سرفانتس مراكش يعرض «أماكن مشتركة» لأرنتشا غوينتشي

يحتضن معهد ثربانتيس بمراكش، في الفترة الممتدة من العاشر أكتوبر إلى السادس من نونبر 2019، معرضا تشكيليا للفنانة الاسبانية أرانتشا غوينيتشي تحت عنوان « أماكن مشتركة « تقدم فيه تجربة خاصة تقوم على الكولاج ، وتدبير التنوع اللوني لخلق فضاءات تتماهى مع المساحات المدهشة للزليج كتقليد مشترك بين الإسبان والعرب.
وتركز نشاط الفنانة أرانتشا غوينيتشي خلال السنوات الأخيرة على البحث عن صِلاتِ وصل تشكيلية وتصويرية بين الصناعة التقليدية والزخرفة من جهة، وبين التجريد والهندسة المعاصرة من جهة أخرى. فتمخضت مسيرة البحث تلك عن هذه السلسلة من اللوحات اللاصقة، حيث تنشئ روابط بين الزليج المُدَجَّن والفن المعاصر، مازجة بين الأصالة والطليعة، مستلهمة من الزيارة التي قامت بها إلى «دار بيلاتوس بإشبيلية» ( Casa Pilatos de Séville ). وتتكون السلسلة من 8 لوحات من قياس180x90cm مكونة من قطع أشرطة لاصقة صغيرة من قياس 10 X10 سم. تحاكي فيها الخصائص الزجاجية للزليج.
تقول الناقدة إلينا بوثمديانو عن هذا المعرض» في أعمال أرانتشا غوينتشي يعتبر الضوء أيضا دعامة تشكيلية و دلالية، والتي تشارك في بناء نوع آخر من الأشياء المهمة. وفي ممارستها الفنية التي يمكن إدراجها داخل الرسم بدون رسم، تستخدم المواد والعناصر التي تسمح لها بدمج الضوء في العمل ليس كتمثيل بل كوجود حقيقي.»
واستطاعت أرنتشا غوينتشي أن تشكل في لوحاتها اللاصقة مساحات مبهرة، يدخل فيها الضوء من خلال الفينيل الصناعي الذي تستعمله في التركيب، و يتفاعل مع الألوان والأشكال الهندسية، وهو ما جعل أعمالها تجد أصداء لها قوية في الطبيعة، لأن الضوء الذي يستحيل فصله عن الألوان، هو من يتحمل مهمة نقل تلك الخلفية القوية من المعاني . فكما تقول أرنتشا نفسها فكل مناظر الطبيعة تنطوي على وضعية لونيةـ ضوئية، وبالمقابل فكل وضعية لونيةـ ضوئية تنطوي على وجود منظر طبيعي. وهكذا فاللوحات اللاصقة ستكون بدورها مشهدا من المناظر الطبيعية الجنوبية: المبتهجة و الرائعة.
وتفصح أعمال أرانشا غوينشي المقدمة في هذا المعرض عن تشبع بخلفية بصرية إسلامية إسبانية. فاللوحات اللاصقة التي تعرضها، تقول إلينا بوثمديانو، لها أصلها الصريح في إعجاب غوينتشي بالزليج المدجن لبيت بيلاتوس في إشبيلية، حيث يتوج تقليد حرفي وزخرفي طويل في الأندلس، إلا أنه نظرا لتركيبها وتقنيتها المتمثلة في العمل بواسطة قطع مجزأة من الفنيل المتراكبة، فيمكننا إعادة مصادرها الفنية إلى الزليج الإسلامي.
أرانتشا غوينيتشي(سانطاندير 1967)، خريجة مدرسة الفنون الجميلة التابعة لجامعة بلد الباسك بإسبانيا. قامت بعرض أعمالها منذ تسعينيات القرن الماضي بمؤسسات عمومية وبمعارض فنية متنوعة كما شاركت في عدة معارض الفن المعاصر كمعرض أركو مدريد ( Arco Madrid)، آرت بروكسيل ( Art Brussels)، نيو آرت برشلونة (New Art Barcelona)، آرت فرانكفورت ( Art Frankfurt). و توجد بعض أعمالها ضمن مجموعات فنية عمومية وخاصة.


الكاتب : عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 18/10/2019

أخبار مرتبطة

صدر حديثًا عن دار أكورا للنشر والتوزيع، طنجة، المغرب، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة كتاب «الأفق

عن دار «أكورا للنشر والتوزيع»، صدرت للكاتب محمد صوف رواية بعنوان» أولاد الكاريان». يتقمص المكان في هذه الرواية دور الشخصية

عنوان مثير لرواية تكشف في تفاصيل سردها عن أقسى اللحظات، أفظع ما قد يصادف إنسانا في بداية حياته، حيث يمارس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *