داخل منظومة التربية والتكوين : الفريق التربوي.. من دعامات منصة الإصلاح الدائمة

 

تعترض مهمة التدريس العديد من الإكراهات التي يتطلب الأمر التغلب عليها وإيجاد الحلول لها ، وذلك باعتماد إحدى الصيغتين :الصيغة الفردية التي يتبناها الأساتذة داخل فصولهم الدراسية انطلاقا من رصد الحالات وتشخيصها والتعامل معها وفق بحث في المراجع المتاحة واستشارات مع الزملاء ، أو وفق اجتهادات شخصية فردية قوامها ما تمت مراكمته من خبرة وتجربة ، أو بالصيغة الجماعية ضمن هيكلة مؤسساتية ذات إطار عملياتي تشتغل وفق رزنامة محددة الغايات والالتزامات ، ولها برنامج عمل يتم بناؤه سنويا وعلى أساسه يتم الاشتغال ..
وهذه الصيغة الثانية هي ما يصطلح عليها بــ «الفريق التربوي» الذي يتشكل من أساتذة المستوى الواحد، الذي يكون فيه الأستاذ الواحد للمستوى مثل المستويين الأول والثاني من التعليم الابتدائي ، أو من أساتذة المادة الدراسية حسب كل مستوى تعليمي داخل المؤسسة التربوية الواحدة بالنسبة لباقي المستويات ، ويشتغل بتنسيق مع مدير المؤسسة وتحت إشراف مفتش المقاطعة التربوية الذي يقترح موضوع التداول بناء على ما يرصده من ظواهر أو قصور في تحقيق النتائج المتوخاة على مستوى أهدافها المسطرة ، ويعمل في ما بعد على صياغة التقارير التركيبية التي تشكل بدورها نواة التداول ما بين مفتشي المادة إقليميا في أفق إنتاج تقرير تركيبي إقليمي يوجه للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ذات المجال الترابي ، والتي بدورها يجتمع فيها المنسقون الجهويون لتجميع ودراسة التقارير الإقليمية ومن ثم استخلاص التقرير الجهوي الذي يأخذ منحيين اثنين : أحدهما ما يمكن اتخاذه من إجراءات عملية على صعيد الجهة ، وثانيهما ما يمكن رفعه إلى السلطات المركزية التي لها أيضا فريق تربوي مركزي يبت في ما له صبغة وطنية ..
وبالعودة إلى الفريق التربوي المحلي، فإن منهجية اشتغاله بعد تلقيه موضوع الاجتماع تتركز على ثلاثة جوانب: الصعوبات والإكراهات المرصودة ، وذلك من خلال تشخيصها وتحديد أسبابها ومسببات ظهورها وكذلك امتداداتها ، وثانيا الحلول والمبادرات المتخذة للتعاطي والتعامل معها، وثالثا الاقتراحات التي تمكن من تجاوزها، سواء على مستوى المنهاج الدراسي أو الوسائل الديداكتيكية والمعينات التربوية أو طرق وتقنيات التدريس الممكن اعتمادها وانتهاجها …
إن الفريق التربوي أداة للتخطيط التربوي يقوم على استحضار البيئة والوسط المدرسي والموارد المادية والبشرية المتاحة ، ويبني استنتاجاته وتصوراته التي تروم تدبير الزمن المدرسي والمرونة المطلوبة في التعامل مع المنهاج الدراسي بما يكفل نجاعة تبليغ كل مضامينه داخل الغلاف الزمني المخصص، والبحث عن توفير وسائل الإيضاح التي تساهم في تقريب المفاهيم الدراسية إلى جانب عناصر المناولة والتجريب ، وسبل التعامل مع الفوارق الفردية ما بين المتعلمين والأقسام ذات المستويات المتعددة ضمن إجراءات عملية لتحقيق الأهداف المتوخاة …
ومن كل ما ذكر ، يتبين أن الفريق التربوي منصة دائمة للإصلاح تعمل عن قرب لصيق بكل الوضعيات والظواهر والإكراهات وعلى مدار السنة ، وتنتج منتوجا تقييميا وتقويميا يساعد على تثبيت دعائم المنهج التربوي السليم وعلى تقوية وتعزيز المسارات وأيضا على الارتقاء بكل الجوانب التي تمس مباشرة الفئات المستهدفة من العملية التربوية التعليمية .


الكاتب : عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 20/01/2020