع  عقارب  الزمن  إلى  نقطة  البدء،  وتسليط  الضوء على ماجرى.

 

عن ولوجها عالم الفن، تقول الفنانة جوليا المغرببة، أنا أنتمي إلى أسرة تربوية وفنية، تربيت على الطرب الأصيل وعلى الموشحات، حيث كنت أشارك في جميع الأنشطة المدرسية والحفلات الوطنية التي كان ينظمها والدي الذي كان رجل تعليم، وفي نفس الوقت هو المسؤول عن الأنشطة المدرسية آنذاك، اكتشفت موهبتي منذ سن صغيرة جدا مع والدي الذي كنت أغني له ذهابا وإيابا طول المسافة التي تفصلنا عن المدرسة أو البيت، وكان دائما يطلب مني أن أغني له في الطريق ويغني معي هو الآخر، هكذا تربت عندي الموهبة وروح الفن، وفي عمر 17 سنة شاركت في برنامج نجوم ونجوم بالقناة الثانية، وفزت بالمرتبة الأولى، كانت تلك انطلاقتي الاحترافية إلى عالم الفن، بعدها، تضيف الفنانة جوليا المغرببة، شاركت في عدة مهرجانات وحفلات داخل أرض الوطن وخارجه وأطلقت أغاني أخرى متنوعة.
أول أغنية تتذكر جوليا المغرببة كانت بعنوان «طلوع الصبح « وهي أغنية لبنانية مغربية، مكتوبة باللهجة اللبنانية وأيضا باللهجة المغربية، لكن بإيقاع الدبكة اللبنانية، لقد كانت تجربة جميلة جدا وقيمة بالنسبة لي.
موضوع الأغنية، تشرح جوليا المغربية، يتحدث عن طبيبة متزوجة ولديها مسؤولية كبيرة تجاه مرضاها والمستشفى الذي تشتغل فيه، فتكون مشغولة دائما في عملها، لدرجة أنها لاتجد وقتا لبيتها وزوجها الشيء الذي يخلق لها العديد من المشاكل مع هذا الأخير، الأغنية تتكلم عن الصلح، وتظهر الزوجة حينما تعود من عملها وهي تحاول أن تتصالح مع زوجها .
تعاملت جوليا المغرببة مع كاتب الكلمات والملحن الكبير السوري مازن الأيوبي وأيضا مع الموزع الكبير فادي جيجي والأغنية كلها جهزت بلبنان من توزيع وماسترينغ وكورال، أما بالنسبة للكليب فكان من إخراج المخرج الشاب أنور المير .
وعن الصعوبات التي واجهتها في إخراج الأغنية إلى حيز الوجود، تجيب، طبعا، في أي عمل أكيد نواجه صعوبات أمامنا، تجد الكثير من الناس يحاربونك ولا يريدون أن يروك ناجحا مع أنك لم تفعل لهم شيئا، هل هي غيرة أم خوف من أن تكون أحسن منهم؟ أو أن يكون لك جمهور أكبر وأوسع، وأيضا هناك من يحارب الفن الأصيل والفن الحقيقي بصفة عامة، حيث أصبحت تعطى الأولوية لفناني البوز المتطفلين على الميدان، وأيضا الحاصلين على أكبر نسب مشاهدة، حيث يستقبلونهم ويعطونهم قيمة كبيرة أكبر مما يستحقون، ونسوا القيم والمبادئ والشروط التي يجب أن تتوفر في الفنان المغربي الحقيقي، فمنذ متى أصبح الفن مقتصرا على» البوز» أو على على عدد المشاهدات؟؟؟، هذه ليست القيم التي تربينا عليها في الوسط الفني، تضيف جوليا المغرببة، للأسف هناك أصوات وفنانون حقيقيون ولا يتحدث عنهم أحد، رغم أنهم يقومون بمجهودات كبيرة لتوصيل صوتهم للجمهور، لكن ليس هناك من يدعمهم، وعلينا ألا ننسى المجهودات الجبارة التي يقوم بها رجال الإعلام والصحافة الذين لا يبخلون علينا ويساعدوننا في توصيل أخبار الفنان لجمهوره، وأنا بدوري أشكرهم جزيل الشكر .
وبخصوص رد فعل الجمهور والوسط الفني حول الأغنية، تجيب الفنانة جوليا المغرببة، «الحمد لله، لاقت أغنيتي «طلوع الصبح» إقبالا كبيرا من طرف الجمهور المغربي والعربي أيضا، وتوصلت برسائل إيجابية عن العمل من الأصدقاء، سواء من الوسط الفني أو خارجه…».
وفي ما يتعلق بالمبلغ المالي الذي تطلب منها لإنجاز هذا العمل الفني، أوضحت أن الكلمات والألحان والتوزيع والماسترينغ والكليب كلفها مبلغ:150.000 درهم. وعن رد فعل العائلة، تقول «عائلتي تشجعني كثيرا وتساندني دائما وتتبعني خطوة بخطوة، بالإضافة إلى النصح الدائم، فأشكر كل واحد منهم على هذا الحب الكبير لفني وعلى مساندتهم لي. وتقول جوليا المغربية بخصوص هذه الأعنية « أنا فخورة بأدائها والحمد لله، فرغم إطلاقي لأغان كثيرة بعدها، لكن جمهوري مازال يتغنى بها، ومازالت من الأغاني المفضلة لدي، لأنها هي فاتحة وبداية مشواري الفني…»، وتردف قائلة، لقد استمر تعاملي مع نفس الأسماء التي وقعت معها العمل الأول، لأنهم فعلا فنانون يتشرف أي مغن أن يتعامل معهم. وأيضا تعاملت مع أسماء أخرى معروفة في أغاني متنوعة، وبهذه المناسبة أشكر جمهوري الحبيب على تشجيعاته لي وعلى محبته، وأقول له أحبك في الله وانتظر جديدي.


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 10/06/2019