سلوى عيد ناصر العداءة البحرينية الشابة التي تفوقت على كبار ألعاب القوى العالمية

ولدت العداءة البحرينية سلوى عيد ناصر في23 ماي 1998 بنيجريا ، من أم نيجيرية وأب بحريني. انتقلت سلوى إلى بلد أبيها الأصلي عندما كانت طفلة. بدأت بالظهور في سن الحادية عشرة في المدرسة وبدأت التركيز على سباقات 400 متر. من خلال مقرها في الرفاع في المحافظة الجنوبية في البحرين، استطاعت تحقيق أول نجاح لها في البطولة العربية لألعاب القوى للشباب 2014 حيث حققت الميدالية الذهبية في سباقي 200 متر و400 متر. بعد ذلك الإنجاز، قررت أن تأخذ هذه الرياضة أكثر جدية حيث حطمت رقمها القياسي الشخصي بزمن قدره 54.50 ثانية في التصفيات الآسيوية لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب 2014. تحسنت مرة أخرى في الدورة الموالية للألعاب الأولمبية للشباب مسجلة زمن قدره 53.95 ثانية في الجولة الأولى قبل حلولها وصيفة خلف الأسترالية جيسيكا ثورنتون بزمن قدره 52.74 ثانية.
بدأت سلوى العمل مع الرياضي البلغاري السابق يانكو براتانوف الذي يدرب أيضا مواطنتها كيمي أديكويا.
في بداية عام 2015 حققت رقما قياسيا وطنيا للناشئين بزمن قدره 11.70 ثانية في سباق 100 متر و23.03 ثانية في سباق 200 متر بينما كانت في بلغاريا.
أكدت نفسها بأنها أفضل عداءة في القارة الآسيوية في فئتها العمرية بحصولها على الميدالية الذهبية في بطولة آسيا لألعاب القوى للشباب 2015. ثم أثبتت نفسها بين الأفضل على الصعيد العالمي في بطولة العالم للشباب لألعاب القوى 2015. البداية الهادئة لم يمنعها من تخطي المرشحة الأولى الأمريكية لينا إيربي في المراحل الأخيرة من السباق بزمن قدره 51.50 ثانية لتحصل على الميدالية الذهبية. شاركت في السباق بالحجاب بينما أقيم السباق النهائي بعد شهر رمضان مما سمح لها بأن تأكل بشكل طبيعي قبل السباق بعد أن صامت خلال التصفيات. حققت الميدالية الذهبية لتكون ثاني رياضية بحرينية تفوز على المستوى العالمي بعد مريم جمال. أشاد أشتون إيتون حامل الرقم القياسي العالمي في العشاري بطريقة ركضها مما دعاه إلى تحمل جميع نفقات رحلة مدفوعة التكاليف للتدريب معه لمدة ثلاثة أيام.
شاركت سلوى في أول بطولة على مستوى الكبار في دورة الألعاب العسكرية 2015 في أكتوبر. تنافست ضد الأولمبيتين اللتين شاركتا في عام 2012 بيانكا رازور وناتاليا بيهيدا واستطاعت الفوز بسباق 400 متر بزمن قدره 51.39 ثانية لتصبح بذلك أصغر فائزة في تاريخ البطولة.
في بطولة العالم الأخيرة التي احتضنتها لندن ، وعلى طريقة مراهقي عصر التواصل الاجتماعي، لم تنس العداءة البحرينية سلوى ناصر عيد التذكير بمتابعتها النجمة الاميركية أليسون فيليكس على انستاغرام، حتى بعد تفوقها عليها محرزة فضية سباق 400 م الأربعاء في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن.
عن فيليكس صاحبة 6 ذهبيات والتي عادلت ببرونزيتها الرقم القياسي لعدد الميداليات في بطولة العالم (14)، قالت سلوى ناصر لوكالة فرانس برس «هي قدوتي واشاهدها منذ طفولتي. انا من متتبعيها على انستاغرام».
لكن البحرينية ابنة التاسعة عشرة سيتابعها كثيرون من الان فصاعدا، فبحسب مدربها النيجيري جون جورج أوبيا «لا شك بأنها ستصبح بطلة للعالم في السنوات القليلة المقبلة».
قالت ناصر التي سجلت رقما شخصيا بزمن 50,06 ثانية «انا فخورة وسعيدة ولم أتوقع ميدالية. لا يتعلق الأمر بالفوز على فيليكس بل بإحراز ميدالية وتحسين وقتي.السباق كان قاسيا بسبب برودة الطقس وحاولت تقديم الأفضل. أعتقد أن المرة المقبلة قد أاحقق الفوز ان شاء لله».
بطلة العالم تحت 18 عاما في كالي 2015 حيث أعجب بقدراتها نجم العشارية الأميركي آشتون آيتون، لم تغير شيئا في تدريبها هذه السنة بل عملت بجهد، وشرح لها مدربها «هذا مسرح كبير وله رهبته، لا تخافي. إبقي مع إيقاع العداءات في البداية ثم انقضي عليهن. انا مبتهج لأنها ركضت كما طلبت منها».
كانت والدتها تشارك في سباقات 100 و200 م في المدرسة، واكتشفت سلوى بسرعة قدرتها على خوض سباقات السرعة «في طفولتي كنا نركض ونلعب، وكانوا يقولون (الأطفال) انني سريعة».
اعجبتها سباقات السرعة لكن والدتها رفضت في بادىء الامر «ربما لعدم جديتي، لكنها عدلت عن رأيها بعد رؤيتي اركض مع اصدقائي على مضمار استاد البحرين الوطني».
استهلت مشوارها بإحراز الألقاب العربية لدى الناشئات في 2014، عملت مع مدرب جديد هو البلغاري يانكو براتانوف وقررت ممارسة تمارين صباحية لتقوية عضلاتها.
يضيف مدربها النيجيري «بدأت تدريبها عام 2014 عندما أحرزت فضية أولمبياد الناشئين في الصين. انتقلت الى مدرب آخر، ثم عادت الي وقالت: هذا هو مدربي الاصلي».
وبرغم صغر سنها، قدمت عيد ناصر أداء مميزا على الملعب الأولمبي في لندن، طارحة اسمها بقوة في سباق اللفة الواحدة.
أما عن منحها ميدالية ثانية للبحرين بعد ذهبية روز شيليمو في الماراتون، قالت «هذا انجاز كبير. الكل يجب ان يكون سعيدا لاني سعيدة وفخورة بنفسي. ساحتفل مع زملائي في الفريق ثم عائلتي».
تختم بعين دامعة «أحبك أمي، قمت بذلك لأجلك، أشكرك لجعلي أؤمن بنفسي».


بتاريخ : 19/08/2017