خلال الافتتاح الرسمي لفعاليات معرض الحضور المسيحي في المغرب بالمسجد الأعظم بسانت ايتيان.. إشادة فرنسية مغربية بإمارة المؤمنين الداعمة للحوار والتضامن في جو مطبوع بالصداقة مع معتنقي الديانات الأخرى

الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة سيدي محمد رفقي: معرض الحضور المسيحي في المغرب مبادرة استثنائية تكرس الأخوة الإنسانية والحوار

اعتبر مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة سيدي محمد رفقي، أن احتضان المسجد الأعظم محمد السادس لفعاليات معرض الحضور المسيحي في المغرب الدي ينظمه بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية وتعاون مع الكاتب والمصور فابريس فيرير، طريقة رمزية للمساهمة في تجسيد الحوار والثقافات بين مختلف الديانات.
وأوضح مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الذي كان يتحدث، يوم الأحد الماضي، أمام شخصيات مغربية وفرنسية يمثلون مؤسسات دينية، وأخرى من عالم الثقافة والإعلام والسياسة على رأسها عمدة المدينة ورئيس سانت ايتيان الكبرى غاييل بيرديو، أن معرض الحضور المسيحي في المغرب مبادرة استثنائية تكرس الأخوة الإنسانية والحوار، مجددا التأكيد أن الحضور المسيحي بالمغرب كان دائما جزءا من تقاليد المغرب في الانفتاح.
وفي سياق متصل، قال سيدي محمد رفقي إن الزيارة الأخيرة للبابا فرنسيس إلى المغرب بدعوة من أمير المؤمنين محمد السادس، هي بمثابة رسالة سلم كونية للإنسانية جمعاء، مشيرا إلى أن العيش وسط مجتمع يجمعنا في تاريخ مشترك كان دائما شاهدا على الغنى المتبادل، مبرزا أن إمارة المؤمنين التي يرمز إليها جلالة الملك محمد السادس تلخص كل هذا التناغم الكبير الذي يؤكد على الانفتاح على الديانات الأخرى.
وأشار سيدي محمد رفقي، الذي يشغل في ذات الآن منصب الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة أن المغرب يتمتع بـ 12 قرنا من إسلام سلمي كان له الأثر الكبير على مجموع الإنسانية، موضحا أن إمارة المؤمنين، التي مكنت المغرب من خلق الأمن الروحي، التسامح، الحوار الثقافي والتضامن، كما تشكل واحدة من أبرز المميزات التي تتميز بها هُويتنا الإسلامية التي تجمع بين الحق الإلهي والحق الإنساني الملموس، بمثابة الضامن لكل فرد لممارسة حقوقه الدينية في مجتمع يتميز بالسلم الروحي والسكينة والطمأنينة التي تسكن القلوب.
وأضاف مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أنه في جميع الأوقات حققت الديانات والثقافات والحضارات تطورا وتم إغناؤها من أجل الحوار والتبادل بين الثقافات وتلاقحها مع مشارب أخرى، مما مكنها من الولوج إلى معرفة جدية وفهم جيد للعالم، مؤكدا في السياق ذاته أن الحوار هو بمثابة الإجابة الجماعية لكل الأديان عن كل النزاعات والعنف، خاصة إذا كانت مستوحاة من اللاتسامح والتشدد، مبرزا أن الحوار هو الرد الأحسن والملائم ضد العدو الأول للإنسانية.
وأشار مستشار وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى تقاسم قيم أساسية نابعة من كوننا ومن أسس الإنسانية ذاتها، وكذا من ذات الإرث الروحي، وأن تقاليدنا الروحية تنهل من ذات المنبع الإلهي، موضحا أن ما يقربها هو أكثر أهمية مما يفرق بينها، موضحا أن التعرف على النقط المشتركة بيننا، وأصولنا المشتركة، من شأنه أن يمكننا من قبول الاختلافات والتباينات، مضيفا أن الثقافة الدينية والدنيوية تتقاسم نفس الأسس التي تدعم التبادل واحترام الآخر، والتسامح الذي يعني الاحترام الحقيقي والقبول الكامل بالآخر، وخلص سيدي محمد رفقي إلى أن المغرب، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين محمد السادس، عمل دائما من أجل دعم الحوار والتضامن وكذا العمل في جو مطبوع بالصداقة مع معتنقي الديانات الأخرى، حتى لا تتمكن آفة الحقد والمعاناة من أن تدمر الأمل في أن يعيش أطفالنا والأجيال الجديدة في عالم سليم يسوده السلم والأخوة.

الكاتب العام للتعليم الكاثوليكي بالمغرب٬ الأب مارك بوكرو: أزيد من 90 في المئة من تلامذة المدارس الكاثوليكية مغاربة مسلمون ونصف مدراء هذه المدارس مغاربة مسلمون أيضا

من جانبه، أكد الكاتب العام للتعليم الكاثوليكي بالمغرب٬ الأب مارك بوكرو، الذي كان يتحدث باسم رئيس أساقفة الرباط المطران كريستوبال لوبيز روميرو، الذي عين بداية شهر شتنبر كاردينالا من طرف البابا فرنسيس، أن الكنيسة الكاثوليكية في المغرب تحاول أن تساهم في خدمة تطور البلد من خلال دورها التعليمي، مشيرا إلى أن أزيد من 90 في المئة من تلامذة المدارس الكاثوليكية مغاربة مسلمون وأن نصف مدراء هذه المدارس مغاربة مسلمون أيضا، وأشار الأب مارك بوكرو أن الهيئة التعليمية، مسيحيون ومسلمون، تشتغل من أجل مهمة تعليمية في خدمة الطفل المغربي من خلال منهاج تعليمي أعد بشكل مشترك، في ظل شبكة مدارس ترنو الانخراط في دينامية تعليمية تجعل الأطفال، الذين هم جميعا أبناء آدم وحواء، يرتعون في ظل إنسانية ذات أبعاد جديدة، في مجتمع يستوعب الإسلام والمسيحية واليهودية تجسيدا للعيش المشترك واللقاء بالآخر في جو التسامح والتضامن والحوار.
وأضاف المتحدث باسم رئيس أساقفة الرباط الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، أن هذه المبادئ جسدها خطاب جلالة الملك محمد السادس خلال زيارة البابا فرنسيس إلى المغرب في مارس المنصرم، مما يفرض على الجميع التقدم في ظل السياق نفسه، من أجل إنسانية ببعد جديد، تحترم الاختلافات، ومنفتحة على الحوار من أجل حياة يعمها الإخاء.

غاييل بيردريو عمدة مدينة سانت ايتيان: تنظيم معرض حول الحضور المسيحي في المغرب ينخرط في دينامية الحوار الدائم بين الثقافات

من جانبه، شدد غاييل بيردريو، عمدة مدينة سانت ايتيان ورئيس سانت ايتيان الكبرى، على تواصل الحوار بين الأديان في المغرب، مستعرضا المراحل التاريخية للحضور المسيحي في المغرب، مشيرا إلى زيارة البابا فرنسيس الأخيرة إلى المغرب بدعوة من أمير المؤمنين محمد السادس ومستحضرا المكانة التاريخية لزيارة البابا جون بول إلى المغرب سنة 1985 بدعوة من المغفور له الحسن الثاني.
واعتبر أن تنظيم معرض حول الحضور المسيحي في المغرب ينخرط في دينامية الحوار الدائم لأجل فهم أحسن وتقاسم، جميعا، لموروث تاريخي يمتزج فيه الديني والثقافي، في احترام تام لقيم العلمانية ومبادئ الجمهورية الفرنسية.
وثمن عمدة مدينة سانت ايتيان مبادرة عميد المسجد الأعظم محمد السادس بسانت ايتيان العربي مرشيش، كونها مبادرة تمكن من مواصلة التبادل ونقل الثقافة والانفتاح على الآخر، مبرزا أن تحقيق مشروع المركز الثقافي من شأنه أن يعزز هذه الجهود.

رئيس اتحاد مساجد فرنسا محمد الموساوي: إمارة المؤمنين تضمن الحرية والمساواة بين كل المواطنين

بدوره جدد رئيس اتحاد مساجد فرنسا محمد الموساوي، التذكير بمبادرة تنظيم المسجد الأعظم محمد السادس بسانت ايتيان لفعاليات معرض فوتوغرافي حول العيش المشترك، عرضت فيه عشرات الأعمال الفوتوغرافية لمظاهرالعيش المشترك بين اليهود والمسلمين في المغرب منذ عقود، التي مكنت من استخلاص دروس تؤكد أن التعددية الدينية واقع.
وأوضح رئيس اتحاد مساجد فرنسا، أن هذه التعددية الدينية التي يعيشها المغرب، تتأسس على مبدأ بالغ الأهمية ويتعلق الأمر بإمارة المؤمنين، التي وضعت الحقل الديني في مأمن عن كل ما هو سياسي، مشيرا، في ذات الآن، إلى أن من أهداف مبدأ العلمانية حرية الدين والمساواة، بمعنى أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون بغض النظر عن انتمائهم الديني، الذي من أجل تحقيقهما، أي الحرية والمساواة، تبنت الدولة الفرنسية مبدأ الحياد مما يضمن عدم تفضيلها لديانة ضد أخرى.
وأشار محمد الموساوي في هذا السياق إلى أن إمارة المؤمنين تضمن الحرية والمساواة بين كل المواطنين، موضحا أنه في فرنسا هناك الآلاف من المتدينين الذين يتوجهون إلى دور العبادة، وأن الجاليات الدينية تبني دور عبادتها بكل حرية، وهو مصدر مفخرة لفرنسا، مؤكدا أن مبدأ الأخوية الذي هو أحد أسس الجمهورية الفرنسية يجعل الحرية الدينية والمساواة في ممارستهما يتناغمان ويتعايشان في ظل الفسيفساء المجتمعية التي تضم أطيافا متعددة ومختلفة، مبرزا أن مشاريع عديدة لبناء المساجد في فرنسا دعمها المعتنقون للديانة المسيحية، من بينها أساسا المسجد الكبير في ستراسبورغ، كما أن عددا من الكنائس وفرت في بداية الحضور الإسلامي في فرنسا للمسلمين أمكنة لإقامة الصلوات الخمس.

رئيس أساقفة مدينة سانت ايتيان المطران سلفان باطاي: المسلمون والمسيحيون يتقاسمون قيما إيجابية يمكن الاعتماد عليها لأجل تمثين الحوار وتعزيزه لتذليل العقبات

وبدوره، ثمن رئيس أساقفة مدينة سانت ايتيان المطران سلفان باطاي تنظيم المسجد الأعظم محمد السادس معرضا حول الحضور المسيحي بالمغرب، الذي اعتبره صفحة من تاريخ العلاقة بين المسلمين والمسيحيين مطبوعة أساسا بمراحل مضيئة ومفعمة بالتضامن والإثراء المتبادل والتعاون والاحترام، مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين يتقاسمون قيما إيجابية يمكن الاعتماد عليها بهدف تمثين الحوار وتعزيزه لتذليل العقبات.
وأشار إلى الحضور المسيحي في المغرب المتجذر في ظل بلد إسلامي، والذي يلاحظ اليوم من جديد من خلال المسيحيين المنحدرين من دول جنوب الصحراء الذين هاجروا للاستقرار في المغرب، في ظل دعم جلالة الملك محمد السادس، مبرزا مظاهر التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مدينة سانت ايتيان، وما متابعة أبناء المسلمين الدراسة في مدارس كاثوليكية إلا خير دليل على ذلك.
مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية محمد الفران: المغرب جعل من التسامح الديني والعيش المشترك اختيارا لا رجعة فيه

وقال مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية محمد الفران إن المغرب جعل من التسامح الديني والعيش المشترك اختيارا لا رجعة فيه منذ 12 قرنا، مؤكدا أن التعايش بين الديانات واقع يومي يشهد عليه، في عدد من المدن المغربية، تواجد المساجد إلى جانب الكنيسة والكنيس، موضحا أنه أمر لا يمكن أن يتحقق إلا بفضل إمارة المؤمنين التي لعبت دورا أساسيا لكي يكون المغرب من بين البلدان القليلة حيث الجميع يعيش في سلم واحترام وعدالة.
وأوضح مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أن المغرب يمثل عبر التاريخ نموذجا فريدا في التعايش والتسامح والتفاعل بين المسلمين والمعتنقين للديانات السماوية الأخرى، مبرزا أن المغرب كان دائما بلدا سباقا للحوار بين الأديان، في ظل إمارة المؤمنين التي تلعب دورا أساسيا في محاربة التطرف والتشدد الديني في المغرب، وخلص إلى أن تنظيم معرض حول الحضور المسيحي في المغرب الذي ستحتضنه جنبات المكتبة الوطنية شهر دجنبر المقبل، ينخرط ضمن أفق الانفتاح والحوار بين الثفافات والأديان في رحاب المسجد الأعظم محمد السادس بسانت ايتيان.

يوسف عفيف مدير الشؤون الثقافية للمسجد الأعظم محمد السادس: سانت ايتيان، مدينة الفن والتاريخ، تستحق أن تحتضن مركزا ثقافيا دوره نشر قيم التعدد والعيش المشترك

وفي تدخله، قال يوسف عفيف، مدير الشؤون الثقافية للمسجد الأعظم محمد السادس، إن سانت ايتيان، مدينة الفن والتاريخ، تستحق أن تحتضن مركزا ثقافيا دوره نشر قيم التعدد والعيش المشترك، مشددا على ضرورة تظافر الجهود من أجل تحقيق هذا المشروع الثقافي في تعاون وثيق بين كل الفاعلين والمتدخلين المحليين بشكل يحترم قيم الجمهورية الفرنسية.
وأشار يوسف عفيف، إلى أن عميد المسجد الأعظم محمد السادس بسانت ايتيان العربي مرشيش يبذل كل الجهد من أجل تحقيق الأمل في أن يكون لكل ساكنة سانت ايتيان مركز ثقافي إلى جانب المسجد الذي أصبح معلمة تاريخية مواطنة في المدينة، مشيرا إلى أن المغرب منخرط بشكل قوي في تقديم كل الدعم لتحقيق هذا المشروع ليكون رافعة للحوار بين الثقافات والأديان، وهو ما يجسده اليوم هذا المعرض.`

عامل منطقة «لا لوار» ريشارد ايفانس: تنظيم هذا المعرض مناسبة للتعرف على موروث تعددي للمغرب كبلد تجمعه بفرنسا علاقة متينة وعميقة في الزمن

وثمن عامل منطقة «لا لوار» ريشارد ايفانس مبادرة عميد المسجد الأعظم محمد السادس بسانت ايتيان، العربي مرشيش، تنظيم هذا المعرض الذي اعتبره مناسبة للتعرف على موروث تعددي للمغرب كبلد تجمعه بفرنسا علاقة متينة وعميقة في الزمن، مشيرا إلى أن المشترك بيننا هوالحضارة التي يجب الحرض على الحفاظ عليها، وقال إن التبادل الذي يفرض الإنصات والحوار والتسامح، لابد أن يتواصل من خلال تبادل اقتصادي وثقافي وسياسي.

 


الكاتب : سانت ايتيان : يوسف هناني

  

بتاريخ : 28/09/2019