«حياة» تطبيق إلكتروني للتدخل المستعجل : التكنولوجيات الحديثة في المجال الصحي ثورة علمية لإنقاذ الأرواح في الجراحات والإسعافات

ماهي دوافع برمجتكم لتطبيق «حياة» وما المقصود بهذه التقنية؟

هي تقنية يفرضها التطور التكنولوجي الذي تشهده بلادنا والعالم أجمع، حيث يتم استثمار التقنيات المعلوماتية بما يخدم الأشخاص ويطور المجتمعات، حتى تشكل قيمة مضافة، ولعلّ الحياة هي أسمى ما يرتبط به الإنسان ومن هنا جاءت الفكرة لتنزيل هذا التطبيق الذي ظل حلما يراودني ومبتغى كنت أطمح لتحقيقه أنا ووالدي، الدكتور الحسن التازي، الذي يحمل هو الآخر وعلى امتداد مسيرته المهنية هاجس التخفيف عن آلام الناس.
كانت الفكرة في البداية مقتصرة على تطبيق يمكّن من تسهيل تقديم الإسعافات الضرورية المستعجلة للأشخاص الذين قد يلمّ بهم عارض صحي مفاجئ يهدد حياتهم، سواء في المنزل أو مقر العمل أو حتى بالشارع العام، بالنظر إلى الإشكالات المتعددة التي يعرفها مجال الإسعاف، وعلى رأسها تأخر التدخل في الوقت الناجع، نظرا لطبيعة الطرقات ومشاكل السير والجولان خاصة في المدن الكبرى، وكذا إشكالية تجهيز سيارات الإسعاف بالوسائل الضرورية للتدخل الطبي المستعجل من عدمه، إلا أن الفكرة تم توسيعها وتم تطويرها لتكون شمولية.

أين تتجلى هذه الشمولية؟

إن المستفيد من تطبيق «حياة» يقوم بملء استمارة تتضمن المعلومات الصحية والبيانات التي تخصه، وفي حال إذا ما تعرض لانتكاسة صحية لا قدّر الله، فإنه يربط الاتصال بنا ويتكلف ساعتها المكلفون بمركز الاستقبال بتحديد موقعه بالاعتماد على هاتفه والتطبيق المحمّل عليه، وبالرجوع إلى البيانات الصحية إن كان يعاني من مرض محدد، يتم البحث عن أقرب طبيب إليه، إذا كانت الضرورة تحتّم وجود طبيب، أو ربط الاتصال بأقرب سيارة إسعاف حتى يتم نقله، بناء على ما سبق وأن حدّده، إلى أقرب مستشفى أو مصحة.
وفي حال انعدام ضرورة نقل المريض إلى مؤسسة استشفائية، ويكون فحص الطبيب كافيا، فإننا نتوصل بالشهادة الطبية التي نحيلها على الصيدلية القريبة من المعني بالأمر التي تتكلف بإيصال الدواء إليه، ونفس الأمر ينطبق على مختبر التحليلات الطبية، وعلى تقديم خدمات تمريضية، وهذا هو ما يترجم شمولية تدخلات التطبيق ونجاعته، فهو يسعى لتحقيق أسرع تدخل بأنجع السبل وأقلّها كلفة.

ما هي الدوافع التي تحكمت في تسمية التطبيق؟

تطبيق «حياة» وفقا للإسم الذي اخترناه له، هو يختزل كل شيء ويترجم أسمى ما يطمح إليه الإنسان وهو الاستمرارية، والحياة هي ضد الموت، ضد العدم والفناء، والرغبة في البقاء هي غريزة طبيعية وعليه، فقد جاء هذا التطبيق للمساهمة في إنقاذ أرواح الناس، والتخفيف من معاناتهم الصحية، والخروج بأقل المضاعفات في الأزمات والانتكاسات الصحية التي قد تسجّل في كل لحظة وحين.

هل سيكون التفاعل مع التطبيق سلسا ومتاحا للجميع؟

كل متوفر على هاتف ذكي يمكنه تحميل التطبيق، الذي يمكن اللجوء إليه واستعماله في الحالات الحرجة، بمجرد الضغط على الزر الأحمر، دون الحاجة إلى الحديث في حال تعذر ذلك، وفقا لنوع العارض الصحي الذي قد يصيب الشخص، إذ تُمكّن عملية الضغط على الزر من تحديد مكان المعني بالأمر والقيام بالتدخل، وبالتالي فهو وسيلة آمنة للحماية.

كم عدد الأشخاص الذين يشتغلون على هذا المشروع ومتى سيكون جاهزا؟

هناك 15 شخصا يعملون على هذا البرنامج الطموح، وتطبيق «حياة» سيكون جاهزا في الشق المتعلق بالإسعافات الأولية ذات الطابع الاستعجالي آخر شهر أكتوبر، على أن يكون عمليا في شقّه الشمولي خلال شهر يونيو من السنة المقبلة 2019، حيث ستكون التدخلات التي ستتوفر من خلاله متعددة وشاملة، بناء على التفصيل الذي أشرت إليه سابقا.

كلمة أخيرة؟

أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يتكلل مشروعنا بالنجاح وأن يحقق الأهداف المرجوة منه، المتمثلة بالأساس في المساهمة في إنقاذ أرواح الناس، والتخفيف من آلامهم وإصاباتهم، وتفادي أوخم العواقب والمضاعفات في حال الانتكاسات الصحية والحوادث المختلفة.
تطبيق نريد أن يساهم في إنقاذ الأمهات والآباء، الأبناء والإخوة وكل الأقرباء، بل وكل المواطنين بشكل عام، وتمكينهم في حالة وقوع حادثة من الحوادث من التدخل الطبي وضمان حقهم في الحياة الذي هو حق كوني ودستوري لكل شخص على هذه الأرض.

صاحب برنامج تطبيق «حياة»، حاصل على شواهد عليا في المجال الصحي بأمريكا وفرنسا


الكاتب : مصعب التازي

  

بتاريخ : 23/10/2018