ديلي بيست: هل أصبحت أمريكا تقاتل في صف حزب الله؟

نشر موقع «ديلي بيست» تقريرا للكاتب أليكس باول، يقول فيه إن أحداث عرسال الأخيرة كشفت أن التنظيم اللبناني المدعوم من لبنان، حزب الله، استطاع جر الولايات المتحدة إلى حربه مع التنظيمات الجهادية العاملة في سوريا، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تنفي العمل مع الحزب اللبناني، إلا أن الحقائق على الأرض تثبت العكس.
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة تدخلت في فترات متقطعة في لبنان، منذ وصول قوات المارينز إلى الشواطئ اللبنانية عام 1958؛ للتدخل في الأزمة السياسية في ذلك الوقت، مستدركا بأنها لم تصل إلى درجة التعاون، أو ضم قواتها مع تنظيم مصنف لديها على أنه حركة إرهابية، وتتهمه بالهجوم على ثكنات المارينز في بيروت في تشرين الأول/ أكتوبر 1983، الذي قتل فيه 241 جنديا.
ويقول الكاتب إن التعاون الفعلي مع حزب الله هو ما يجري اليوم، حيث أكدت وزارة الدفاع أن قواتها الخاصة تقدم الدعم للجيش اللبناني في العملية الأخيرة في المناطق الجبلية على الحدود مع سوريا، ورغم عدم مشاركة القوات الخاصة مباشرة في المعركة، إلا أن العمليات التي يخوضها الجيش البناني ذاتها يتم التنسيق فيها بين حزب الله والنظام السوري.
ويلفت الموقع إلى أن المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون، قلل من أهمية الوضع، رغم عدم ارتياحه له، مؤكدا أن قوات العمليات الخاصة موجودة في لبنان منذ عام 2011، حيث تقوم بالتدريب وتقديم النصح والدعم للجيش اللبناني، الذي تلقى منذ عام 2006 دعما بـ1.5 مليار دولار كمساعدات من المؤسسة العسكرية الأمريكية، وكان الهدف الرئيسي وراء دعم الجيش هو مواجهة تأثير حزب الله، وقال باهون: «لو تلقينا أدلة قوية حول وجود عمل موحد بين القوات اللبنانية وحزب الله فإننا سنقوم بتحقيق جاد ونعبر عن قلقنا» للبنانيين.
ويقول التقرير إن «البنتاغون ربما لم تستمع لخطاب زعيم حزب الله، حسن نصر الله الجمعة الماضية، عندما قال فيه إن تنسيقا جرى بين مقاتليه والجيش اللبناني في العملية الأخيرة، وقدم تفاصيل حول دور الجيش ومقاتلي الحزب والنظام السوري في العملية المقبلة ضد تنظيم الدولة».
ويعلق باول قائلا إن «نصر الله بدا سعيدا في تلك المناسبة؛ ليس لأنه استطاع جر (الشيطان الأكبر) للقتال في صفه، لكن العملية (البطولية) أدت إلى تحرير سجنائه من أسر أتباع جبهة فتح الشام، وكان رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، ينهي زيارته لواشنطن أثناء العملية، ولم يقم بالضغط على الرئيس دونالد ترامب ليعرقل من أجندة حزب الله، وزعم ترامب مخطئا أن الجيش اللبناني يقوم بقتال حزب الله مع أنه في الحقيقة كان يساعده».
وينوه الموقع إلى أن «الحريري لديه الأسباب كلها ليعتقد -كما توصل المحقق الدولي الخاص في مقتل والده رفيق الحريري- أن حزب الله يقف وراء العملية، إلا أنه كان معنيا بالدرجة الأولى وهو في واشنطن بإقناع المشرعين الأمريكيين بمواصلة المساعدة الأمريكية -800 مليون دولار- للبنان، مع أن المدافعين عن المساعدة يرون أنها تصب في مصلحة حزب الله، على الأقل على المدى القريب، وكان الحريري معنيا بالحد من الأضرار الاقتصادية  على بلاده بسبب العقوبات الجديدة التي اقترحها الكونغرس في يوليوز  على حزب الله».
ويجد التقرير أن «هناك مفارقة تاريخية في الوضع اللبناني، حيث أن هذا الحزب الطائفي يسيطر على لبنان، وبدعم من الرئيس المسيحي ميشال عون، وإذعان من رئيس الوزراء السني، الذي تحدث في لقاء له مع مجلة (بوليتيكو) عن التوصل إلى تفاهم مع قتلة والده. ولأول مرة منذ 35 عاما على إنشائه، فإن حزب الله لا يواجه معارضا قويا له في داخل البلد، ويبدو الوضع مختلفا للحزب عما واجهه قبل خمسة أعوام، عندما واجه الحزب إمكانية سحق الربيع العربي حليفه في دمشق بشار الأسد، الذي يعد المحور المهم في إيصال السلاح والدعم الإيراني للحزب في لبنان، ولهذا السبب تدخل الحزب سريعا في سوريا لحماية النظام، وقتل المعارضين له (أينما كانوا)، بحسب تعبير نصر الله».
ويفيد الكاتب بأن الحزب قام باستغلال ظهور تنظيم الدولة وإعادة تشكيل نفسه بصفته جماعة تواجه الإرهاب، حيث وجدت الحيلة الجديدة من يصدقها في لبنان، ودون أن يعترف بها بعض اللاعبين في المسرح الدولي، ومنهم الرئيس الـ44 للولايات المتحدة باراك أوباما، الذي اعترف أن الاتفاق النووي مع إيران سيفيد في جزء منه حزب الله، وعبر وزير خارجيته جون كيري عن رأيه في الحزب قائلا: «إنه لا يقوم بالتآمر علينا».
ويقول باول إن «وزارة العدل أعلنت في الوقت الحالي عن اعتقال ناشطين في حزب الله في مدينة نيويورك، وآخر في مدينة ميتشيغان، بشكل يكذب الكلام السابق، فالحزب يتآمر علينا، فأحد المتهمين، وهو علي كوراني (34 عاما)، قام بعمليات استطلاعية لأهداف محتملة، منها قواعد عسكرية ومنشآت تابعة للشرطة في مانهاتن وبروكلين، ووصف الآخر، وهو سامر الدبيك (37 عاما)، بأنه خبير في صنع المتفجرات».
ويستدرك الموقع بأنه «رغم هذا كله، فإن إدارة ترامب المنشغلة بمشكلاتها الداخلية، والمواجهة مع كوريا الشمالية، ليس لديها الوقت، أو حتى القدرة لمنع هجمات ضد أراضيها من حزب الله لو أراد الأخير تنفيذها، ولا منعه من التأثير على مصالحها في العالم العربي، وفي الوقت الذي أكد فيه ترامب أن الجيش اللبناني قام بمهام رائعة، وذلك في المؤتمر الصحافي المشترك مع  الحريري في البيت الأبيض، فإن وزير الداخلية اللبناني أكد بعد أسبوع أن الجيش يعمل (بالتنسيق) مع جيش الأسد، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات؛ لقتله المدنيين السوريين، واستخدامه السلاح الكيماوي، وعندما سئل ترامب عن رأيه في العقوبات المقترحة في الكونغرس على حزب الله، فإنه قال إنه سيكشف عن موقفه منها خلال 24 ساعة، ومنذ ذلك الوقت، أي قبل أسبوعين، لم يقل شيئا».
ويتساءل التقرير عما إذا كان موقف الإدارة هو الوضع الطبيعي الجديد، حيث ينتعش فيه حزب الله بقوة ويستمر دون معارضة، رغم ما كرر ترامب قوله طوال الوقت بأن الحزب يمثل خطرا على أمريكا، وقال إنه سيلغي كل ما فعله أوباما من قبله في هذا الشأن.
ويورد الكاتب أن مستشار الأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر قال إنه يعمل على خطط للحد من نفوذ إيران ووكلائها في المنطقة، مشيرا إلى أنه لم يصدر بعد أي تحرك، حيث يرى محللون أن وقتا سيمر قبل اتخاذ إجراءات.
وينقل الموقع عن فيصل عيتاني من المجلس الأطلسي، قوله: «أفضل ما يمكنني أن أخبرك به من شخصيات داخل الكونغرس أو البيت الأبيض، أن الفرع التنفيذي ليس لديه أي شيء جديد أو جريء».
ويختم «ديلي بيست» تقريره بالإشارة إلى قول عيتاني: «لديهم موقف من حزب الله وإيران، وهو معاد أكثر من أوباما، وأكثر صداقة مع السعودية، لكن لا توجد شهية لحرب الوكالة والسياسات المعقدة، والحقيقة أن ترامب يريد الانتهاء من تنظيم الدولة والخروج، وهو موقف ماتيس (وزير الدفاع) والقيادة المركزية، ولا أحد يريد اتخاذ أفعال باستثناء أصوات فردية في مجلس الأمن القومي».


بتاريخ : 17/08/2017