رغم تجاهل معاناته المادية والاجتماعية من طرف المسؤولين : البطل كريم بوزيت يستعد للبطولة الدولية بمراكش وبيندين الفيتنامية والجزائر

 

أكيد أن العالم تابع ويتابع، بذهول كبير، ظاهرة «هروب» الرياضيين المغاربة، وليس آخرهم بطل رياضة التايكواندو، أنور بوخرصة، الذي «حرك» على متن «قارب للموت» نحو إسبانيا، بحثا عن حياة أفضل، وبعده الدراج المهدي شكري الذي غامر بالتوقيع لنادي «ستارتاب ناسيون» الإسرائيلي للدراجات الهوائية، وقبلهما أيوب مبروك، بطل المغرب في رياضة الكيك بوكسينغ، الذي ركب مياه الهجرة السرية نحو أوروبا، لتبتلعه الأمواج قبل وصوله للضفة الأخرى، ثم إعلان العداء عبد الحكيم عبيد عن تفكيره في ركوب «قوارب الموت» نحو إسبانيا، إلى غيرهم من الأبطال ممن هاجروا أو قرروا الهجرة لمواصلة مسارهم الرياضي في ظروف مناسبة.
مناسبة الموضوع، تتجلى في حالة البطل المغربي، المنحدر من مدينة خنيفرة، كريم بوزيت، الموشح ببطولة المغرب لثلاث مرات في فنون الحرب الفيتنامية، والعائد من أبيدجان الإيفوارية بلقب بطولة إفريقيا، وهو يعاني من التهميش والتجاهل، رغم ما قدمه وما يقدمه للرياضة المغربية، وطنيا وعالميا، ويستعد حاليا لتمثيل المغرب، رفقة المنتخب الوطني للغونغ فو جياو لونغ فو داو، في الدورة 3 لكأس محمد السادس الدولية لفنون الحرب الفيتنامية، من 16 إلى 18 أبريل المقبل بمراكش، في أفق المشاركة في بطولة كأس التنين الدولية، التي ستقام بالديار الفيتنامية خلال يوليوز المقبل، ثم بطولة العالم لفنون الحرب الفيتنامية التي تقرر تنظيمها بالجزائر في نونبر.
وإذا كانت حالته تنطبق على عدد كبير من الرياضيين المغاربة في بلدهم، فإن ما يعيشه البطل كريم بوزيت من جحود وتهميش، في أقصى تجلياته، يهدده بالتوقف يوما ما، سيما في الوقت الذي بلغت به وضعيته إلى حد قرار طرق أبواب بعض المسؤولين من أجل العمل في أي شيء كيفما كان نوعه، على الأقل لتجاوز الاحباط المتربص بنفسيته، ولتغطية مصاريفه اليومية، وإعالة أسرته البسيطة ومواصلة مساره الرياضي، ولم يفته سرد جزء من فصول معاناته لجريدتنا، بتأثر ومرارة، مقابل إصراره القوي على التحدي والصمود لحصد المزيد من النتائج التي حققها لوطنه في مجموعة من المحطات والمحافل الوطنية والدولية.
وكان كريم بوزيت، قد مثل المغرب في بطولة العالم في فنون الحرب الفيتنامية، التي أقيمت بالعاصمة الفيتنامية هانوي، خلال صيف 2018، والتي عرفت مواجهات قوية ومنافسات صعبة، وكل حلمه هو رفع العلم المغربي في هذا البلد الأسيوي، الذي احتل فيه المرتبة الثالثة عالميا، لكن المؤسف والمؤلم أنه يواجه أزمة مالية صعبة، بسبب غياب الدعم، أو حتى الاهتمام به من لدن المسؤولين المغاربة، إلى درجة قيام عدد من أنصاره بتعميم حالته على مواقع التواصل الاجتماعي، والدعوة إلى فتح حساب لجمع تبرعات مادية تساعده على تغطية تكاليف السفر والمصاريف اللازمة لمدة الإقامة بالڤيتنام لمدة 25 يوما، تشمل التداريب والمقابلات.
البطل كريم بوزيت، وإلى جانب تتويجه بعدة ألقاب بتظاهرات وبطولات وطنية وأوروبية وآسيوية، كان قد تمكن من التتويج ببطولة إفريقيا بأبيدجان الإيفوارية (ساحل العاج)، عقب بطولة إفريقيا لفنون الحرب الفيتنامية، وذلك بعد صعوده منصة التتويج بميدالية ذهبية، في المبارزة وزن أكثر من 85 كغ، وكذا الميدالية الفضية في القتال الاستعراضي بالأسلحة والميدالية النحاسية في القتال الاستعراضي بدون أسلحة، وخلالها أعلن بالتالي عن احتلال المنتخب الوطني للكونغ فو جياو لونغ فو داو الرتبة الثانية وراء البلد المنظم، بخمس ميداليات ذهبية، خمس فضية وخمس نحاسية.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 22/02/2020