خارطة داعش المتشظية عبر العالم

1 – الشرق الأوسط

لم يعد التنظيم، بعد إخراجه من القائم في العراق والبوكمال في الجمهورية العربية السورية، يسيطر على مناطق حضرية في أي من الدولتين(). ولا تزال خلايا إرهابية سرية موجودة في بعض المدن، وتتمركز مجموعات صغيرة لتنظيم الدولة الإسلامية شرق نهر الفرات، وفي الجنوب الغربي من الجمهورية العربية السورية، وفي شمال العراق. وأفادت عدة دول أعضاء أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية فروا باتجاه شمال الجمهورية العربية السورية وقد يحاول الكثيرون منهم مغادرة البلد. ولقد تحركت مجموعة صغيرة ثانية نحو جنوب البلد(). والدول الأعضاء غير قادرة حاليا على أن تجري تقييما بثقة لعدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب المتبقين في أي من البلدين.
ولقد أُضعفت قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على توليد الإيرادات إلى حد كبير خلال الفترة المشمولة بالتقرير، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى فقدان هذه الجماعة السيطرة على حقول النفط والغاز في الجمهورية العربية السورية(). وبسبب هذه الخسائر وخسائر أخرى، انخفضت إيرادات تنظيم الدولة الإسلامية بأكثر من ٩٠ في المائة منذ عام ٢٠١٥(). وعلى الرغم من هذه الخسائر، قد لا يكون التنظيم فقد تماما القدرة على الاستفادة من الهيدروكربونات ويمكن أن يواصل الحصول على الأموال عن طريق الابتزاز والسيطرة على نقاط التفتيش. وكما سبق أن أفاد فريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات، من المتوقع أن يعود تنظيم الدولة الإسلامية إلى أساليب التمويل ”على نسق تنظيم القاعدة في العراق“، مثل الابتزاز(). وعلى الرغم من الضغوط العسكرية الثقيلة، استمر تدفق الأموال من تنظيم الدولة الإسلامية الأم إلى فروعه(). ومع ذلك، يتزايد بحث الجماعات المنتسبة إلى التنظيم عن سبل لتنويع مصادر دخلها والاستقلال ماليا عن تنظيم الدولة الإسلامية الأم().
ويقوم تنظيم الدولة الإسلامية بنقل الأموال عن طريق الشبكات والميسِّرين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، باستخدام نظم الحوالة وحاملي النقدية()، ويتسلل عبر الأعمال التجارية المشروعة في المنطقة باستخدام واجهات، مثل أفراد ”نظيفين“ في الظاهر يمكنهم النفاذ إلى النظام المالي الرسمي. ولا يزال هناك قلق من أن تنظيم الدولة الإسلامية يمكن أن يستخدم هذه الأعمال التجارية لدر الأرباح واستثمار الأموال بعد غسلها محليا وإقليميا ودوليا(). ومع بدء أموال إعادة التعمير الدولية بالتدفق إلى المناطق المحررة، تعتبر إمكانية إساءة استخدام الاستثمارات في الاقتصاد المحلي، ولا سيما في الأعمال التجارية مثل شركات البناء، مصدر قلق شديد.
ولا يزال تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن أضعف من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية (QDe.129). وهو يحتفظ بوجود له في المناطق الوسطى والجنوبية من اليمن، ويواصل التجنيد بهمَّة في البلد استنادا إلى تقارير الدول الأعضاء. وتنشط خلاياه في محافظتي عدن والبيضاء، حيث نفذ التنظيم عددا من الهجمات الإرهابية والاغتيالات ضد مسؤولين يمنيين، بالإضافة إلى هجوم بواسطة جهاز متفجر مرتجل محمول على مركبة استهدف وزارة المالية في عدن. ويواصل تنظيم الدولة الإسلامية محاولة إنشاء معسكرات تدريب في اليمن. وقد استهدفت الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب تلك المعسكرات في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٧. ويواصل التنظيم حث مقاتليه على عدم الانشقاق والانتقال إلى جماعات أخرى وينشر بانتظام أشرطة فيديو ومقالات وصورا دعائية تهدف إلى الحفاظ على تماسك التنظيم. وكثيرا ما تنتقد هذه المواد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي أعلن انشقاق عدد من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في منابره الإعلامية.
ويواصل تنظيم الدولة الإسلامية أيضا استهداف المنطقة الأوسع نطاقا. ووفقا للدول الأعضاء، فقد استغل التحديات الأمنية السائدة في اليمن للتخطيط والتوجيه والتحريض وتوظيف الموارد وتجنيد الأفراد لشن هجمات ضد دول المنطقة. وفي أيلول/سبتمبر ٢٠١٧، أحبطت المملكة العربية السعودية محاولات هذا التنظيم الهجوم على مقرين تابعين لوزارة الدفاع في الرياض.

2 -أفريقيا

أعربت الدول الأعضاء عن القلق بسبب صمود الجناحين المستقلين لتنظيم الدولة الإسلامية الناشطين في مصر. فالجماعة المنتسبة إلى التنظيم الأكثر ترسخا في شبه جزيرة سيناء، هي أنصار بيت المقدس، التي أعلنت ولاءها لأبي بكر البغدادي() في تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٤. ولقد استولت هذه الجماعة على مبالغ نقدية في تشرين الأول/أكتوبر ٢٠١٧ أثناء عملية السطو على أحد المصارف في العريش، شمال سيناء، وهي المحافظة التي توجد فيها هذه الجماعة حاليا. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر ٢٠١٧، استهدفت الجماعة مسجدا في قرية الروضة المجاورة، وقد أسفر هذا الهجوم عن مقتل أكثر من ٣٠٠ من المصلين.
وفي بقية أنحاء مصر، كانت خلايا المتعاطفين مع تنظيم الدولة الإسلامية أيضا مسؤولة عن سلسلة من الهجمات ضد طائفة المسيحيين الأقباط(). ووفقا لما ذكرته إحدى الدول الأعضاء، أُلقي القبض على عدة أفراد متهمين بالتورط في الهجمات. وتضم هذه الخلايا أعضاء أقل من جماعة أنصار بيت المقدس، وهي أقل تنظيما. وهذه الخلايا تتعاون، ولكن جماعة أنصار بيت المقدس لا تسيطر على نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في قلب الأراضي المصرية(). وهناك حركة تبادل بين فرعي تنظيم الدولة الإسلامية في مصر وتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا عبر الحدود الصحراوية، وأحد كبار أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية من ليبيا هو عضو في مجلس شورى جماعة أنصار بيت المقدس.
وأشارت الدول الأعضاء إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال عازما على إعادة بناء قدراته في ليبيا. وقد جرى تعزيز عدد عناصره في العديد من المواقع بالمقاتلين الذين نقلوا من جنوب ليبيا والمقاتلين الإرهابيين الأجانب العائدين أو المنتقلين من العراق والجمهورية العربية السورية. وعلى الرغم من أن حدة تهديده قد تراجعت عموما، فهو يواصل التخطيط لهجمات متفرقة في ليبيا وتنفيذها لإثبات استمرار قدراته للمتعاطفين معه.
ولقد أفيد أن الجماعات الأخرى المنتسبة لتنظيم الدولة الإسلامية في أفريقيا أرسلت مقاتلين إلى ليبيا لدعم خلايا التنظيم الموجودة في هذا البلد وكسب تعاونها(). وبينت الدول الأعضاء أن هذا الأمر يتعلق، على وجه الخصوص، بتدريب المقاتلين وتوريد الأسلحة وتقديم الدعم اللوجستي. وتحتفظ جماعة بوكو حرام() أيضا بخلايا صغيرة داخل ليبيا(). وأعربت الدول الأعضاء عن قلقها إزاء الانتقال المحتمل لعناصر بوكو حرام إلى دول أخرى في المنطقة عبر حدود ليبيا الغربية والجنوبية – الشرقية.
ولتوليد الدخل، يقوم تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بأعمال ابتزاز من خلال إقامة الحواجز على الطرق ونقاط التفتيش المتنقلة(). كما يواصل فرض ”ضريبة“ على شبكات تهريب البشر والاتجار بهم، وإن لم يكن من الواضح إذا كان يسيطر على الشبكات نفسها.
وأشارت الدول الأعضاء إلى أن التهديد الذي تشكله الجماعات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا يواصل الانتشار في مالي والدول المجاورة. ووفقا لما ذكرته إحدى الدول الأعضاء، لا يزال فصيل جماعة ”المرابطون“ (QDe.141) الموالي لتنظيم الدولة الإسلامية (S/2017/35، الفقرتان ٤٣ و 44)() يشكل تهديدا في مالي والنيجر. وينشط كل من جماعة بوكو حرام وتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا في مناطق منفصلة، ولا توجد تقارير عن خلاف بينهما وفقا للدول الأعضاء. ويشكل تزايد استخدام جماعة بوكو حرام للمفجرين الانتحاريين شاغلا رئيسيا للدول الأعضاء.
وفي غرب أفريقيا، تمول الجماعات الإرهابية نفسها باستخدام الاختطاف طلباً للفدية والسرقة وابتزاز الأموال. وأشارت الدول الأعضاء إلى أن فرض ”ضريبة“ على عبور المخدرات والأشخاص والسلع من جانب الجماعات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية يؤدي أيضا إلى زيادة مداخيلها(). ولا يزال استمرار تحركات المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر المنطقة مصدر قلق للدول الأعضاء. وبالإضافة إلى ذلك، تفيد التقارير بأن بعض المقاتلين يحوّلون ولاءاتهم من مجموعة إلى أخرى لتحسين حالتهم الاقتصادية.
وفي شرق أفريقيا، تعتبر حركة الشباب المنتسبة لتنظيم القاعدة أكثر نشاطا من الجماعات الناشئة المنتسبة لتنظيم الدولة الإسلامية في بونتلاند وجنوب الصومال. وتفيد الدول الأعضاء بأن تنظيم الدولة الإسلامية، على الرغم من أنه لا يزال ضعيفا، قد أنشأ خلايا سرية في بعض المناطق. وتتولى القيادة المركزية في بونتلاند التحكم بهذه الخلايا وتوجيهها. ويواصل تنظيم الدولة الإسلامية التجنيد عن طريق الميسِّرين الموجودين في بلدان أوروبية وفي ليبيا والصومال.
ولقد أسهمت عدة عوامل في الحد من توسع تنظيم الدولة الإسلامية وأنشطته في شرق أفريقيا خلال عام ٢٠١٧. وقدرت الدول الأعضاء بأن الشيخ عبد القادر مؤمن (غير مدرج في القائمة) ومرؤوسيه يخوضون صراعا على السلطة، مما أدى إلى شلِّ أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة. ومنذ صدور التقرير السابق، لم يصدر مؤمن أي تعليمات للمقاتلين الذين يعملون تحت إمرته بشن هجمات لأنه غير قادر على تفويض المسؤوليات إلى نوابه، ولا يزال التنافس بين حركة الشباب والجماعات المنتسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية يقوض نفوذه. وحركة الشباب عاقدة العزم على كفالة ألا تدع تنظيم الدولة الإسلامية يحجب وجودها في الصومال. وعلاوة على ذلك، تواصل سلطات بونتلاند تضييق الخناق على تنظيم الدولة الإسلامية والحد من تأثيره وعملياته.
ويواصل تنظيم الدولة الإسلامية في اليمن توفير الدعم المادي والتدريب لتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال، رغم أن هذا الدعم محدود ولا يمكن أن يُعوَّل عليه(). وترى الدول الأعضاء أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يعد يستطيع بالتالي دفع مرتبات لمقاتليه بالمستويات السابقة. وكما فعلت حركة الشباب، شرع تنظيم الدولة الإسلامية في جمع الإيرادات من السكان المحليين. ومن المرجح أن يؤدي هذا التطور إلى مواصلة تأجيج النزاع بين الجماعتين في إطار تنافسهما على السيطرة على الموارد في مناطق عملياتهما. ويواصل مقاتلو حركة الشباب السابقون الذين انتقلوا إلى اليمن تيسير سفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب والسعاة والأفراد الذين يؤدون مهام لوجستية بين الصومال واليمن().
وتوفر شبكات الاتجار بالبشر وتهريبهم الناشطة في المنطقة خدمات سرية إلى وجهات مختلفة، بما في ذلك إلى ليبيا(). ومن المرجح أن يستخدم هذه الشبكات المقاتلون الإرهابيون الأجانب العائدون أو المنتقلون الذين يفضلون استخدام الطرق المتقطعة وتجنب السفر عبر المدن، ويختارون بدلا من ذلك السفر عبر المناطق النائية لئلا تكتشف هويتهم. وأبلغت بعض الدول الأعضاء أنها ألقت القبض على مقاتلين إرهابيين أجانب في طريقهم إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وذكرت الدول الأعضاء أيضا أنها تلقي القبض بانتظام على مجموعات من العائدين التي تتكون من أسر مقاتلين إرهابيين أجانب يعتقد أنهم قضوا أثناء المشاركة في القتال في ليبيا.

3 – أوروبا

يواصل تنظيم الدولة الإسلامية التحفيز على تنفيذ الهجمات وإلهامها في أوروبا، ولا تزال المنطقة تتصدر قائمة أولويات التنظيم(). ويقوم المقاتلون الإرهابيون الأجانب على نحو متزايد باستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأتباع في أوروبا ودعم خططهم لتنفيذ هجمات. ويعتبر نشر المنهجيات والإرشادات المتعلقة بالهجمات الإرهابية والتصاميم المستخدمة في صنع الأجهزة المتفجرة المرتجلة عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تحديا أمنيا رئيسيا للدول الأعضاء.
وتفيد الدول الأعضاء باستمرار الصلات القائمة بين مناصري تنظيم الدولة الإسلامية الموجودين في أوروبا (ومن بينهم ميسرو تنظيم القاعدة) والمقاتلين الإرهابيين الأجانب الموجودين في مناطق النزاع وأماكن أخرى. ولقد أثبتت الهجمات التي نفذت في إسبانيا في آب/أغسطس ٢٠١٧ الأثر المحتمل لهذه الصلات العابرة للحدود الوطنية(). غير أنه لم يسافر، خلال الفترة المشمولة بالتقرير، سوى عدد قليل من المقاتلين الإرهابيين الأجانب من أوروبا المجندين حديثا إلى مناطق النزاع وتباطأ تدفق العائدين(). وأشارت الدول الأعضاء إلى أن العائدين قد يعززون القدرات الإرهابية، ولا سيما مهارات صنع القنابل، للشبكات المحلية والأفراد، ومن بينهم ”المسافرون الذين أحبطت محاولات سفرهم“.

4 – وسط وجنوب آسيا

لقد توقف تقريبا سفر المقاتلين الإرهابيين الأجانب من وسط وجنوب آسيا إلى العراق والجمهورية العربية السورية. غير أنه خلال العامين الماضيين، ضلع المنتقلون من المقاتلين الإرهابيين الأجانب القادمين من وسط آسيا في هجمات إرهابية في أوروبا والاتحاد الروسي وتركيا. ولا يزال القلق يساور الدول الأعضاء لأن العائدين قد يتسببون بتفاقم خطر الإرهاب في هذه المنطقة.
وعلى الرغم من أن العمليات العسكرية الأفغانية والدولية زادت من إضعاف تنظيم الدولة الإسلامية، لا يزال التنظيم في أفغانستان يشن ُّهجمات شرسة، لا سيما في كابل. وعموما، يتحكم التنظيم بعدد يتراوح بين ٠٠٠ ١ و ٠٠٠ ٤ من المقاتلين في أفغانستان، من بينهم أعضاء سابقون في حركة طالبان باكستان (QDe.132)، والحركة الإسلامية لأوزبكستان (QDe.010)، ومقاتلون من خارج المنطقة المباشرة، فضلا عن منشقين عن حركة طالبان الأفغانية. وأعربت بعض الدول الأعضاء عن القلق من أن وجود المقاتلين الأوزبك والطاجيك في شمال أفغانستان يحتمل أن يؤدي مع مرور الوقت إلى تشكيل تنظيم الدولية الإسلامية لتهديد في آسيا الوسطى.
ولقد تلقى تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان بعض الأموال من تنظيم الدولة الإسلامية الأم، إلا أنه يدرك أن التمويل قد لا يستمر؛ وقد شُجّع على أن يزيد قدرته على الاكتفاء الذاتي. وهو يفتقر حاليا إلى مصادر إيرادات داخلية كبيرة وسيجاهد للبقاء دون دعم من تنظيم الدولة الإسلامية الأم. وقد حصل التنظيم على بعض الأموال عن طريق الابتزاز ومن عائدات الإنتاج الزراعي في مقاطعة ننكرهار وإنتاج الأخشاب، ومن الاختطاف طلبا للفدية. وليس هناك ما يدل على ضلوعه في تجارة المخدرات.
وفي باكستان، سعت العمليات العسكرية التي نفذت في المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية لحرمان تنظيم الدولة الإسلامية من فرصة إنشاء هيكل تنظيمي(). وتنفذ الهجمات الإرهابية التي يدعي تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها أساسا على يد أعضاء الجماعات المحلية مع التخطيط والدعم عبر الحدود من جانب تنظيم الدولة الإسلامية().

5 – جنوب شرق آسيا

خلال الفترة المشمولة بالتقرير، عانت الجماعات المنتسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية من نكسات كبيرة في جنوب شرق آسيا، ولا سيما خسارة مدينة مراوي في جنوب الفلبين. وجاءت خسارة مدينة مراوي بعد خمسة أشهر من حرب المدن الشرسة وأدت إلى مقتل إسنيلون توتوني هابيلون (QDi.204) ”أمير“ تنظيم الدولة الإسلامية في شرق آسيا، والأخوين ماوتي، والناشط الماليزي المؤثر محمود أحمد.
ومع ذلك، فإن التهديد لا يزال قائما، وخسائر التنظيم في العراق والجمهورية العربية السورية قد تؤجج احتمال انتقال التهديد إلى جنوب شرق آسيا، مع تشتيت الأموال والمقاتلين من العراق والجمهورية العربية السورية(). ولقد شهدت المنطقة زيادة كبيرة في المخططات الإرهابية خلال السنتين الماضيتين. وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من توجيه ضربة كبيرة إلى طموحات التنظيم في المنطقة، يرى بعض الدول الأعضاء أن الحصار المطول على مدينة مراوي يمثل نصراً على المستوى الرمزي وفي مجال الدعاية لتنظيم الدولة الإسلامية، وقد يكون مصدر إلهام لمقاتلين آخرين.
ولقد يسَّر التمويل الذي قدَّمه تنظيم الدولة الإسلامية الأم حصار مدينة مراوي. وتلقت الجماعات الموجودة في جنوب الفلبين مئات الآلاف من الدولارات من تنظيم الدولة الإسلامية الأم، عبر بلد ثالث، قبل الحصار. وقد تكون الأحداث التي وقعت في مدينة مراوي أتاحت للجماعات المنتسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية أيضا الحصول على الأموال عن طريق نهب المصارف.
وفي إندونيسيا، لا تزال جماعة أنصار الدولةوجماعة أنصار الخلافة الشبكتين الرئيسيتين المرتبطتين بتنظيم الدولة الإسلامية. ولقد كرست الجماعتان وجودا لهما في عدد من المقاطعات. والزعيم الإيديولوجي لجماعة أنصار الدولة هو أمان عبد الرحمن (QDi.407)، أما جماعة أنصار الخلافة فيقودها أبو حسنى (غير مدرج في القائمة)، وهو سجين سابق كان عضوا رئيسيا في الجماعة الإسلامية (QDe.092). ولقد قامت جماعة أنصار الدولة حتى الآن بتنفيذ عدد أكبر من الهجمات، ولكن جماعة أنصار الخلافة تعتبر تهديدا متناميا.
وعلى مدى السنوات الأخيرة، أحبطت ماليزيا عدة مخططات، بما في ذلك مخططات موجهة انطلاقا من الجمهورية العربية السورية، وهجمات مستوحاة محليا، وهجمات نفذها أشخاص منفردون. وكان تفجير الملهى الليلي موفيدا (بتوجيه من تنظيم الدولة الإسلامية) الهجوم الناجح الوحيد (S/2017/35، الفقرة 60). وفي عام ٢٠١٧، عطلت ماليزيا خلايا تقوم بتجنيد المقاتلين الإرهابيين الأجانب للانضمام إلى القتال في جنوب الفلبين.


بتاريخ : 13/02/2018

أخبار مرتبطة

يؤكد الفيلسوف ميشيل فوكو أن عصر الأنوار «لم يجعل منا راشدين»، ظلك أن التهافت الأخلاقي للغرب ظل يعيش، إلى الآن،

نعود مجددا إلى «حياكة الزمن السياسي في المغرب، خيال الدولة في العصر النيوليبرالي»، هذا الكتاب السياسي الرفيع، الذي ألفه الباحث

  هناك خيط ناظم يتمثل في الربط الجدلي بين إشكالات النظام التعليمي والنظام السياسي     نظم المكتب الإقليمي للنقابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *