تحتضن مدينة سطات في الفترة من 22 إلى 24 نونبر الجاري النسخة الثامنة من مهرجان لوتار، دورة الفنان الشعبي الراحل قشبال، والتي ستتميز بتكريم الفنان الشعبي زروال، رفيق درب قشبال، وكذا الشيخ عابدين الزرهوني أحد شيوخ هذه الالة الوترية التراثية على الصعيد الوطني.
وينظم المهرجان ،الذي ستقام فعالياته بالمركز الثقافي لمدينة سطات، من قبل جمعية المغرب العميق لحماية التراث بدعم من وزارة الثقافة والاتصال وجهة الدارالبيضاء – سطات، والمجلس الاقليمي للمدينة.
وأفاد بلاغ لجمعية المغرب العميق لحماية التراث بأن تنظيم هذا المهرجان يأتي»لضمان تفاعل ايجابي لأجيالنا مع هويتهم الإبداعية والفنية والثقافية، تفاعل يقي أجيالنا الصاعدة آفة الانسلاخ عن أصولهم وجذورهم الحقيقة والحيوية من جهة، وتحصينهم من التطرف والغلو عند استحضار هذه الأصول والجذور، والقدرة على التمثل الواعي بحقيقة التراث الفكري والروحي والحضاري الذي ورثوه عن أسلافهم» .
كما يأتي المهرجان لرد الاعتبار للتراث الثقافي اللامادي وتأصيل آلة لوتار في الموروث الثقافي والفني المغربي، الذي جعل منها أرضية تأسست عليها فكرة تنظيم هذا الملتقى السنوي للاحتفاء بآلة لوتار وروادها الذين ساهموا على مدى عقود في تطويرها كما حرصوا على المحافظة على تراثنا المغربي المتميز بتنوع أشكاله.
ونقل البلاغ عن رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث ومدير المهرجان عبد الله الشخص قوله «إنه نظرا لمحورية آلة لوتار في الفرجة الموسيقية الرعوية المغربية، فقد أصبحت تفرض نفسها على كل من يهتم بالتراث الموسيقي الوطني ويجعل منها أهمية ثقافية لتتبوأ مكانتها الحقيقية وحقها الطبيعي في الاهتمام والاحتفاء بها بروادها، سيما وأنها لم نستوف حقها من الاهتمام كمثيلتها من الآلات الموسيقية والأنماط الموسيقية الأخرى التي نالت حظا وافرا من الاهتمام والاحتفاء بها.»
في هذا السياق- يضيف رئيس الجمعية- «تبلورت عندنا فكرة تنظيم مهرجانا تراثيا وثقافيا يتمحور حول موضوع آلة لوتار، نبتغي به ومن خلاله، بعث هذا التراث الموسيقي والاحتفاء برواده ومبدعيه ماضيا وحاضرا وتوفير ظروف التكوين والمنافسة بين الممارسين من محترفين وهواة من الشباب بالإضافة إلى جعل هذا المهرجان صلة وصل وملتقى فعاليات فنية وثقافية وأكاديمية من كل المشارب محليا وجهويا وطنيا وحتى دوليا تلتقي على بعث هذا التراث الفني الوطني وجعله قابلا للتطوير والبحث الثقافي والانتشار».
وأبرز أن الجمعية تسعى ليكون المهرجان مناسبة سانحة لإحقاق حق الفنانين الممارسين في التكريم والاحتفاء بهم ورد الاعتبار لهم كذاكرة فنية تجشمت وجع المحافظة والمكابدة العاشقة لهذا التراث الوطني بعصامية،»محرومين من أي دعم أو اهتمام يسند مسيرة ممارستهم إلا من عشق لهذه الآلة وإصرار على تطوير إبداع فني وطني حيث ساهموا في تأثيث ذاكرة فنية وطنية».
وستشهد النسخة الثامنة من مهرجان لوتار مجموعة من الفقرات المتنوعة التي تتوزع بين الطرب الشعبي المغربي والفكاهة علاوة على تنظيم ندوة حول موضوع»الثنائيات الفنية في العرض الغناء الشعبي الرعوي .. قشبال وزروال وقرزاز ومحراش نموذجا»، وتوقيع كتاب «بلاغة اللغة الدارجة وآفاق التأويل» للباحث مصطفى بن سلطانة.