سهرة غيوانية في اختتام أسبوع تكريمي للمخرجة إيزة جيليني

فاحت قاعة سينما «الريتز» المتواجدة بالدارالبيضاء، مساء يوم السبت 12 ماي الجاري، بعبق الموسيقى الغيوانية وأجواء مغرب الثمانينيات، التي عكسها الفيلم الوثائقي «الحال» وأغاني فرقة «ناس الغيوان» والتي أديت بشكل مباشر أمام الجمهور.
هذه السهرة الغيوانية، اندرجت ضمن برنامج التظاهرة الفنية الثقافية التي نظمتها «جمعية أنوارتز للثقافة والفن»، تحت شعار «أسبوع بالكامل مع ايزا» للاحتفاء بالمخرجة المغربية «ايزا جيليني».
وقد سعى المنظمون أثناء توزيع برنامج أنشطة هذا «المهرجان» إلى تقسيمه بشكل يتم فيه عرض فيلم واحد لـ «إيزا جليني»، كل ليلة، يليه نقاش حوله، ثم عرض موسيقي مباشر حول تيمة من التيمات المأخوذة من التراث الموسيقي المغربي، وذلك طيلة الفترة الممتدة ما بين 7 و12 ماي الجاري.
تيمة ليلة السبت الماضي كانت حول أغاني ناس الغيوان، هاته الفرقة التي طبعت المشهد الفني والثقافي المغربي أثناء سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي، والتي كانت موضوع الفيلم الوثائقي «الحال»، الذي أنتجته «إيزا جيليني» و قام بإخراجه أحمد المعنوني سنة 1981.
وقد انسجم الجمهور الحاضر مع المقطوعات الموسيقية التي أدتها الفرقة المكونة من كل من نسيم حداد، مصطفى خليل، معلم عبد النبي وعبد الرحيم عمراني وغيرهم .. واشتد عليهم «الحال» مباشرة بعدما شاهدوا الفيلم الوثائقي «الحال»، فرقصوا على نغماتها، رقصة غيوانية جمعت ما بين المخرجة المحتفى بها وما بين ضيوفها الذين أتوا لتكريمها وتكريم الثقافة و التراث المغربي الذي اشتغلت عليه المخرجة في أفلامها.
وفي هذا الصدد اختار المخرج أحمد المعنوني الثقافة المغربية كمحور لكلمته التي توجه بها من جهة للمخرجة لتكريمها، وللحضور من أجل إشراكهم في عمق فكرته، وللمنظمين للتنويه بمبادرتهم، وذلك أثناء السهرة الختامية، حيث أكد المعنوني، بأنه « لن يكون للثقافة (ولا للسينما و لا للأدب..) وجود، إذا لم يتوفر لها جمهور، بحيث ستموت، وإذا غابت فلن يترك للأجيال المقبلة شيء …»، ثم استرسل في تحليله قائلا: «و إذا لم يتوفر لأطفالنا تراث فسيملأون مخيلتهم و عقولهم بأشياء أخرى لا تمثلنا، لأن الطبيعة لا تتحمل الفراغ «، مضيفا أن « ما قامت به « إيزا جليني « من أعمال، يدخل ضمن الحفاظ على هذا التراث الذي يعكس هويتنا الحقيقية والذي يجب أن نفتخر به».
ولعل سؤال الثقافة هو المحفز الرئيسي الذي دفع بأعضاء «جمعية أنوارتز للثقافة والفن» إلى التفكير في تنظيم هذا الأسبوع أو في إنشاء الجمعية ككل، حسب البيان التعريفي لهاته الجمعية، «فهي تتوخى إعطاء نفس جديد لدينامية مركز مدينة الدار البيضاء و إعادة تأهيل أحيائها الجميلة، بالإضافة إلى أن من ضمن أهدافها الاستراتيجية المساهمة في تنمية الثقافة والفن بجميع أشكاله و جذوره، سواء كان ذلك في الدار البيضاء أو في المغرب».
وهكذا، فإن تكريم المخرجة إيزة يدخل ضمن الأهداف التي تسعى إليها الجمعية، حسب ما سوقوه في ورقتهم التعريفية للتظاهرة. فالمخرجة السبعينية جديرة بهذا الاحتفاء، و كانت من أولى الأسماء التي فكر فيها الأعضاء أثناء إعدادهم لأنشطتها، فبالرغم من هجرتها إلى خارج المغرب، إلا أن بلدها يقطن في قلبها وكان موضوع عدة أفلام اشتغلت عليها، فضلا عن خبرتها في مجال الفن ومسارها المطبوع بمحطات مهمة، من بينها اشتغالها، منذ شبابها، مع سهيل بن بركة المخرج المغربي الكبير والخبير في ميدان السينما، مرورا بتوليها مسؤولية مندوبة في المركز السينمائي المغربي بفرنسا، وغير ذلك من المحطات. فكان ،إذن، من البديهي، حسب نفس الورقة التعريفية، استضافتها لـ «نتقاسم معها شغفها بالمغرب».


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 21/05/2018

أخبار مرتبطة

انتقلت إلى رحمة الله الزميلة فاطمة لوكيلي، صباح أمس الثلاثاء . بدأت المرحومة فاطمة الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة ميدي 1

بطل المسلسل رشاد أبو سخيلة:» المسلسل رد على الأعمال الإسرائيلية والخوف فطرة بشرية   هناك العديد من الأعمال الفنية التي

نفى مصدر من المركز السينمائي المغربي أن تكون هناك أي ضغوطات قد مورست ضد أعضاء لجنة دعم إنتاج الأعمال السينمائية،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *