سفير الصين بالمغرب يدعو البلدين إلى توسيع الأفق لاستشراف الفرص الجديدة المتاحة أمامهما

 

دعا سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب السيد «لي لي» إلى تعزيز الفهم بين البلدين بشكل أفضل على الرغم من 60 عاما من العلاقات وقال «علينا بذل جهود للتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل»، داعيا المغاربة لرؤية الصين بأعينهم. كما دعا البلدين الى العمل معا بروح التكامل وإلى توسيع الأفق لاستشراف الفرص الجديدة المتاحة أمامهما.. واستعرض السفير النموذج الاقتصادي الصيني، والتجربة الخاصة التي خاضتها الصين على مستوى الابتكار لخلق محركات التنمية حتى أصبحت الصين عملاقا اقتصاديا وأحد اللاعبين الرئيسيين في العولمة التي تحظى بإعجاب العديد من الدول حول العالم.. وقال السفير الصيني خلال لقاء نظمه المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ISCAE بالدارالبيضاء يوم الخميس 15 مارس الجاري في إطار يوم دراسي حول «تنمية الصين والذكرى الستين للعلاقات الصينية – المغربية»، إن الصين شرعت منذ أربعة عقود في الإصلاحات الشاملة التي حولت البلاد بشكل كبير إلى ثاني أكبر قوة اقتصادية في العالم.
وأوضح السيد «لي» أن هذا التوسع الذي لا نظير له في العالم تم بناؤه حول نموذج اقتصادي قائم على الابتكار والمثابرة والمصاحبة ..
واعتبر «لي» الذي يدير سفارة الصين في المغرب منذ منذ عام 2017 ، أن هذا اللقاء يعد فرصة للطلاب المنتسبين لأكبر مؤسسة عامة للتعليم العالي في الإدارة بالمغرب ولضيوفهم للتعرف عن قرب على المستوى الحالي للعلاقات الصينية المغربية وتقييم حجم تطورها على مدى الستين سنة الماضية.
وكما أشار السفير في العرض الذي قدمه، فإن تقدم الصين هو نتيجة عمل عميق تخللته إصلاحات وتحول شامل في نموذج نظامها الاقتصادي من اقتصاد مخطط إلى اقتصاد سوق اشتراكي. .
وشرح الدبلوماسي، كيف كان عامل الابتكار القوة المحركة لتنمية الصين خلال هذه العملية، وهو ما جعل حجم الاستثمار في البحث العلمي يتزايد كل عام في البلد، مما يسمح للعديد من القطاعات بتسجيل تقدم كبير.
وقدم الدبلوماسي مجموعة من الأمثلة التي تؤكد ملاحظاته، حيث أشار السيد لي لي إلى تطوير شبكة السكك الحديدية الصينية قائلا «لقد أنجزنا 27 ألف كلم من خطوط «تي.جي.في» 66 % منها خلال 7 سنوات»، مشيرًا إلى أن الصين تنفق 460 مليار دولار على ميزانية التعليم، وأن البلد يعد الأكبر الذي يرسل معظم طلابه إلى الخارج.
وأكد السفير على عنصر المثابرة، وهو عمود آخر من أركان نجاح التجربة الصينية، مشيرا في هذا الصدد إلى قصة نجاح «جاك ما» ، مؤسس شركة «علي بابا» العالمية العملاقة أو لاعب كرة السلة الصيني الشهير «ياو مينغ»، مؤكدا على أن العنصر المشترك في هذه التجارب هو إصرار وإلحاح جميع الصينيين على النجاح وسعيهم المستمر لتحقيق الحلم الصيني. وفي إشارة إلى الدعامة الثالثة للنموذج التنموي الصيني، أشار الدبلوماسي إلى أن الصين ترغب في مشاركة خبراتها مع الدول الأخرى.
ولهذه الغاية، أطلق الرئيس الصيني شي جينبينغ في عام 2013 مبادرة «حزام واحد، طريق واحد» التي وقع المغرب عليها اتفاقا لتعزيز هذه الشراكة.
وفيما يتعلق بالدبلوماسية، أشاد السفير لي لي بتميز العلاقات الصينية المغربية مع الإصرار على بعض جوانب التعاون التي تستحق إيلاءها المزيد من الاهتمام من كلا البلدين.
وقال في البداية «المغرب كان واحدا من أوائل الدول العربية والإفريقية التي تعترف بجمهورية الصين الشعبية»..
في حين أنه سعيد لأن «الأمور تسير في اتجاه أفضل حيث بدأ المزيد والمزيد من المغاربة يهتمون بالصين»، قال إنه بات من الضروري تعزيز التعارف والفهم المتبادل من وجهة نظر ثقافية وهو جانب مازال في حاجة لفعل الكثير.


الكاتب :  عماد.ع

  

بتاريخ : 19/03/2018