زياش ينهي الاستعصاء الكاميروني ويضع المنتخب الوطني للمرة 17 في النهائيات القارية

بعد أزيد من ثلاثة عقود من التواضع أمام منتخب الأسود غير المروضة، تمكن من المنتخب الوطني المغربي من فك هذا النحس، الذي لازمه منذ سنة 1982، وسجل انتصارا تاريخيا، أمن به العبور الرسمي إلى نهائيات أمم إفريقيا 2019، مستفيدا من الخدمة الكبيرة التي قدمها له منتخب جزر القمر، الذي قطع الطريق في وجه مالاوي.
واحتاجت النخبة الوطنية، مساء الجمعة الماضي بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، إلى 54 دقيقة، عاشت خلالها كل أنواع الضغط، قبل أن يحررها المارد سفيان بوفال، بعد أقل من عشر دقائق على دخوله مكان يونس بلهندة الذي تعرض لإصابة، حيث اصطاد ضربة جزاء، حولها المايسترو حكيم زياش إلى هدف، قبل أن يعود من جديد في الدقيقة 66 لتأمين الانتصار بتسدية قوية، عجز الحارس أونانا، زميله بأياكس، عن صدها.
ويعد هذا الفوز الأول لأصدقاء العميد مهدي بنعطية على الكاميرون، التي سبق له أن حقق الانتصار في ست مباريات، مقابل 5 تعادلات.
ودخلت المجموعة الوطنية اللقاء، الذي استقطب حوالي 35 ألف متفرج، بعزيمة وإصرار على انتزاع الفوز، وهو ما أعلن عنه الناخب الوطني مساء الخميس في ندوة صحافية، حيث شدد على أن الانتصار يبقى مطلبا ملحا لتحقيق التأهل إلى كان 2019، رغم قوة المنتخب الخصم، الذي حج إلى الدار البيضاء بصفوف مكتملة، وخلق مجموعة من الفرص السانحة للتهديف، وكاد أن يسقط الدفاع المغربي، ولاسيما مروان داكوستا أكثر من مرة في المحظور.
وبعد أن كانت الجولة الأولى سجالا بين الطرفين، اللذين تبادلا المحاولات، والتي كانت تكتسي في عمومها طابع الخطورة، جاءت الجولة الثانية على إيقاع مخالف، حيث وضعت العناصر الوطنية منتخب الكاميرون تحت الضغط، وكان لدخول سفيان بوفال أثرا إيجابيا على الأداء الهجومي، الذي تحرر أكثر بدخول يوسف النصيري، محل خالد بوطيب الذي كان ثقيل الحركة، فأثمرت ضربة جزاء في الدقيقة 54، بعد عرقلة بوفال، الذي فك شفرة الدفاع الكايمروني أكثر من مرة، ليعلن الحكم الغابوني إيريك أوتوغو كاستان، عن ضربة جزاء، انبرى لها زياش بنجاح، قبل أن يعود في الدقيقة 66 لينهي كل الحسابات بهدف ثاني بطريقة رائعة، رافعا رصيده إلى 12 هدفا مع المنتخب الوطني، كما أنه سجل في لقاء واحد نصف ما سجله المنتخب الوطني في تاريخ مواجهاته للكاميروني (أربعة أهداف فقط).
وعمد لاعبو المنتخب الكاميروني بعد ذلك إلى الخشونة، ما جعل الحكم يتدخل في أكثر من مناسبة مشهرا البطاقة الصفراء، التي تحولت إلى حمراء في وجه العميد ايكامبي(79).
وعموما فقد غيرت عودة بنعطية وبوفال وزياش وجه المنتخب الوطني، بعدما فتح الأداء المتواضع للاعبين في لقاءئي جزر القمر كثيرا من التخوف بشأن المستقبل، كما وضع اختيارات هيرفي رونار في الميزان، خاصة وأنه أصر على التمسك بلاعبين يفتقدون للتنافسية، وفي مقدمتهم امبارك بوصوفة، الذي لا يتوفر على أي فريق حتى الآن.
واستفادت المجموعة الوطنية من الخدمة التي قدمها لها منتخب جزر القمر، بعد تغلبه على ضيفه منتخب مالاوي 2 – 1 عصر أول أمس السبت، لتنزع صدارة المجموعة برصيد 10 نقاط، بفارق نقطتين أمام الكاميرون، وخمس نقط عن جزر القمر، الذي تقدم على مالاوي، التي تراجعت إلى الصف الأخير بأربع نقط فقط.


الكاتب : ابراهيم العماري

  

بتاريخ : 19/11/2018