حكاية  أول  أغنية : فنانون  مغاربة يسترجعون  البدايات 30

للبدايات سحرها  الخاص ،تبقى  دائما عالقة  في الذاكرة والوجدان،  مثل ظلنا  القرين،لصيق بنا في الحل والترحال،  مهما  كانت الإخفاقات أو  النجاحات فلن  يستطيع  الزمن  طيها.
البدايات كانت  دائما  صرخة  اكتشف  معها  المرء  لغز  الحياة،
وككل  بداية  أو أول خطوة تحضر  الدهشة  بكل  ثقلها، نعيش  تفاصيلها  بإحساس  مغاير  تماما  ،وهو  الإحساس الذي  يكتب له الخلود  ،نسترجعه  بكل  تفاصيله  وجزيئاته، كلما ضاقت  بنا  السبل  أو ابتسم لنا الحظ وأهدانا  لحظة فرح  عابرة.
البدايات  في كل شيء،  دائما  هناك  سحر  غامض  يشكل برزخا  بين  الواقع  وماتتمناه  النفس  الأمارة  بالحياة والمستقبل الأفضل.
في هذه  الزاوية  نسترجع  بدايات  فنانين  مغاربة عاشوا  الدهشة في أول عمل  فني  لهم،  واستطاعوا  تخطي  كل  الصعوبات كل  حسب  ظروفه  المحيطة  به، ليبدع لنا  عملا  فنيا  ويهدينا أغنية تشكل  اليوم  له مرجعا  أساسيا في مسيرته  الفنية   ،وتشكل لنا  لحظة  بوح  من خلال  استرجاع  عقارب  الزمن  إلى  نقطة  البدء،  وتسليط  الضوء على ماجرى.

ولجت عالم الفن في بداية التسعينيات، تقول الفنانة سعيدة جمال، حيث كنت أشارك في العديد من الأنشطة الفنية مع فرق بدار الشباب، وقد استفدت من هذه التجربة بشكل كبير  مما جعلني ارتبط أيما ارتباط بعالم الفن والغناء، كما  شكلت هذه التجربة، تضيف الفنانة المغربية سعيدة جمال،  حافزا لتطوير موهبتي وصقلها والانفتاح أكثرعلى تجارب الرواد من المغرب والمشرق العربي، بعد هذه التجربة  حاولت صقل موهبتي من خلال الدراسة والتكوين، مما جعلني، تقول سعيدة جمال، أدرس «الصولفيج» بمعهد مولاي رشيد بالرباط، وكان أستاذي آنذاك الذي تتلمذت على يديه هو الفنان محمد علي، الذي لاحظ تميز صوتي بين طلبة المعهد، وهو الأمر الذي جعله يتبناني كصوت لمدة 5 سنوات.
وتسترجع اللحظات الأولى لمشوارها الفني قائلة، كنت قد حفظت مع أستاذي محمد علي الموشحات والعديد من  الأعمال الفنية الأخرى، ولا أنسى كم ساعدني على الاجتهاد في مادة»الصولفيج» والعزف على العود الذي للأسف لم أكمل دراسته.
وتتذكر الفنانة سعيدة جمال أن «أول أغنية سجلتها كانت بمحض الصدفة، حيث أثارني جدا موضوعها الهادف وجعلني أنجذب إليه، ويتعلق الأمر بأغنية جميلة عن المعاق اسمها «حقي في الحياة «، وكنت ذهبت إلى استوديو التسجيل الخاص بهشام زريقة لمناقشته في موضوع أغنية كنت بصدد تهييئها، لكنه أسمعني الأغنية التي كانت باكورة أعمالي، وقد اقترح تسجيلها بصوتي صحبة أحد أفراد المجموعة، وبالفعل لم يستطع الانتظار، إذ لقنني الكلام في نفس اللحظة ثم سجلناها في ظرف ساعة من الزمن».
في سنة 2013 ، تسترسل سعيدة جمال، التحقت بفرقة أصوات الأصالة مع الرائد الفنان القدير عبدالواحد التطواني، الذي كان يسهر على تأطيرنا بشكل احترافي، وقد شاركنا معه في عدة حفلات، وكان لي الشرف أن منحني فرصة ووضع ثقته في شخصي لأغني على انفراد فوق الخشبة.
وتضيف الفنانة سعيدة جمال، «بعد هذا المسار، التحقت لاستكمال دراستي بالمعهد البلدي بتمارة، حيث أصبحت وما زلت إلى يومنا هذا، ضمن فرقة الوفاء برئاسة الأستاذ محمد الشكوك ، ومازلنا نشارك بحفلات فنية داخل وخارج المعهد والحمدلله».
وتستحضر قائلة إنه «في إحدى المناسبات كان لقائي مع الفنان المطرب والملحن عثمان جنان، الذي أسمعني أغنية جميلة لحنها من كلمات الشاعر الغنائي عبدالله عطارد، هي أغنية عن التراث بعنوان الخيالة، لتتوالى الأعمال مع الفنان عثمان جنان وأغني له أغنية بعنوان « أطفال الحجارة «من كلمات الشاعر السوري عبدالله فتاحي، وكذلك أغنية عن فريق الوداد من كلمات الشاعر محمد بوشيبة».
وتختم الفنانة سعيدة جمال بالكشف عن جديدها الفني» الآن أنا بصدد تسجيل أغنية موضوعها عن الأمن الوطني بعنوان أنا الشرطية، من كلمات الشاعر محمد وصاف وألحان الملحن الواعد عبد الرزاق بوعريب، سنشارك فيها ضمن الجائزة الكبرى للأسرة والتضامن».


الكاتب : جلال كندالي 

  

بتاريخ : 13/06/2019

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

: داخل مجتمع اللاتلامس، لم تعد نظرة العشق الأولى موضوع تبادل في الشارع، أو داخل حانة، أو في عربة من

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *