رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس يستجيب للملف المطلبي للأساتذة

 

عاشت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس أحلك فترة في تاريخها خلال الأربع سنوات الماضية، فقد أجهز رئيسها المعين المنتمي إلى الحزب الأغلبي على كل المكتسبات التي تحققت في عهد رئيس الجامعة الأسبق الدكتور السرغيني فارسي، الذي أصبح مقر الرئاسة، في فترة تسييره، منبرا ثقافيا وعلميا، أعطي للجامعة إشعاعا هاما على المستويين الوطني والدولي، من خلال النادي الدبلوماسي الذي أحدثه رفقة ثلة من الجامعيين والجامعيات، وكان من نتائجه عقد شراكات مع عدد من الجامعات في مختلف القارات، حيث استفاد عدد هام من الطلبة والطالبات من تلك الاتفاقيات المبرمة لمتابعة دراساتهم العليا في تلك المؤسسات الجامعية، كما تمت برمجة عدد هام من الندوات الفكرية والمحاضرات الهامة أطرها محاضرون مغاربة وأجانب، زيادة على ذلك فقد انفتحت الجامعة في عهده على المجتمع المدني، وخاصة الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بفاس، الذي عقد معه اتفاقية شراكة، حيث ساهم الإعلاميون في مواكبة كل الأنشطة الجامعية، وبالإضافة إلى الإشعاع الثقافي والعلمي، فقد نهج الرئيس الأسبق مع المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم سياسة هادفة ترمي إلى النهوض بالجامعة ومصالح الأساتذة والطلبة، على السواء، من خلال سنه في التسيير الإداري المقاربة التشاركية، مما جعل المشاكل التي تطرأ تحل بالتوافق والمراضاة .
ومما يؤسف له أن الرئيس المنتهية ولايته ضرب كل المكتسبات السابقة عرض الحائط وأغلق عليه الأبواب وأخذ ينفرد بالقرارات ولا يستجيب لمطالب الأساتذة الجامعيين الذين ينقلونها عبر مكتبهم النقابي النشيط، الذي لم يقف أعضاؤه مكتوفي الأيدي، حيث بادروا بنشر بلاغات عدة حول الممارسات التي يقوم بها في الصحف الوطنية والمواقع الالكترونية وراسلوا الوزارة ونددوا بالخروج على المنهجية التشاركية في التعامل النقابي، مما جعل اللجنة المكلفة بدراسة الترشيحات ترفض التجديد له، لتسند مهمة الرئاسة للدكتور رضوان المرابط الذي أعاد روح الحوار والحكامة الرشيدة بينه وبين المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بفاس إلى ما كانت عليه، ولم يتوان في تلبية طلب النقابيين كلما دعت الضرورة إلى ذلك، حيث عقدوا معه اجتماعات متوالية طرح فيها المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بفاس مجموعة من القضايا ملحين على توثيقها قي محضر، دعما للشفافية بين الفرقاء الاجتماعيين، ومن أهمها وجوب احترام الهياكل المحلية واختصاصاتها، لاسيما المشكلة من منتخبين، مع إشراك النقابة في ما يحدث من طوارئ، وخاصة اجتماعات وسيط الجامعة، واعتبار توصيات مجلس التنسيق قرارات لكونها لا ترقى إلى مستوي ما يصدر عن مجلس التدبير والهيئات المنبثقة عن مجلس الجامعة، كما طرح المكتب النقابي مشكل المختبرات وصرف ميزانيتها وكذا سفريات الأساتذة في إطار اللقاءات والندوات العلمية الدولية التي كانت ترفض سابقا حتى يتم القبول النهائي للأوراق المقترحة، علما أن هذه الشروط تتنافى مع المؤسسات الجامعية الأخرى، كما تساءل أعضاء المكتب حول دعم البحث العلمي ومصير الدعم بعد مسلسل الإصلاح الخاص بالمختبرات، التي ستنتهي مدة اعتمادها، مطالبين بأن يوجه الدعم للأساتذة كأفراد بدل المختبرات، كما أشار المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي في اجتماعاته المتعددة مع الدكتور رضوان مرابط إلى مآل الدعم المخصص للتكوين المستمر ومراكز تكوين الدكتوراه بالمؤسسات الجامعية، ذلك أن بعضها لا يتوفر عليها، كما أثار المكتب النقابي مشكل التأهيل الجامعي بالكلية المتعددة الاختصاصات بتازة والتي لم تعرف حلا لها وكذا احترام الضوابط البيداغوجية عند اجتياز مباراة الماستر والدكتوراه، وفي الأخير تساءل أعضاء المكتب النقابي عن تدبير مراكز الابتكار الذي يطرح إشكالية منذ عهد الرؤساء السابقين، حيث تمت ممارسة الابتزاز تجاه الطلبة، في ما يخص المقالات المنشورة، وكذا مسألة الحكامة الخاصة بمنصب المدير، كما تطرق المكتب النقابي إلى عملية اختيار عمداء ومديري المؤسسات الجامعية.
رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله د. رضوان مرابط أكد أن الاستجابة لكل هذه التساؤلات تظل رهينة بالوقت، والذي لن يكون إلا في صالح المؤسسات الجامعية دون تمييز، ليركز على أهمية الهياكل المنتخبة وطريقة اشتغالها على المشاكل الاستراتيجية، وتبقى الأمور التفصيلية اليومية للمكلفين بها، وبالنسبة لمجلس التنسيق فقد أكد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله على دوره التشاوري في إطار التعاون مع مجلس التدبير، مشيرا إلى أن مشكل الساعات الإضافية سيحل بعد التوصل بتوضيح من رؤساء المؤسسات ،كما سيتم الشروع في تحويل ميزانية المختبرات، مع الإقرار بتمويل السفريات الدراسية لأن الهدف منها هو تعزيز الإشعاع الدولي للجامعة، كما صادق رئيس الجامعة على إعداد تقرير تركيبي ودعم المختبرات وأقطاب البحث العلمي، هذا الدعم الذي توقف منذ سنة 2017 وسيشرع في اعتماد منهجية جديدة تقوم على تقييم أنشطة البحث المعني.
وحول الجلسات التي عقدها المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بفاس أشار الدكتور ناصر باعلي، رئيس المكتب الجهوي بفاس، في تصريح خص به جريدتنا إلى أن الاجتماعات التي عقدها أعضاء المكتب مع رئيس الجامعة والنضالات التي خاضها أعضاء المكتب النقابي قبل وبعد تعيين رئيس الجامعة الحالي د. رصوان مرابط، تدخل في إطار الدفاع عن الجامعة المغربية العمومية ودور النزاهة ونكران الذات في العمل النقابي، بالإضافة إلى العمل التشاركي الذي ظل الهدف السامي للمكتب النقابي بفاس الشيء الذي أعطي ثماره، مما جعل هذه النضالات تكلل بالنجاح.


الكاتب : فاس: محمد بوهلال

  

بتاريخ : 13/07/2019